كتبه لموقع “بزنس انسايدر”: جيرمي بندير
منشور بتاريخ: 21\7\2014
ترجمة: وميض صباح
مراجعة وتدقيق: عقيل صكر
تصميم: أحمد الوائليّ
الوكالة الامريكية لمشاريع البحوث الدفاعية المتطوّرة (داربا) مسؤولة عن بعض أهم الابتكارات العلمية والتكنولوجية في العالم، حيث كان لديها يد في اختراعات بارزة، مثل: نظام تحديد المواقع (جي بي أس)، والأنترنت، وطائرات الشبح. كما أنها تعمل دائماً على تطوير تقنيات جديدة، مثل أنظمة عسكرية أو استخباراتية، يمكن أن تحدث تأثيراً كبيراً خارج ساحة المعركة أيضاً.
اطّلعنا على بعض المشاريع النشطة في الوكالة، ووجدنا بعضاً من أكثر النُظم المدهشة التي تعمل عليها حالياً.
1 – الرصاص الذي يمكن أن يغير الاتجاه في الرحلة
العتاد فائق الدقة (اكزاكتو)، هي أول رصاصة ذكية ذاتية التوجيه، قادرة على تغيير مسارها خلال الرحلة؛ وفق حركة الهدف، أو وفق أي عامل أخر قد يخرجها عن مسارها.
يتميز هذا النوع من الرصاص باحتوائه على رؤوس بصرية بإمكانها كشف الليزر على الهدف مع زعانف صغيرة بإمكانها إعادة توجيه الرصاصة نحو ذلك الليزر.
وزارة الدفاع الامريكية أجرت عدّة تجارب تكلّلت بالنجاح باستخدام هذا النوع من الرصاص.
2 – الليزر عالي الطاقة
برنامج نظام دفاع الليزر عالي الطاقة (هيللادز)، هو مشروع تعمل عليه (داربا) يهدف إلى مقاومة التهديدات الصاروخية أرض-جو التي قد تصادفها الطائرات.
بشكل عام، صواريخ أرض-جو تكون أسرع من الطائرة المستهدفة، مما يصعب على الطائرة الهرب من النيران.
يحاول برنامج (هيللادز) استخدام أشعة الليزر لتعطيل تلك الصواريخ وتخطط (داربا) أيضًا لزيادة قوته لجعله سلاحاً هجوماً قادراً على تدمير الأهداف الأرضية للعدو.
3 – الشاحنات الطائرة
يعد برنامج المركبة (اريس) امتداداً للمشاريع التي تعمل عليها (داربا)، وهو محاولة لتطوير سيارة طائرة حقيقية، ذات وضع قيادة مزدوج يمكنها من السير على الأرض والاقلاع والهبوط من الجو بشكل عامودي عالي السرعة. المراوح المائلة المثبتة على جانبي السيارة ستسمح لها بالتحليق والهبوط العامودي، ويمكن للسيارة أيضاً تهيئة نفسها لرحلات عالية السرعة.
تأمل (داربا) أن تكون (اريس) مقاوماً للألغام بدائية الصنع، وقادرة أيضاً على تجنّب التهديدات الجوية، كصواريخ جو – جو.
4 – الحيوانات الروبوتية
نظام فريق المشاة (ال اس3) المقدم من (داربا) والمطور من قبل شركة بوسطن ديناميكس، هو روبوت شبه ذاتي الحركة رباعي الأرجل، يستخدم كحيوان للحمل في أرض المعركة.
يمكن لـ(ألفادوغ) المطوّر من شركة بوسطن ديناميكس أن يصل حالياً من (70٪ إلى 80٪) من الأماكن التي يمكن للقوات العسكرية التعمق فيها. ويمكن للنموذج الأولي منها أن يحمل مئات الأرطال من العتاد، ممّا يخفّف من العبء على الجنود. يتم تجربة هذا النموذج حالياً جنباً إلى جنب مع المارينز في هاواي.
