الرئيسية / فضاء / وفاة عالمة الرياضيات الأمريكية الأفريقية الرائدة كاثرينا جونسون 

وفاة عالمة الرياضيات الأمريكية الأفريقية الرائدة كاثرينا جونسون 

الكاتب: أسوشيتد برس (بين فينالي)

التاريخ: 24 فبراير 2020

ترجمة: الطيب جابر عطا الله

تدقيق: ريام عيسى 

تصميم الصورة: امير محمد

(أسوشيتد برس)

 

ودعّ العالم كاثرينا جونسون، عالمة الرياضيات الشهيرة، التي نجحت في حساب مسارات الصواريخ، ومدارات الأرض في أولى الرحلات الفضائية التي أطلقتها وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، وجُسدَّت شخصيتها بعدها في فيلم ناجح في 2016 تحت اسم «شخصيات مجهولة»، الذي أماط اللثام عن الدور الذي نهضت به النساء اللواتي يحملن أصولاً أفريقية والرائدات في مجال الفضاء، عن عمر يناهز 101.

وكانت وفاة عالمة الرياضيات ذائعة الصيت لأسباب طبيعية في إحدى مجتمعات التقاعد الواقعة في مدينة نيوبورت نيوز بولاية فرجينيا، وفق ما ذكره دونيال واي أتش ديفيز، محامي العائلة، لوكالة أسوشيتد برس.

وصرّح جيم برايدنستين، مدير وكالة ناسا في بيان، أن كاثرين «ساعدت أمتنا على التوسع في أفق الفضاء، وبذلت جهوداً مضنيةً لفتح الأبواب أمام النساء والأشخاص الذي يحملون أصولاً أفريقية».

وكانت كاثرين من اللواتي نجحن في حل المعادلات يدوياً خلال السنوات الأولى في وكالة ناسا، وكذلك اللجنة الاستشارية الوطنية للملاحة الجوية.

وعملت كاثرينا وغيرها من النساء الأمريكيات اللواتي يحملن أصولاً أفريقية في إحدى وحدات الحوسبة المنفصلة عنصرياً في مدينة هامبتون بولاية فرجينيا، ولم تحل رسمياً حتى صارت استبدلت “ناكابولايةناسا” في عام 1958. وبيّنت علامات على الحمامات أيها يمكن لأولئك النساء استخدامها في ذلك الوقت.

وفي البداية ركّزت كاثرين على إجراء الأبحاث الخاصة بالطائرات وغيرها من الأبحاث. غير أن عملها في مركز لانغلي البحثي، التابع لوكالة ناسا، نقلها في واقع الأمر للعمل في مشروع ميركوري، وهو أول برنامج فضائي لإرسال البشر إلى الفضاء.

وذكرت كاثرين لجريدة فيرجينيانبيلوت في عام 2012: «قام فريقنا بحساب كافة مسارات (الصواريخ)». وأضافت: «يمكنك إخباري بموعد الهبوط ومكانه، وسأخبرك بمكان الإطلاق وتوقيته».

وأجرت كاثرينا في عام 1961 تحليلاً للمسارات الخاصة برحلة الفضاء فريدوم-7 التي حملت ألان شيبارد وهو أول أمريكي يصل إلى الفضاء. وفي العام التالي تمكنت كاثرين من التحقق يدوياً من حسابات كمبيوتر IBM7090، وهو حاسوب ناسا في مراحله الأولى والذي رسم مدارات رحلة جون غلين حول الأرض.

«احضروا الفتاة للتحقق من الأرقام» هكذا أصرّ غلين الذي انتابه شك في حسابات الحاسوب في الأيام التي سبقت عملية الإطلاق.

وكتبت مارجوت لي شيترلي في كتابها المنشور في 2016 وهو بعنوان «شخصيات مجهولة» «قيام كاثرين بتنظيم نفسها في مكتبها على الفور، وزيادة مجموعات أوراق البيانات التي تجمع من دفاتر التليفونات بمعدل رقم في المرة الواحدة، وتوقفت عن كل شيء ما عدا متاهة معادلات المسارات» وهي الفكرة التي اعتمد عليها الفيلم.

وكتبت شيترلي «لقد استغرق العمل يوماً ونصف من مشاهدة تراكم الأرقام الصغيرة، وذهول العيون، والعمل المصحوب بالإلغاز».

وصرحت شيترلي لأسوشيتد برس أن كاثرين «كانت استثنائية بكل ما تحمله الكلمة من معنى».

وذكرت شيترلي يوم الإثنين أيضاً «إن الموهبة الرائعة التي قدمتها لنا كاثرين جانسون تتجلى في حكايتها التي سلطت الضوء على حكايات الكثير والكثير من الأشخاص الآخرين مضيفةً «لقد شقت كاثرينا طريقاً جديداً للبحث الدقيق في تاريخ الأشخاص الذين يحملون أصولاً إفريقية، وتاريخ النساء، والتاريخ الأمريكي».

