منشور في موقع بي بي سي
منشور بتاريخ: 18 يناير 2019
ترجمة: رفاه عبد الرزاق
تدقيق: مازن سفّان
تصميم الصورة: اسماء عبد محمد
إذا كنت على شبكة الانترنت وفي أي مكان في الأسابيع القليلة الماضية، فليس هناك أدنى شك أنك صادفت تحدي العشر سنوات على مواقع التواصل الإجتماعي.
وإن لم تكن، فالفرضية بسيطة؛ قم بنشر صورة قديمة لك منذ 2009 إلى جانب صورة حديثة لترى كم تغيّرت.
لقد شارك الملايين في هذا التحدي إلا أن البعض منهم قد انتقد هذه الفكرة لكونها تمثيل أشياءً أخرى مثل النرجسيّة أو التحامل على فئة عمرية معينة أو التمييز على أساس الجنس.
وقد بدأ الناس الان بوضع هاشتاغ لصور ذات تغيير أكبر مثل:
تغير المناخ
في هذه التغريدة، قام لاعب كرة القدم مسعود أوزيل بمقارنة ما يظهر على أنه جبل جليدي على اليسار وجبل جليدي ذائب على اليمين.
على الرغم أن هذه التغريدة ليست دقيقة، إذ إن الصورة على اليسار تم ألتقاطها في Getz Ice Shelf في أنتاركتيكا، في نوفمبر عام 2016 عوضًا عن 2008. بيدَ انه لا يمكننا الإنكار بأن انكماش الصفائح الجليدية يستمر في كونه مشكلة رئيسية.
وفقًا لناسا، تفقد انتاركتيكا حوالي 127 جيجا طن من كتلة الجليد كل عام، أما غرين لاند فتفقد 286 جيجا طن سنويًا. هذا، ويُقال أن السبب إلى حد كبير يُعزا لارتفاع درجات الحرارة العالمية التي تستوعبها المحيطات. شهد أواخر القرن التاسع عشر، ارتفاع في معدل درجات حرارة سطح الكوكب إلى حوالي 0.9 درجة مئوية وحوالي ثلث هذا الارتفاع قد حدث في العقد الماضي.
تستخدم مجموعات الناشطين البيئيين الهاشتاغ لتسليط الضوء على هذه المشكلة.
هذه الصورة من Greenpeace تلوي التحدي قليلًا عن طريق نشر ومقارنة صور أرشيفية من عام 1928 التقطها المصور السويدي كريستيان اسلوند في 2002.
وقد قام مارتن كوبلر، سفير ألمانيا لدى باكستان بتدوين مقال حول تغير المناخ في منطقة بلوشستان الباكستانية.
ووفقًا لآخر مؤشر عالمي للمناخ، فإن باكستان كانت الدولة الثامنة الأكثر تأثرًا بتغيّر المناخ على مدار العقدين الماضي.
تلوث البلاستيك
كان عام 2018 عام الصحوة على واقع تلوث البلاستيك وكذلك تغير المناخ.
يحسب العلماء أن حوالي 10 مليون طن من النفايات البلاستيكية ينتهي بها المطاف في المحيطات كل عام، وأن بعضًا منها يستغرق مئات السنين لكي يتحلل.
لذلك يقوم بعض النشطاء بقلب مفهوم تحدي العشر سنوات؛ بإظهار أننا ربما قد تغيرنا كثيرًا في العقد السابق إلا أن البلاستيك الذي نرميه بعيدًا لايزال كما هو تمامًا.
الصراعات العالمية
في 17 ديسمبر عام 2010، رفض بائع متجول تونسي يُدعى محمد البوعزيزي، أن يدفع رشوة للمسؤولين المحليين، وعلى إثره صودرت عربة الفاكهة والخضار خاصته. في مواجهة عمليّة بيروقراطية لا ترحم، أضرم النار في نفسه.
كان هذا الفعل قبل أقل من 10 سنوات حيث كان العامل المحفز لما قد عُرف لاحقًا بالربيع العربي – وقد بدأت هذه الموجة من الاحتجاجات عبر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أدت في بعض الحالات، إلى حروب مدنية دامية، وقد أُجبر البعض على ترك منازلهم حيث شهدت أزمة اللاجئين آنذاك عددًا قياسيًا من المهجرين.
وللتفكير في هذا، تم نشر صور للصراعات سابقًا و حاليًا، في سوريا وليبيا والعراق على تويتر، مشاهد الشوارع المزدهرة تتناقض مع الصور القاسية للمباني المتهدمة.
قام الناس ايضًا بنشر صور لليمن، حيث الحرب المدنية التي طالت ثلاث سنوات، أدت إلى أسوأ أزمة إنسانيّة شهدها العالم حتى اليوم.
وبعض التغييرات الإيجابية أيضًا.
يُشارك الناس أيضًا في بعض الأشياء التي يبدو أنها تحسنت على مدار العقد الماضي.
وفقًا لإحصائيات البنك العالمي والأمم المتحدة، قد بلغ الفقر المدقع حاليًا أدنى مستوياته في التاريخ بالإضافة إلى معدل وفيات الأطفال والأميّة بين الشباب وقد زاد متوسط العمر المتوقع العالمي.
لكن للأسف، هذا لا يُظهر الصورة كاملة. في حين أن الفقر المدقع يبلغ أدنى مستوى له عالميًا، إلا أن الأمر لايزال يزداد سوءًا في جنوب الصحراء الكبرى الأفريقيّة، حيث يبلغ معدل الفقر المدقع الآن لحوالي 41%.
وعلى الرغم من أن محو الأميّة لدى الشباب قد ازداد بشكل عام، إلا أنه لايزال عند أدنى مستوى في البلدان الأقل تقدمًا، ويستهدف النساء الشابات أكثر من الرجال. ووفقًا لأحدث البيانات، فإن 59% من جميع الشباب الأمي هم من الفتيات.
في حين لاتزال الأضرار البيئية تمثل قضية كبيرة، إلا أنه لا يوجد شك بأن مستوى الوعي قد ارتفع، مما دفع الكثير من الناس والبلدان لمحاولة التبديل إلى مصادر مستدامة للطاقة.
تقول وكالة الطاقة الدولية أن مصادر الطاقة المتجددة ارتفعت في عام 2016، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى ازدهار الصين بتركيب الالواح الشمسية.
المصدر: هنا