الرئيسية / فن / لماذا يظهر الفلتر الأصفر في الأفلام الأمريكية

لماذا يظهر الفلتر الأصفر في الأفلام الأمريكية

تقديم: اليزابيث شيرمان 

بتاريخ:27-4-2020

لموقع : MATADOR NETWORK 

ترجمة : دعاء عماد 

تدقيق : ريام عيسى

تصميم الصورة : امير محمد

 

 في ال19 من نيسان الماضي شاركت(NETFLIX) على منصتها الفيديو الدعائي لفيلم (EXTRACTION) من أخر إِصدارتها بطولة (CHRIS HEMSWORTH) والذي تدور أحداثهُ في (بنغلاديش). يُظهر الفيديو لنا الطرق المشوقة والحماسية التي تم تصوير الفيلم بها (منها ظهور المصور وهو يقوم بتصوير الفيلم جالساً في مقدمة سيارة منطلقة بأقصى سرعتها). لكن الفيديو تلقى من المتابعين أصداءً لم تكن متوقعة حيث أن المشاهدين سرعان ما لاحظوا أن مشاهد تصوير الفيلم كانت طبيعية لكن النسخة النهائية للفيلم بدت مختلفة ومعروضة بتدرج للون الأصفر.

يُعبر عن هذا التدرج اللوني المختلف ب (الفلتر الأصفر), ويُستعمل بصورة دائمة في الأفلام التي تدور أحداثها عادةً ويتم تصويرها في (الهند أو المكسيك أو في جنوب شرق أسيا), الغاية من المشاهد التي تطغى عليها اللمحة اللونية الصفراء هو لعكس الصورة المناخية للمكان والذي عادةً ما يكون دافئ استوائي جاف. لكنهُ أيضاً يُظهر المناظر الطبيعية بوضع مُثير للتساؤل يكاد يكون لوناً مائلاً للون اليرقان غير صحي مُضفياً لمحة مُنفرة توحي بالقذارة للمشاهد. 

يبدو أن استعمال الفلتر الأصفر مقصوداً لإظهار هذه الأماكن أكثر قبحاً بصورة غير لائقة أو ضرورية خاصة وأن الغرب يعتبر معظم هذهِ الدول خطرة أو بدائية, مع أن أغلب هذه الدول  تتميز بطبيعة خلابة لا تجد مشاهدها طريقاً لشاشتنا لنستمتع بِها بقدر مشاهد العنف والفقر.

الأمر محزنٌ للغاية ويوضح بصورة جلية العنصرية التي يتصف بها الغربيون, خاصة عندما تعرف كمية الحيوية والألوان التي تتمتع بها هذه البلدان وهذه الثقافات. 

إضافة هذه الفلاتر يقع ضمن تصنيف هذه الأماكن ومن يعيش فيها بصورة نمطية ذات انطباع عام ثابت, كما أخبرني (سليمان) وهو محلل إستثماري من (كاليفورنيا) والذي تنحدر عائلتهُ أصلاً من الهند وباكستان وأفغانستان.

 “فيلم  ( EXTRACTION )لا يعد أول فيلم غير موفق في اختيار الألوان المناسبة لبيئة المكان حيث تم اعتماد هذا النمط اللوني أيضاً في فيلم (DARJEELING LIMITED) في المشاهد التي تُصور في القُرى الهندية الصغيرة وأيضاً ظهر في فيلم (TRAFFIC) عام 2000 من أخراج (STEVEN SODERBERGH) والذي يتحدث عن تجارة المخدرات في المكسيك حيث يظهر لنا اللون بصورة واضحة في مشهد الإعدام في الصحراء بينما عندما تتداخل المشهد لقطات من الممثل (MICAEL DOUGLAS) والذي يلعب دور قاضي من (أوهايو) تتحول اللمحة اللونية للمشهد باللون الأزرق “.

