الرئيسية / مناخ/ تغير مناخي / حرائق أستراليا المروعة تدق ناقوس الخطر العالمي

حرائق أستراليا المروعة تدق ناقوس الخطر العالمي

ترجمة: شيماء محمد خليل
تدقيق: ريام عيسى
تصميم الصورة: أسماء عبد محمد
السماء الحمراء, الرماد المتساقط, اعاصير الحرائق المشتعلة, ألسنة النار الملتهبة على ارتفاع 230 قدم, أناس يبحثون عن مأوى أمن يحميهم, سوف تُمنع هذه المشاهد العنيفة من العرض فيما اذا عرضتها منتج من هوليوود. على نفس وتيرة المشاهد السابقة تعتبر حرائق استراليا كارثة على نطاق عالي من الخطورة. تعادل مساحة الارض المحترقة مساحة فرجينيا الغربية.
دمرت حرائق استراليا مساحات شاسعة من الاراضي حتى تجاوزت مساحة الحرائق التي نشبت في كاليفورنيا سنة 2018 و التي التهمت سدس مساحتها الكلية. جاء في التقرير الرسمي الحكومي أن الحرائق قضت على ثلث اعداد حيوان الكوالا في نيوساوث ويلز, و احتراق كامل لاشجارغابات الكينيا.
هذا هو المستقبل الذي تكتبه البشرية لنفسها الآن, ليس بالضرورة أن يكون حدوث الكوارث الطبيعية مرتبط بالتغير المناخي ولكن هناك عوامل مؤثرة على التغير المناخي في استراليا لذا وجب على الحكومة القيام بخطوات جدية لإيجاد حلول جذرية وعدم اضاعة الوقت.
اصبحت التغييرات الطبيعية التي تشمل درجات الحرارة و هطول الامطار تؤخذ على محمل الجد كأحد اسباب التسخين والتي بدورها تؤدي إلى خلق ظروف مناخية خطيرة ونتائج مميتة محتملة. و قد ارتفعت معدلات درجات الحرارة و تحديداً في جنوب استراليا بدرجة 207 درجة فهرنهايت منذ سنة 1950.
اصبحت الظروف المناخية خلال العشرين سنة الماضية اكثر حرارة وجفافاً من العشرين سنة التي سبقتها و التي سبقتها وهلم جرا. فقد سجل شهر كانون الاول (ديسمبر) اعلى درجات الحرارة في استراليا بمعدل اكثر من 107 درجة فهرنهايت والتي تجاوزته في اليوم التالي. احرقت الحرارة والجفاف الارض بالكامل وحولت هذه الحرائق استراليا إلى علبة بارود مشتعلة.
ومما زاد الطين بلة حدوث الظاهرة الطبيعية ( المحيط الهندي ثنائي القطب) والتي تعمل على جعل المياه في غرب المحيط الهندي اكثر دفئاً والمياه في شرق المحيط الهندي اكثر برودة وكذلك يؤدي إلى انخفاض معدلات سقوط الامطار في استراليا عاملاً رئيسياً في حرائق استراليا.
جففت هذه الظاهرة الطبيعية استراليا لسنتين على التوالي. ورغم أنه من السابق لأوانه أن نحدد أي ارتباط بين التغير المناخي و ظاهرة ثنائية القطب حديثة الظهور. حذر العلماء من أن الاحتباس الحراري سيغير مسار هذه الظاهرة مما يجعل استراليا اكثر عرضة للجفاف. ستكون استراليا المثال الحي لخطر التعرض للأثار الضارة الناتجة عن احتراق الوقود الاحفوري.
إن ارتفاع نسبة انبعاثات ثاني اوكسيد الكربون في الجو وزيادة نسبة حموضة البحر وارتفاع درجة حرارة المحيط تضع هذا الحاجز المرجاني العظيم موضع خطر كامن. إن درجات الحرارة العالية والحرائق المشتعلة ماهي الا اشارات تحذيرية لاتخاذ ما يلزم تجاه الكوكب الذي اضحى اكثر عرضة للخطر والدمار ازاء ما يشهده المناخ من خلل كبير.
و بالرغم من أن استراليا تعتبر من اكبر الدول المصدرة للفحم عالمياً إلا أن الحكومة تقاعست عن دورها في تحمل المسؤولية في ايجاد حلول للتقليل من انبعاثات الغازات التي تؤدي إلى الاحتباس الحراري.
يجب القضاء على العوامل المؤثرة سلباً على هذا الكوكب كموجات الحرارة الشديدة والجفاف والمزيد من الفيضانات وارتفاع منسوب البحار ونفوق الكائنات الحية وانتشار الامراض والكثير من العواقب المتوقعة وغير المتوقعة و مما يشار إليه أن استراليا قد حصدت فوائد جمة من استخراج الوقود الاحفوري واستخداماته وحان دورها الآن لتأخذ على عاتقها مسؤولية حماية العالم ونفس الدور يقع على الولايات المتحدة التي لها الدور الكبير في هذا الدمار خاصة في ظل ادارة ترامب.
المصدر: هنا

عن

شاهد أيضاً

التأثيرات الخطيرة لأزمة المناخ على صحة البشر

نشر في: موقع “ذي كارديان” بتاريخ: 3 يونيو/حزيران 2019 الكاتب: داميان كارينغتون ترجمة: رشا غزوان …

تحدي العشر سنوات كيف تغير العالم منذ عقد من الزمن

منشور في موقع بي بي سي منشور بتاريخ: 18 يناير 2019 ترجمة: رفاه عبد الرزاق …