5 – ناظور السلاح ذاتي الحساب
يهدف برنامج (ون شوت أكس جي) المقدم من (داربا) إلى تحسين دقة القناصين العسكريين، من خلال نظام حساب صغير يمكن وضعه إما على فوهة السلاح أو على ناظوره، تم تصميم النظام لحساب عدد من المتغيرات – مثل ظروف الرياح والمدى الأقصى للسلاح ومحاذاته – باستخدام كمبيوتر داخلي يستند إلى نظام لينكس، ثم يشير النظام إلى نقطة مثالية للهدف.
بدأ برنامج (ون شوت أكس جي) الاختبارات في مارس (2013) وسيواصل التطوير طوال عام (2014)
6 – نظام توفير الدعم الجوي شبه الفوري
تكتيك الدعم الجوي – الذي يستدعي فيه الجنود طائرات هجومية للاستفادة منها أثناء المواجهة البرية مع العدو – ظل دون تغييراً نسبياً منذ ظهوره؛ في الحرب العالمية الأولى.
في الدعم الجوي التقليدي، يركّز الطيارون والقوات البرية على هدف واحد في كل مرة، من خلال الاتجاهات الصوتية وخريطة مشتركة.
يهدف برنامج الدعم الجوي المستمر (بي سي أي أس) المقدّم من (داربا) إلى إعادة تعريف هذا المفهوم بشكل جذري، حيث يُمكّن النظام القوات على الأرض من مشاركة بيانات الأسلحة مع طواقم الطيران. وهذا من شأنه السماح للطواقم الجوية بالتركيز على أهداف متعددة في وقت واحد، وأيضاً يقوم بتقليل وقت الاتصال لطلب هجوم جوي ووصول الطائرة إلى ساحة المعركة.
7- مواد تسمح للجنود بتسلق الجدران
على الجنود الامريكيين العمل في جميع الظروف، بما في ذلك البيئات المليئة بالعقبات التي تتطلّب في كثير من الأحيان الاعتماد على الحبال أو السلالم أو غيرها من أدوات التسلّق الثقيلة، وللتغلب على هذا العقبات بدأت (داربا) برنامج (زي مان).
يسعى برنامج (زي مان) إلى نسخ قدرة التسلق الطبيعية التي تمتلكها الحيوانات مثل السحالي والعناكب لكي يستفد منها الجنود، إن أحدى المنتجات الرئيسة لبرنامج (زي مان) هو (جيك سكن)، وهو مادة ذات قوة التصاق عالية تم إنتاجها صناعياً. تمت تجربتها في عام 2012 حيث رُبط لوح من مادة (جيك سكن) بحجم 16 بوصة مربعة بجدار زجاجي، وتمكّنت من حمل حمولة ثابتة قدرها 660 رطلاً بنجاح.
8 – تقنيات تبدد الاختلافات اللغوية
يسعى برنامج المجلس التنفيذي لترجمة اللغة (بولت) لإيجاد السبل التي تسمح بالترجمة والتحليل اللغوي، لكل من التواصل الالكتروني أو التواصل بشكل شخصي.
تهدف المراحل الأولية من البرنامج إلى مساعدة الجنود والمسؤولين من خلال الترجمة الفورية من اللغة الإنجليزية إلى اللغة الأم للمستمع والعكس، وتخطط (دربا) في نهاية المطاف إلى توسيع (بولت) وتحويلها إلى أداة يمكن أن تسمح للجميع بالتواصل بشكل سلس دون الحاجة إلى تعلم لغة بعضهم البعض.
9 – طائرة بدون طيار يمكن أن تبقى في الجو لعدة سنوات
منحت (دربا) عقداً بقيمة 89 مليون دولار، لشركة بوينغ لتطوير طائرة بدون طيار، تُدعى “نسر الشمس/ سولار إيغل”.
