ما هي تأثيرات التغير المناخي؟

 

ترجمة :علي محمد رجاي النداوي

تدقيق: ريام عيسى

تصميم الصورة: مثنى حسين

 

   يعتمد مناخ الأرض على مقدار طاقة الشمس في الأرض والبحر والجو – وكيف يستجيب النظام المناخي للتغيرات .   

المحرك الأساسي لمناخ الأرض هو الطاقة من الشمس. تنعكس معظم طاقة الشمس التي تصل إلى الأرض مرة أخرى في الفضاء ، ولكن بعضها محاصر بغازات في الغلاف الجوي عندما تشع من سطح الأرض. هذا هو “تأثير الانبعاث الحراري” ، وهو يدفئ الأرض مثل بطانية.

يتم التحكم في مناخ الأرض من خلال مجموعة من الدورات التفاعلية: الغلاف الجوي والغلاف المائي (المياه السائلة والمبخرة)، والغلاف الجليدي (الماء المتجمد)، وسطح الأرض والمحيط الحيوي (الكائنات الحية). تتفاعل هذه مع بعضها البعض والقوى الخارجية بما في ذلك الشمس والنشاط البشري.

 

الغلاف الجوي

       بالإضافة إلى النيتروجين والأكسجين والأرجون التي تشكل معظم الغلاف الجوي (ولكن لا تتأثر بالحرارة من الشمس أو الأرض)، الغازات الأخرى – ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز والأوزون وبخار الماء – تمتص وتنبعث الأشعة تحت الحمراء. هذه هي غازات الاحتباس الحراري، والتي تحافظ على دفء كوكب الأرض بما يكفي لتزدهر الحياة.

 

غازات الاحتباس الحراري

      تلعب غازات الاحتباس الحراري دوراً رئيسياً في دورة طاقة الأرض. ولأنها تمتص (وتعيد إشعاعها) الكثير من الحرارة التي تشعها الأرض، فإنها تميل إلى رفع درجات الحرارة بالقرب من السطح. تحدث ظاهرة الاحتباس الحراري بشكل طبيعي، مما يجعل درجة حرارة سطح الكوكب أكثر دفئاً بـ 30 درجة حرارية مما هو عليه في حالة عدم وجود الغلاف. وهذا  ضروري لمعظم اشكال الحياة على سطح الأرض.

 

الأوزون

الأوزون في الجزء السفلي من الغلاف الجوي بمثابة غازات الدفيئة. في أعلى طبقة الستراتوسفير، تمتص طبقة الأوزون أشعة الشمس فوق البنفسجية وتؤثر على كمية حرارة الشمس المشعة في الفضاء.

 

الغبار 

يحتوي الغلاف الجوي أيضاً على جزيئات صلبة وسائلة، وسُحُب تتفاعل مع الإشعاعات الواردة والصادرة.

 

ماء

بخار الماء هو أقوى غازات الدفيئة، والمكون الأكثر تغيراً في الغلاف الجوي. لهذه الأسباب، ولأن التحولات بين مختلف المراحل تستوعب وتحرر الكثير من الطاقة، فإن بخار الماء أساسي في تقلبات المناخ  وتغيره.

 

الغطاء المائي 

  يشير المصطلح الغلاف المائي إلى كل الماء السائل، سواء كان عذباً او مالحاً. حيث تغطي المحيطات حوالي 70٪ من سطح الأرض. إنها تخزن وتنقل كمية كبيرة من الطاقة وتذوب وتخزن كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون. مقارنة مع الغلاف الجوي، انتشارها بطيء. وهي تعمل كمنظم لمناخ الأرض وأيضاً كمصدر للتقلبات المناخية الطبيعية.

 

الغلاف الجليدي 

 

    تعتبر الصفائح الجليدية والأنهار الجليدية وحقول الثلج وجليد البحار من العوامل الهامة للنظام المناخي. فهي تعكس بدرجة كبيرة الإشعاع الشمسي، ولديها موصلية حرارية منخفضة، وقصور حراري كبير، كما أنها تلعب دوراً حاسماً في تحريك دوران مياه المحيطات العميقة. لأن الصفائح الجليدية تخزن كمية كبيرة من الماء، فإن الاختلافات في حجمها هي مصدر محتمل للتغيرات على مستوى سطح البحر.

 

سطح الأرض

 

 يتحكم الغطاء النباتي والتربة في كيفية عودة الطاقة من الشمس إلى الغلاف الجوي. حيث ينعكس بعضها من السطح وتمتص البقية. ومن بين ما يتم امتصاصه، يتم إعادة إشعاع البعض كإشعاع الموجة الطويلة (بالأشعة تحت الحمراء) ، وتسخين الغلاف الجوي مع ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض. بعض يتبخر الماء ويعيدها إلى الغلاف الجوي. رطوبة التربة لها تأثير قوي على درجة حرارة سطح الأرض، ويؤثر جفاف وشكل وتغطية سطح الأرض على الرياح التي تهب فوقها.

 

المحيط الحيوي (الكائنات الحية)

 

   للبيولوجيا البحرية والأرضية تأثير كبير على الغلاف الجوي من خلال التأثير على امتصاص وإطلاق غازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز. يخزن الغطاء النباتي كميات كبيرة من الكربون ، تم التقاطها من خلال عملية التمثيل الضوئي ، كما أنه له تأثير قوي على خواص سطح الأرض الطبيعية مثل الانعكاسية والخشونة (التي تسبب السحب وتؤثر على الرياح) .

 

قد يكون للمركبات العضوية المتطايرة أيضاً تأثيرات مهمة على كيمياء الغلاف الجوي، وتشكيل الهباء الجوي، وبالتالي على المناخ. يتم الحفاظ على تأثير المناخ على المحيط الحيوي في الحفريات وحلقات الأشجار وحبوب اللقاح وغيرها من السجلات وكثير من ما يعرف بالمناخ في الماضي يأتي من هذه المؤشرات.

 

التفاعلات

 

      كل هذه الأنظمة مرتبطة ببعضها البعض وتؤثر بقوة على بعضها البعض. على سبيل المثال، يتبادل الغلاف الجوي والمحيطات بخار الماء والحرارة من خلال التبخر. هذا يؤدي إلى التكثيف ، وتكوين السحب، وهطول الأمطار وجريان المياه، وتوفير الطاقة لأنظمة الطقس. يؤثر الهطول على الملوحة (مستويات ملح المحيط)، وتوزيعها ودورانها الحراري (المياه العميقة). كما يعمل الغلاف الجوي والمحيطات على تبادل ثاني أكسيد الكربون، والحفاظ على التوازن عن طريق إذابته في الماء القطبي البارد ومن خلال تنفيسه بالقرب من خط الاستواء.

 

المصدر: هنا