الرئيسية / فن / مشاهدة الفن التجريدي تسبب تغيرات إدراكية ملحوظة

مشاهدة الفن التجريدي تسبب تغيرات إدراكية ملحوظة

 

ترجمة : أيهاب أبراهيم 

مراجعة وتدقيق: فاطمة القريشي

تصميم الصورة: حسن عبدالأمير

 

مشاهدة الفن الذي لا يشبه أي شيء، يجعل عقلك يقوم بخطوات إضافية في محاولة لاستيعابه.

 

*وجدت دراسة جديدة أن مشاهدة الفن الحديث يسبب تغيرات إدراكية حقيقة في المشاهد.

*يجعل الفن التجريدي المشاهد يضع مسافة نفسية بينه وبين الفن أكثر مما يحدث مع الأعمال العادية.

*كيف يحدث هذا بالضبط، غير معروف لحد ألان.

 

فيما سيؤخذ على أنه فوز لكل من الأشخاص الذين يعتقدون أن الفن الحديث لا يشبه أي شيء وأولئك الذين يقولون إن هذا هو المغزى منه، تشير دراسة جديدة الى أن مشاهدة الفن التجريدي قد تسبب تغيرات عقلية قابلة للقياس في المشاهد، مما يزيد من مسافتهم النفسية تجاه القطعة.

  

تغيرات الفن التجريدي تغير حالتك المعرفية؟سيفخر كاندينسكي بسماع ذلك.

المسافة النفسية هي المسافة الذهنية التي تضعها بينك وبين الأخرين والأشياء والأوقات والأحداث. نحن نميل إلى النظر إلى الأفكار المجردة على أنها أفكار بعيدة جداً، والأفكار الملموسة على أنها قريبة جداً. وبالمثل، الأحداث التي تحدث غداً غالباً ما تكون “حقيقية” بالنسبة لنا أكثر من الأشياء التي تحدث في العام المقبل.

 

كمثال على كيفية استخدامنا جميعاً لهذا، تخيل أنك وضعت خططاً لقضاء اليوم في سباق (الكارتينج) مع أصدقائك. إذا كان على بعد شهر، فيمكنك التركيز على التفاصيل العامة مثل مقدار المتعة التي ستحظى بها، أما إذا كان غداً، فقد يكون تركيزك على التفاصيل الصغيرة مثل الخدمات اللوجستية للوصول الى هناك، الحدث الأول بعيد نفسياً ومؤقتاً، لذلك نميل الى رؤيته بشكل مجرد، الحالة الثانية هي العكس.  

 

في هذه التجربة، جمع الباحثون 840 شخصاً لاختبار مدى ارتباط مشاهدة الفن التجريدي بمدى القرب أو البعد النفسي الذي يشاهدونه به.

 

 طُلب من الأشخاص الخاضعين للاختبار تقييم أعمال الفنية أو تصنيفها على أنها مجردة بحتة، أو ذات موضوع محدد بوضوح، أو مجردة جزئياً مع موضوع قابل للتحديد. ثم طُلب منهم تخيل أنهم سيقررون مكان عرض اللوحة. يمكنهم أما وضعها في معرض “بالقرب من الزاوية” أو “في وضعية أخرى”. كما يمكن أن يكون تاريخ العرض أما “غداً” أو “بعد عام”.

 

كان من المرجح بشكل كبير أن يختار الأشخاص وضع الأعمال المجردة في معرض بعيد في المستقبل بدلاً من فعل الشيء نفسه مع الأعمال الأكثر وضوحاً، يشير هذا الميل إلى ربط الفن التجريدي بأماكن وأوقات بعيدة، حتى بعد التحكم في مدى إعجاب الناس بالعمل الفني المعني، إلى أننا نميل الى وضع مسافة نفسية بيننا وبين الفن التجريدي. 

عممت المؤلفة المشاركة في الدراسة (دافنا شوهامي) هذه النتائج على موقع (كوزموس):

“هذا يعني أن للفن تأثير على حالتنا الإدراكية العامة والتي تتجاوز مدى استمتاعنا به، لتغيير طريقة إدراكنا للأحداث واتخاذ القرارات” 

 

 تصب في صالح الاكتشافات   (The Proceedings of National Academy of Science) هذه الدراسة المنشورة السابقة حول كيفية تفاعلنا مع الفن التجريدي. تتبعت إحدى الدراسات في 2011 حركات العين للأشخاص الذين يشاهدون فن تمثيلي وأولئك الذين يفكرون في عمل (جاكسون بولوك) ووجدت أن الناس يميلون إلى مشاهدة العمل التجريدي ككل بحثاً عن معنى له بدلاً من التركيز على التفاصيل الدقيقة في لوحة أكثر تمثيلاً أو وضوحاً.

 

 و لا تزال الكيفية التي يتسبب بها الفن التجريدي في جعل ادمغتنا تتخذ خطوة للوراء موضوعاً لمزيد من البحث.  

أن الفكرة القائلة بأن العمل الفني يجب أن يثير رد فعل لدى المشاهد مازالت في نقاش، على الرغم من إنه غير مرجح أن العديد من الأشخاص الذين يدافعون عن هذه الفكرة لديهم اعتبارا لنتائج هذه الدراسة، في حين أن هذه الدراسة لن تحسم أي نقاشات في الجماليات أو تثير محبي الفن الحديث، بل ربما تؤدي إلى فهم جديد لكيفية تأثير الفن على المشاهد وتكون بمثابة تذكير بمدى تأثير العمل الفني والجمال على العقل.

 

المصدر: هنا

عن

شاهد أيضاً

في العراق حيث قُمع الجمال لفترة طويلة، فن الورود يتوسط المتظاهرين

كتبه: Alissa J. Rubin  بتاريخ: 3/ 2/ 2020 The New York Times لموقع: ترجمة: فاطمة …

فان كوخ والمرض العقلي

كتبه لموقع “برين بيكينغز”: ماريا بوبوفا نشر بتاريخ: 5/6/2014 ترجمة: ياسر منهل مراجعة وتدقيق : …