كتبه لموقع “الغارديان”:جونثان واتس
نُشِر بتاريخ: 8/10/2018
ترجمة: فاطمة القريشي
تدقيق: نعمان البياتي
تصميم الصورة: أحمد الوائليّ
تغيرات عاجلة ومُلحة لخفض معدلات الحرارة المرتفعة والجفاف والفيضانات والفقر، هذا ما قالته الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ؛ هل أربكك تغير المناخ؟ إليك ما يمكن فعله …
حذر كبار علماء المناخ العالميين بأن 12 عاماً فقط هو ما تبقى للسيطرة على الاحتباس الحراري بمقدار 1.5c كأقصى حد، أما بعد ذلك فإن زيادة نصف درجة أخرى كفيلة بزيادة مخاطر الجفاف والفيضانات والحرارة الشديدة والفقر لمئات الملايين من الناس.
أفاد مؤلفو التقرير الحاسم، الصادر يوم الاثنين الماضي عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، بضرورة الالتزام وإجراء تغييرات عاجلة وغير مسبوقة للسيطرة على درجة الاحتباس الحراري، وهو ما يعتبرونه ممكناً ومجدياً رغم إنه مُندرج ضمن اتفاق باريس لإبقاء درجة الحرارة ما بين 1.5c إلى 2c.
حسب دراسة الـ 1.5c، التي نُشرت بعد موافقة الجلسة العامة والنهائية لـ 195 دولة في (إنشتون) في كوريا الجنوبية، بإمكان فَرق نصف الدرجة أن يكبح إبادة الشعب المرجانية ويخفف الضغط على القطب الشمالي.
قالت (ديبرا روبرت)، رئيسة المجموعة المعنية بالتأثيرات، “هذا ما لاح في الأفق، وهو إشارة للتحرك الفوري”، مُضيفة “هذا إنذار مدوٍ من المجتمع العلمي، وآمل أن يُحث الناس ويخفف من حالة الرضا عن النفس”.
اتسعت الفجوة بين العلم والسياسة منذ تكليف صناع القرار في محادثات المناخ عام 2016 في باريس، حيث وعد دونالد ترامب بسحب الولايات المتحدة الامريكية، وهي أكبر مصدر للانبعاث التاريخي في العالم، من الاتفاق، كما وضعت الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية البرازيلية يوم الأحد (جير بوسلونارو) في موقف قوي لتنفيذ تهديده بسحب البرازيل من الاتفاق وفتح غابات الأمازون للتجارة الزراعية.
العالم حالياً أدفأ بمقدار درجة سيليزية عما كان عليه في مستويات ما قبل الصناعة، فبعد الأعاصير المدمرة في الولايات المتحدة الأمريكية وتسجيل حالات الجفاف في كيب تاون وحرائق القطب الشمالي، أعلنت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ بأن التغير يحدث بالفعل وأشارت إلى مخاطره المتزايدة، استناداً إلى تقارير سابقة، كما حذرت بأن كل عُشر سيزيد من تفاقم التأثير.
قال العلماء الذين راجعوا 6000 بحثاً مُشاراً إليه في التقرير بأن التغيرات التي تسببت بها نصف درجة سيليزية كانت مُفاجئة؛ يقول روبرت “يمكننا ملاحظة الاختلاف وآثاره الملموسة”.
إذا كانت درجة الاحتباس 1.5c سيكون الإجهاد المائي الذي يتعرض له سكان العالم أقل بـ 50% مما سيكون عليه عند 2c، فستتسبب هذه الدرجة بتعريض مئات الملايين من الناس لمشاكل ندرة الغذاء والفقر المرتبط بالمناخ، خصوصاً الدول الفقيرة.
ستزداد وتصبح مألوفة كثيراً الأيام التي تبلغ فيها درجة الاحتباس 2c، حيث شهدتها الكرة الأرضية في القطب الشمالي في الصيف، وهذا سيزيد نسبة الوفيات وحرائق الغابات.
لكن الأثر الفارق سيكون في الطبيعة، حيث ستتعرض الحشرات، والتي تعتبر مُلقحاً حيوياً للمحاصيل، والنباتات إلى فقدان مواطنها عند درجة 2c مقارنة بـ 1c، كما ستُباد 90% من الشعب المرجانية إذا ما بلغت درجة الاحتباس 2c، أما إذا انخفضت فستتمكن 10% من هذه الشُعب من النجاة.
المقال باللغة الإنجليزية: هنا