ووجدت كاثرين جونسون أن عملها في رحلات القمر في برنامج أبوللو هو أعظم الإسهامات في استكشاف الفضاء. وساعدت حساباتها على تحديد موعد هبوط المركبة على القمر من خلال وحدة خدمات القيادة حول مدار الأرض. كما أنها عملت أيضًا في برنامج مكوك الفضاء قبل تقاعدها في 1986.

وكانت كاثرينا وزملاء العمل بطلات مجهولات نسبيًا في سباق الفضاء الأمريكي. لذا منحها باراك أوباما، الرئيس الأمريكي، في عام 2015 وسام الحرية الرئاسي وهو أعلى وسام مدني في الولايات المتحدة الأمريكية وكانت حينها في سن السابعة والتسعين.

وتجدر الإشارة أن كتاب «شخصيات مجهولة» والفيلم الذي تلاه يروي قصص كاثرينا جونسون، ودورثي جونسون فون، وماري جاكسون أيضًا. وجسدت الممثلة الأمريكية تاراجي بيندا هينسون شخصية كاثرينا في الفيلم الذي رشح لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم، ونجح في تحقيق عائدات وصلت لـ200 مليون دولار على مستوى العالم.

في عام 2017 أحضرت جونسون على المسرح في حفل توزيع جوائز الأكاديمية «المعروفة بجوائز الأوسكار» بتصفيق حار. أمّا عالمات الرياضيات ماري جاكسون ودورثي جونسون فون فقد توفيتا في عامي 2005 و2008 على التوالي.

ولدت كاثرين كولومن جونسون في 26 أغسطس 1918، في مدينة وايت سولفور سبرينغر، بفريجينا الغربية، بالقرب من حدود فريجينيا. ولم يكن في المدينة الصغيرة أية مدارس للأطفال ذوي الأصول الأفريقية بعد الصف الثامن وفق ما صرحت بها نفسها لصحيفة ريتشموند تايمزديسباتش في عام 1997.

وفي شهر سبتمبر كل عام كان والدها يحملها وإخوتها إلى معهد فرجينيا الغربية لدراسة الثانوية والكلية الموجودة في الحرم الجامعي لجامعة ولاية فرجينيا الغربية التي كانت بمنزلة جامعة للسود التاريخية.

ودرّست كاثرينا في المدارس العامة المخصصة للسود قبل أن تصبح من بين الطلاب السود الثلاثة الذين انضموا إلى مدارس الخريجين التابعة لجامعة فرجينيا الغربية في عام 1939.

وتركت بعدها التدريس بعد مرور عامها الأول لتركز على حياتها العائلية بعد أن تزوجت بزوجها الأول جيمس غوبل، ومن ثم عادت للتدريس مجدداً عندما كبر بناتها الثلاثة. وفي عام 1953 انضمت جونسون للعمل في وحدة الحوسبة في المنطقة الغربية التي كانت تضم كل السود، وكان يطلق عليها حينها معمل لانجلي التذكاري لأبحاث الملاحة الجوية التابع لإدارة أجهزة الملاحة الجوية في هامبتون.

وتوفى زوجها جيمس في عام 1956، ومن ثم تزوجت بجيمس أيه جونسون في 1959 الذي توفى في العام الماضي.

وذكر ريفيس، محامي العائلة، أن كاثرين عاشت لترى بنتين من بناتها الثلاثة، وستة أحفاد، وإحدى عشر من أحفاد الأبناء.

وقضت سنواتها الأخيرة في تشجيع الطلاب على الالتحاق بمجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

وأضاف المحامي أيضًا «أن كاثرينا أجرت لقاءًا الأسبوع الماضي فقط مع طالب ثانوية عامة أراد التحدث معها باللغة الفرنسية“. وأضاف المحامينالت شهادتين، واحدة في اللغة الفرنسية والأخرى في الرياضيات».

وعند النظر إلى الوراء ذكرت كاثرينا بعدم وجود متسع من الوقت لديها للقلق بشأن تلقيها معاملةً غير عادلة.

وذكرت عالمة الرياضيات الشهيرة لناسا في 2008: «أن والدنا علمنا أننا جيدون مثل بقية الأشخاص القاطنين في تلك المدينة، وليس أفضل منهم». وأضافت أيضًا: «لم ينتابني شعورٌ الدونية، لم يكن لدي إطلاقاً هذا الشعور، فأنا جيدة مثل أي شخص، ولكن لست أفضل من أحد».

 

المصدر: هنا

عن

شاهد أيضاً

هل يمكن أن تكون الحياة قد سبق وتشكلت على القمر؟

 ترجمة: احمد طريف المدرس تدقيق: ريام عيسى تصميم الصورة: مثنى حسين   يعتبر القمر غير …

كيف سينجو جنسنا البشري في كون دائم التوسع؟

كتبه لموقع “ساينتفيك أميريكان”: دان هوبر منشور بتاريخ: 11/7/2018 ترجمة: ياسين إدوحموش تدقيق: آلاء عبد …