ترجمة: لبنى جمال
تدقيق: ريام عيسى
تصميم: نورا محمود
“لطالما كان تاريخ الحياة على الأرض هو تاريخ التفاعل بين الأحياء وما يحيطها. إلى الحد الذي جعل من الكائنات الحية، حيوانات ونباتات، تحاكي البيئة المحيطة من حيث الشكل والعادات. حينما نلاحظ الحياة على الأرض كاملةً، نرى التأثير المعاكس، فإن البيئة تتقصى طبائع ما يسكنها، وهو شيء نسبي. من خلال ما وجدناه في الوقت الحالي فقط، نرى أن الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي يمكنه تغيير طبيعة عالمه.” – رايتشل كارسون (صاحبة كتاب الربيع الصامت)
هل تدرك كم التأثير الذي تحدثه أنت في البيئة؟ إذا كان الجواب لا فاستمر بالقراءة. وإن كنت تعلم، فذلك جيد، ولكن أكمل القراءة أنت أيضاً.
لكل من يفتقر للمعلومات بهذا الخصوص، فإن الاهتمام بالبيئة لا يتطلب من الفرد أن يتحول إلى ناشطاً بيئياً. فقط كن من أنصار البيئة!
أود مساعدتك بصفتي شخص مهتم بتوضيح ذلك، على أن تفهم كيفية الاهتمام بالبيئة. أقدم لك 6 أسباب تبين ضرورة الاهتمام بالبيئة:
1)البيئة النظيفة مهمة لحياة صحية
اذا لم تكن مهتم بالبيئة، لا تزال هناك فرص للتلوث. ستصبح ملوثة بالحاويات والسموم التي قد تسبب ضرراً بالغاً لصحتك.
حسبما قدمته وكالة حماية البيئة في الولايات المتحدة، فإن التلوث الخارجي للهواء من أسباب النوبات القلبية والربو، التهاب القصبات الهوائية، والوفيات المبكرة. كما إن البيئة في الاماكن المغلقة تعد ملوثة بمقدار مرتين إلى خمس مرات من البيئة الخارجية! مقرف!
كذلك طبقاً لسجلات مركز مكافحة الأمراض، فيمكن لتلوث المياه أن يتسبب في أمراض الجهاز الهضمي، المشاكل الانجابية، الاضطرابات العصبية.
بالرغم من امتلاكنا لأنظمة المعالجة وطرق أخرى في محاربة تلك القضايا، لا يمكن معرفة ما قد يحدث من أخطاء. يمدنا الهواء بأسباب الحياة، كما يعد الماء ضرورة، لذا وجب علينا حمايتهما من التلوث.
“حينما تصاب البيئة بالإعياء، حينها تعد سلامة الإنسان أمراً يستحيل حدوثه…. وجب علينا في سبيل معافاة أنفسنا أن نقوم بمعالجة كوكبنا أولاً.”
-بوبي مكلاود (ناشط وشاعر من السكان الأصليين)
2) درجة حرارة الغلاف الجوي في تزايد
نعم، تؤثر التغييرات الصغيرة في متوسط درجة الحرارة وتؤدي إلى عواصف وتقلبات بالغة في المناخ. نعم، الاحتباس الحراري والتغييرات المناخية حقيقة.
وخمن ماذا؟ نحن (البشر) مسؤولون بشكل كبير عنها لأن ما نقوم به من نشاطات تسبب في التزايد المستمر لتركيز غازات الاحتباس الحراري.
وفقاً لهيئة حماية البيئة، يسبب التغيير الحاصل في مستويات الغازات الدفيئة في الاحتباس الحراري، ويؤثر على التغيير المناخي. قد يؤثر التغيير المناخي على صحة الانسان، الزراعة، مصادر المياه، الغابات، الحياة البرية، والمناطق الساحلية.
“علينا أن نبذل قصارى جهدنا من أجل أولادنا ومستقبلنا في سبيل محاربة التغيير المناخي. نعم، لا يمكن أن نجعل من كل حدث حادثة. ولكن الحقيقة أنه تم تسجيل أحر 12 عام خلال ال15 عام الماضية. حيث ازدادت في الآونة الأخيرة كل من الموجات الحرارية، نوبات الجفاف، حرائق الغابات، السيول، وصارت أكثر شدة. بإمكاننا أن نختار التصديق بأن كل ما يحصل من أعاصير ساندي، وأكبر حالات الجفاف خلال عقود، وأسوأ حرائق الغابات التي شهدتها بعض الولايات على أنها محظ صدفة. أو بالإمكان أيضاً أن نقرر التصديق بما أثبته البحث العلمي – وأن نتخذ الخطوات اللازمة قبل فوات الأوان.”
