نشر في: موقع “ذي كارديان”
بتاريخ: 3 يونيو/حزيران 2019
الكاتب: داميان كارينغتون
ترجمة: رشا غزوان سالم
تدقيق: نعمان البياتي
تصميم الصورة: اسماء عبد محمد
تقرير يكشف الأضرار واسعة النطاق التي يتسبب بها الارتفاع في درجات الحرارة العالمي وتأثيره الفعلي على صحة البشر
كشف تقرير أُنجز من قبل سبعة وعشرين جهة أكاديمية علمية، إلى الأضرار واسعة النطاق التي يتسبب بها الارتفاع في درجات الحرارة العالمي، وتأثيره الفعلي على صحة البشر، إضافة إلى الآثار الخطيرة المتوقعة في المستقبل.
موجات الحرارة الحارقة والفيضانات ستحصد المزيد من الضحايا مع ازدياد قساوة الطقس، ولكن هناك تأثير غير مباشر لا يقل جدية، من انتشار الأمراض المتنقلة بالبعوض إلى تدهور الصحة العقلية.
“هناك تأثيرات تحدث الآن، وامتداداً إلى قرنٍ قادمٍ، فالتغير المناخي يجب أن يُصنف كأحد أكثر التهديدات خطورة على الصحة”، يقول البروفيسور (أنردو هاينز)، الرئيس المشارك في إنجاز التقرير للمجلس الاستشاري للعلوم الأكاديمية الأروبية “Easac”.
مع ذلك تجدر الإشارة إلى وجود منافع عظيمة من مبادرات التقليل من انبعاثات الكربون، وقد يكون الانخفاض في عدد الوفيات من تلوث الهواء في أوروبا، الذي كان قد وصل إلى ثلاثة مئة وخمسين ألف شخص كل عام بسبب حرق الوقود الأحفوري أكبر دليل على ذلك، ويستنتج التقرير: “إن الإجراءات التي تستهدف التأثيرات الحالية والمستقبلية للتغير المناخي على الصحة تعود بالنفع الكبير على الاقتصاد أيضا”.
وقد حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، السيد (تيدروس أدهانوم) في شهر نوفمبر، أن الانهيار المناخي هو بالفعل أزمة صحية، “لا يمكننا تأخير اتخاذ الاجراءات اتجاه أزمة التغير المناخي”، ويضيف، “لا يمكننا التخبط خلال هذه الأزمة الصحية الطارئة بعد الآن”.
وذكر تقرير لمنظمة الصحة العالمية، أن معالجة أزمة المناخ العالمية قد ينقذ مليون شخص على الأقل كل عام، جاعلاً من اتخاذ اجراء مناسب ضرورة أخلاقية.
يؤكد التقرير الجديد، على حتمية اتخاذ التدابير اللازمة لحماية صحة الإنسان في أوروبا من تغيرات المناخ، وتقييم الأدلة العلمية لتأثيرات ازدياد درجات الحرارة العالمية على الصحة، ولا تقتصر تأثيرات الطقس القاسي من موجات حر وفيضانات وجفاف على آثار قصيرة الأجل، بل تمتد على المدى الطويل أيضاً، ويذكر التقرير: “تتضمن التأثرات العقلية، اضطراب ما بعد الصدمة والقلق وتعاطي المخدرات والاكتئاب”.
امتد قلق العلماء ليشمل تأثير الطقس على الإنتاج الغذائي، مع وجود دراسات تبين أن انخفاضاً في عائدات المحاصيل الأساسية لمنطقة البحر المتوسط سيحدث في العقود القادمة، يصل إلى 5%-25%؛ والتقرير يذكر أيضاً أن أي تخفيض في معدل أكل اللحوم ولو بنسبة قليلة قد يؤدي إلى انخفاض ملحوظ في انبعاثات الكربون، إضافة إلى المنافع الصحية.
يتوقع التقرير انتشار الأمراض المعدية في أوروبا مع ارتفاع درجات الحرارة، وتوسع نطاق عمل البعوض لنقل حمى الضنك والقراد المسبب لمرض اللايم، وقد تشهد أيضاً ارتفاعاً في معدلات التسمم الغذائي، فبكتيريا السالمونيلا تتكاثر في الأجواء الدافئة، يضيف التقرير؛ حتى إنه وجد نتائج تشير إلى ارتفاع مناعة بكتيريا (إي كولي) للمضادات الحيوية في الأجواء الأكثر دفئاً.
“نحن نقوم بعرض التغيرات في المناخ على سكان العالم بأسره، وهو أمر مقلق للغاية خاصة وأننا نتجه إلى أراضٍ مجهولة”، يقول (هاينز) البروفيسور في التغيير البيئي والصحة العامة في جامعة لندن للصحة والطب الاستوائي.
“نحن نُعرض الشباب والأجيال القادمة إلى هذه المخاطر المتزايدة على صحتهم والممتدة على مدى المئات من السنوات القادمة، إن لم تكن الألف سنة القادمة”، يضيف بروفيسور (هاينز) “يجب أن نحاول التقليل من هذه الآثار والتوجه إلى اقتصاد بانبعاثات كربون أقل”.
“نعتقد أنه بإعادة النظر في تأثير التغيرات المناخية واعتبارها قضية صحية، فإننا قد نزيد من تفاعل الناس، لأن الاهتمام بالصحة لا يقتصر على الشخص نفسه في العادة، بل يمتد ليشمل الأشخاص المقربين والأعزاء والأحفاد”.
“نعتقد أنها طريقة لتحريك العامة ورفع الاهتمام، بطريقة بناءة وزيادة الزخم من أجل التغيير”.
انبعاثات الكربون العالمية لاتزال في ارتفاع، لكن الانخفاضات السريعة والمؤثرة لاتزال مطلوبة، من أجل الحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى 1.5 درجة سيليزية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية والتقليل من التأثيرات السيئة.
المصدر: هنا