بقلم: جيمس جورمان
لموقع: نيويورك تايمز
بتاريخ: 16/9/2020
ترجمة: رهام بصمه جي
مراجعة وتدقيق: فاطمة القريشي
تصميم الصورة: حسن عبدالأمير
كشفت واحدة من أكبر الدراسات على الحمض النووي القديم(DNA) أدلة جديدة عن أصل الفايكينغ ووجهاتهم في الغارات والتجارة.
يتزايد الانجذاب العام نحو الفايكينغ بسرعة مع توفر العديد من المسلسلات التلفزيونية التي تصورهم بمشاهد دموية. حيث يبقى الفايكينغ مواكباً لكل العصور كمصدر للتسلية أو لأهميتهم التاريخية البالغة.
يذكرنا الباحثون باستمرار أن شعب الفايكينغ جاء من المنطقة الجغرافية التي ندعوها اليوم بإسكندنافيا، ولم يكونوا يعتبروا أنفسهم كجماعات متنامية، ولكن ليست عالمية. تضمن عصر الفايكينغ الممتد بين عامي 750 الى 1050 غارات وحشية وتجارة وتداول واسع النطاق والعديد من الأشخاص الذين بقوا في المنازل لمزاولة الزراعة.
لم تعزز الدراسات الجينية على الحمض النووي المفهوم الأثري والتاريخي للفايكينغ فحسب بل كشفت قصصاً شخصية مثيرة للمشاعر و عرفتنا على طبيعة تنقلهم وترحالهم. أعد تسعون باحثاً بقيادة ايسك ويرسرلي، الأخصائي بدراسات الحمض النووي القديم في جامعة كوبنهاغن، تقريراً لمجلة الطبيعة Nature عن تحليل الجينوم ل443 إنساناً قديماً في أوروبا وغرين لاند.
وقد جدوا بالاستناد على تحليل الحمض النووي القديم ومقارنته بالحمض النووي للإنسان الحديث أن الشعوب التي توجهت غرباً في حروبهم وتجارتهم متشابهون من الناحية الجينية مع سكان الدنمارك والنرويج الحاليين، وأن الأشخاص الذين توجهوا شرقاً متشابهون مع الشعب السويدي واستندت هذه الأبحاث على دراسة قبور المقاتلين والتجار في إنكلترا وإيرلندا وإستونيا وأماكن أخرى.
ولكن لم تعتبر هذه الدراسة سوى نمط عام بسبب الكشف عن بعض الجماعات من شبيهي السويديين في الغرب وآخرون في الشرق.
وقد وجد الباحثون تنوعاً كبيراً في الجينات عند دراسة هذه البقايا القديمة تشير الى هجرة من جنوب أوروبا إلى منطقة الدنمارك قبل عصر الفايكنغ مما يقوض أي فكرة عن هوية الجين الشمالي الوحيد، فعلى سبيل المثال تم دفن بعض سكان إنكلترا الأوليين مثل البكتس كفايكنغ .
كما وجد الباحثون خليطاً من أسلاف الساميين والأوروبيين. حيث كان الشعب السامي رعاة رنّة مع خلفية جينية آسيوية عاشوا في اسكندنافيا وبعض المدن الأخرى لآلاف السنين، ويعتقد أنهم كانوا في صراع دائم مع سكان اسكندنافيا ذو الأصل الأوربي خلال عصر الفايكينغ.
قال الدكتور ويلرسليف أن الرأي العام يرجح عداوة الطرفين ولكن على ما يبدو كان هناك تبادلات غير عدائية أدى الى نسل مختلط جزء منه من الفايكنغ.
اعتبر دايفيد ريش المختص في الدراسات السكانية في جامعة هارفرد هذه الدراسة واحدة من أكبر الأبحاث القائمة على الحمض النووي القديم على الاطلاق بالرغم من عدم مشاركته فيها حيث قال أن النتائج لم تظهر أنماطاً واسعة فحسب ولكن دلت على علاقات محددة بين الشعوب. “عليك أن تسأل تفصيلاً كيف يرتبط الشعوب بمنطقة واحدة ببعضهم البعض.”
على سبيل المثال، اكتشف أول دليل لرحلة للفايكينغ في مدفن يعود تاريخه إلى 750 في سالم في إستونيا، حيث تم دفن سفينتين تحوي سبعة رجال في السفينة الأولى و 34 في السفينة الثانية مع أسلحة و مؤن وكلاب وطيور جارحة ولم يعرف إن كان هذا الدفن ناجم عن حرب أو رحلة لتجارة المؤن ضلت طريقها ولكن ما كان يبدو أن الرجال تم قتلهم بطريقة وحشية ودفنوا كمحاربين.
أظهرت تحاليل الحمض النووي أن أربعة من الرجال كانوا أخوة وتربطهم علاقة قرابة مع رجل خامس على الأغلب عمهم. قال نيل برايس عالم الآثار في جامعة أبسالا في السويد ومؤلف كتاب (تاريخ الفايكينغ أحفاد آش و إيلم): ” نعتقد أنهم كانوا يقومون بغارات مع أفراد عائلتهم، لابد أن هنالك قصة وراء ذلك ربما لإنقاذ الجندي رايان أو شيء من هذا القبيل.)
المصدر: هنا