-الرئيس باراك اوباما (الرئيس ال44 للولايات المتحدة الأمريكية)
3) سيقدر أحفادك ذلك
ما لم تكن تمتلك قوات خارقة لا يعلم عنها العالم شيئاً، لن تبق حياً للأبد. لذا، ما هو شكل العالم الذي تود أن تتركه لأولادك وأحفادك وأحفادهم؟
قد يضطر الأجيال في المستقبل إلى مواجهة المشاكل التي تسببنا نحن بها. عليك أن تقدم التضحية وتفعل شيئاً في سبيل منع ما يحدث.
“علينا أن نمتلك النظرة المستقبلية، أن نكون واعين لحقيقة أن ما نقوم به من تدمير وتخريب للمصادر الطبيعية، للقشرة الارضية وإنهاك الأرض بدل استعمالها في غرض زيادة فاعليتها، لا بد وأن يتسبب بتقييد الرخاء الذي علينا توفيره لأولادنا، هو ذاته الذي علينا تسليمه إليهم بعد أن نزيده ونطوره.”
-الرئيس تيودور روزفيلت (الرئيس ال26 للولايات المتحدة الأمريكية)
4) أهمية التنوع الإحيائي
يشير التنوع الإحيائي إلى تعدد النباتات والحيوانات والمخلوقات الحية الأخرى في العالم. وفقاً لوكالة حماية البيئة، فيمكن لها أن تتأثر سلباً بسبب قوى الطبيعة، والنشاطات البشرية.
لدينا الكثير من الضروريات اللازمة التي تبين أهمية التنوع الإحيائي من أجل البقاء. الطعام والماء والمأوى والهواء. وهناك عمليات طبيعية تكونت من أنواع متعددة لتوفير هذه الضروريات أو التأثير عليها. قد ينتج سلسلة من العواقب غير المحمودة إن حصل مكروه لأحدى المنظمات الحية. قد يؤدي ذلك إلى خسارة للأنواع البيئية، والذي قد يضر بضروريات الحياة.
ترتفع نسبة الفرص التي تقودنا للاكتشافات التي تطور حياتنا كلما ارتفعت نسبة التنوع في البيئة. فلنفعل ما بوسعنا كي نمنع فقدان الأنواع البيئية.
“ينبغي أن نحكم على كل جزء من التنوع البيولوجي بأهميته بينما نتعلم أن نستعمله ونتوصل للفهم الذي يدلنا على ماهيته نسبة للبشرية”
-إي أو ويلسون (عالم أحيائي أمريكي)
5) هو انعكاس لشخصيتك
واحدة من شعارات الحياة، “حب لغيرك ما تحب لنفسك.”
تزودنا الطبيعة بالعديد من الأشياء دون مقابل. تعطينا الهواء النقي، المياه الصالحة، الطبيعة الرائعة، المناظر الخلابة، وتتعدد معطياتها… إننا نأخذ الكثير من الطبيعة، ولكن بم نرد جميلها؟ بالتلوث؟
إبداء التقدير لهذه العطايا هو أقل ما يمكننا فعله، وذلك عن طريق حماية البيئة والحفاظ عليها.
“ما نفعله لغابات العالم ليس إلا مرآة تعكس ما نفعله بأنفسنا والآخرين”
-مهاتما غاندي (ناشط حقوقي هندي)
6) الأرض بيتنا
الأرض هي حيث نعيش. حسناً، حتى يقوم إيلون ماسك على الأقل ببناء طريقاً أساسي واقتصادي لنا كي نصل لكواكب أخرى. علينا أن نهتم بكوكبنا!
“بين كل تلك الملايين من الكواكب التي تسبح في الفضاء، هذا هو كوكبنا، هو صغيرنا، لذا علينا أن نكون ملمين ونعتني به.”
-بول مكارتني (موسيقي أمريكي)
يمكنك أن تظهر إهتماماً ببيئتك بعدة طرق. ثلاثة من أهم الطرق: الحد، إعادة الاستخدام، وإعادة التدوير. لا يهم كم تبدو مساهمتك صغيرة، فهي تصنع فرقاً. يتطلب الأمر شخصاً واحداً كي يبتدئ حركة قد تتمكن من إحداث طفرة.
هل ستكون هذا الشخص؟
المصدر: هنا