 وفي مقاربة عقدٍ من الزمن صرح مستخدمي موقع (REDDIT) أن المشاهدين يستطيعون تحديد مكان الأحداث في مسلسل (BREAKING BAD) بمجرد رؤيتهم التغيير اللوني الذي يطرأ على المشاهد المُصورة في المكسيك والذي يميل للون الأصفر. 

تميل الأفلام الأمريكية لإضافة الفلاتر الصفراء لوصف هذه البلدان وحصرها ضمن انطباع ومأخذ ثابت كأن تكون بلدان فقيرة أو يطغى عليها التلوث البيئي أو تكون في حالة حرب غير مستقرة أو لجميع هذه الأسباب, عبر العديد من المعلقين في موقع تويتر على فيديو (NETFLIX) التشويقي للفيلم عن مشاعرهم ورأيهم اتجاه استعمال الفلتر الأصفر في تصوير الفيلم منهم من كان في حالة أرتباك ومنهم من أستنكر استعمالهُ, وعلق أحدهم مازحاً يجب أن نسميهِ ( الفلتر المكسيكي) في حين قال الأخر (كلما كانت الدول ذات ناتج محلي إجمالي فقير كلما كان لونها أصفراً بلون الخردل).

في حين أشار البعض الأخر أن الأفلام التي تُصور في الغرب تكون النقيض تماماً عادة تكون بتدرج لوني أخضر وأزرق منها (TWILIGHT) و (THE BROUNE IDENTITY) ولاسيما أن جميع الممثلين في كلا الفلمين بيض البشرة, أما الشخصيات المساعدة في فيلم (CHRIS HEMSWORTH) (EXTRACTION) الممثلين الهنود والممثلين المكسيكين في فيلم (TRAFFIC) فجميعهم من ذوي البشرة السمراء, أحد المعلقين في تويتر على الفيديو الدعائي عَبرَ قائلاً (لا أعلم لماذا لكنني أشعر أن هذا الفيلم يصرخ بالعنصرية). 

خشية أن تصدق الواقع الضبابي لهذهِ البلدان الذي تعكسهُ هذهِ الأفلام فقط أنظر لفيديو (NETFLIX) على تويتر والذي يُعرض فيه مشاهد من خلف كواليس التصوير لمشهد مطاردة يمكنك من خلالها رؤية السماء زرقاء في مقطع غير مُعدل باللون الأصفر مقارنةً بنفس المشهد من الفيلم بالعرض السينمائي.

يتماشى الفلتر الأصفر مع هذهِ النوعية من الأفلام بشكل مناسب تماماً الأفلام التي يطغى عليها وصف هذهِ البلدان بطابع سلبي تجعل فكرة العيش فيها مُثيرة للجدل مع التركيزعلى تمثيل رحلة البطل الأبيض بعناصر ثابتة في أي فيلم يتم تصويرهُ بالفلتر الأصفر كظهور للعصابات والمخدرات وطبعاً مع تواجد الامكانية الدائمة لاندلاع الحرب في أي وقت. عدا أن هذا الموضوع سيء وتم استهلاكهُ كثيراً الا أنهُ بتكرارهِ يُعزز هذا المأخذ السلبي عن الناس في هذهِ البلدان حيث أن الأمريكيين مازالوا يعتقدون أننا من دول العالم الثالث وبامكانهم المجيء وانقاذنا، حسناً على هؤلاء المنقذين البيض الرحيل وأخذ فلترهم الأصفر معهم.

 

المصدر: هنا

عن

شاهد أيضاً

في العراق حيث قُمع الجمال لفترة طويلة، فن الورود يتوسط المتظاهرين

كتبه: Alissa J. Rubin  بتاريخ: 3/ 2/ 2020 The New York Times لموقع: ترجمة: فاطمة …

فان كوخ والمرض العقلي

كتبه لموقع “برين بيكينغز”: ماريا بوبوفا نشر بتاريخ: 5/6/2014 ترجمة: ياسر منهل مراجعة وتدقيق : …