ترجمة: احمد طريف المدرس
تدقيق: ريام عيسى
تصميم الصورة: مثنى حسين
يعتبر القمر غير قابل لاستضافة الحياة في الوقت الراهن، لكن من الممكن أن تكون هناك حياة على سطحه في الماضي البعيد.
في الواقع، قد تكون هناك فرصتان لوجود الحياة على القمر، وفقاً لدراسة على الإنترنت في دورية علم الأحياء الفلكية ل (ديرك شولز ماكوك)، وهو عالم فسيولوجي أسترالي في جامعة ولاية واشنطن.
يقول (شولتز ماكوك) ( وإيان كروفورد)، أستاذ علوم الكواكب والأحياء المائية في جامعة لندن، إن الظروف على سطح القمر كافية لدعم أشكال الحياة البسيطة بعد فترة قصيرة من تشكل القمر من قرص حطام قبل 4 مليارات سنة ومرة أخرى خلال ذروة النشاط البركاني القمري منذ حوالي 3.5 مليار سنة.
خلال كلتا الفترتين، يعتقد علماء الكواكب أن القمر كان يطلق كميات كبيرة من الغازات المتطايرة فائقة السخونة، بما في ذلك بخار الماء.
كتب (شولتز ماكوش وكراو فورد )أن هذا الغاز يمكن أن يكون قد شكل بركاً من الماء السائل على سطح القمر وأجواء كثيفة بما يكفي لإبقائه سائل لملايين السنين.
وقال( شولتز ماكوش) أن إذا كانت المياه السائلة قد ترافقت بجو مناسب في بدايات تشكل القمر لفترات طويلة، نعتقد أن سطح القمر سيكون على الأقل قابلاً لتشكيل حياة عابرة.
مكونات الحياة
يعتمد عمل شولتز ماكوتش وكراو فورد على نتائج البعثات الفضائية الأخيرة والتحليلات الحساسة للصخور القمرية وعينات التربة التي تظهر أن القمر ليس جافاً كما كان يعتقد سابقاً.
فبين عامي 2009 و 2010، اكتشف فريق دولي من العلماء مئات الملايين من الأطنان من الجليد المائي على القمر. بالإضافة إلى ذلك، هناك أدلة قوية على وجود كمية كبيرة من المياه في القمر التي يعتقد أنها قد أودعت في وقت مبكر جداً في تكوين القمر.
من المرجح أيضاً أن يكون القمر محمي بحقل مغنطيسي يمكن أن يحمي أشكال الحياة على السطح من الرياح الشمسية المميتة في وقت مبكر.
وقال شولتز ماكوش إن الحياة على القمر يمكن أن تكون قد نشأت كما كانت على الأرض لكن السيناريو الأكثر احتمالاً هو أنه قد تم إدخالها عن طريق نيزك.
يأتي أقرب دليل على الحياة على الأرض من البكتيريا الزرقاء المتحجرة التي يتراوح عمرها بين 3.5 و 3.8 مليار سنة. خلال هذا الوقت كان النظام الشمسي تحت تأثيرات النيازك المتكررة والعملاقة. ومن الممكن للنيازك التي تحتوي على كائنات بسيطة مثل البكتيريا الزرقاء أن تنطلق من سطح الأرض وتهبط على سطح القمر.
وقال (شولز ماكوك) (يبدو أن القمر كان صالحاً للسكن في هذا الوقت. يمكن أن تكون هناك بالفعل ميكروبات مزدهرة في برك المياه على سطح القمر قبل أن تجف).
المحاكاة القمرية
يقر (شولز ماكوك) أن تحديد ما إذا كانت الحياة قد نشأت على القمر أو تم نقلها من مكان آخر لا يمكن معالجتها إلا من خلال برنامج مستقبلي لاستكشاف القمر.
وأحد رئيسيات البحث في أي مهمة فضائية مستقبلية هو الحصول على عينات من رواسب من فترة النشاط البركاني المرتفع لمعرفة ما إذا كانت تحتوي على الماء أو أي علامات محتملة أخرى للحياة.
وبالإضافة إلى ذلك، يمكن إجراء تجارب في بيئات قمرية محاكية على الأرض وعلى محطة الفضاء الدولية لمعرفة ما إذا كانت الكائنات الحية الدقيقة تستطيع البقاء على قيد الحياة في ظل الظروف البيئية التي من المتوقع أن تكون موجودة في بدايات القمر.
المصدر: هنا