كجزء من البرنامج، سيتم تصميم (سولار إيغل) للاستمرار في الهواء لمدة لا تقل عن خمس سنوات باستخدام الطاقة الشمسية. وستمتلك الطائرة مساحة جناح تبلغ 400 قدم، أي ما يعادل ارتفاع مبنى من أربعين طابق، ويمكنها الطيران في طبقات الجو العليا.
سيكون للطائرة مهام استخباراتية في الاتصال والمراقبة والاستطلاع الجوي. ومن المتوقع تكون أول رحلاتها في عام 2014.
10. نظام تعزيز القدرات البصرية للجنود
برنامج التصوير المركزي للجنود بواسطة الكاميرات الحاسوبية (ساينيك) بدأ في عام 2011 ولكن لا يزال في مراحل التطور، حيث يتخيل البرنامج نظاماً يتألّف من أجهزة استشعار بصرية، يتم تركيبها للجنود ولطائرات بدون طيار تحوم حولهم، ممّا يتيح جمع معلومات تزيد بشكل كبير من وعي الجنود في ساحة المعركة.
في نهاية المطاف ينبغي أن يوفر البرنامج معلومات فورية تتعلق بمهامهم، بطريقة أوتوماتيكية بالكامل
11 – المنطاد الستراتوسفيري (الغلاف الجوي الطبقي)
جهاز الاستشعار المتكامل وهو برنامج مشترك بين (دربا) والقوات الجوية الامريكية، يهدف البرنامج إلى إنشاء منطاد ذاتي التحكم، يصل لارتفاعات عالية بدون طيار، قادر على إجراء مراقبة مستمرة على نطاق واسع وتتبع ومشاركة أهداف جوية وأرضية لمدة عشر سنوات.
سيعمل المنطاد بالطاقة الشمسية بشكل كامل، وسيكون ثورة في طرق جمع المعلومات الاستخبارية.
12 – الإمدادات البحرية المخبأة في قاع المحيط
إعادة الإمداد في المناطق النائية من المحيط هي واحدة من الصعوبات الرئيسة التي تواجهها البحرية. لحسن الحظ فإن (دربا) لديها خطة لمواجهة مثل هذه الصعوبات عبر برنامج حمولات السقوط إلى الأعلى (يو أف بي).
تخزّن الإمدادات في قاع المحيطات، عبر وضعها في كبسولات، تمكنها من البقاء صالحة تحت الضغط الشديد في قاع المحيط لعدة سنوات. وعند الضرورة تستطيع السفينة العابرة إرسال إشارة إلى الإمدادات، ممّا يؤدي إلى إرتفاعها بسرعة إلى سطح الماء؛ بالقرب من السفينة.
13 – المروحيات التي يمكن أن تعمل مثل الطائرات
يرفع برنامج (في تي أو ال اكس-بلاين) سقف التوقعات عن الطائرات الهجينة؛ بما يتجاوز ما تم تحقيقه في برنامج (في-22 اوسبري) حيث يتخيل البرنامج الخاص بـ(دربا) نوعاً جديداً من الطائرات، يمكنها الحفاظ على سرعة طيران قصوى، ما بين (345 إلى 460) ميل في الساعة، وفي نفس الوقت قادر على التحليق بسرعة فائقة، مع شحنات لا يقل وزنها عن (4800) رطل.
من المقرر تنفيذ برنامج (اكس-بلاين) على ثلاث مراحل، ما بين تشرين الأول/أكتوبر 2013 وشباط/ فبراير 2018.
14 – أقمار صناعية يمكنها التصوير عند الطلب
تريد (دربا) أن يكون الأفراد العسكريين قادرين على استدعاء الأقمار الصناعية؛ لتقديم صور حديثة للتخطيط التكتيكي، وسيسمح برنامجها الخاص بالتأثيرات الفضائية الممكن استخدامها في العمليات العسكرية (سي مي) للجنود، بالاطلاع على صور الأقمار الصناعية المحدثة عند الطلب.
يتكوّن برنامج (سي مي) من عدد من الأقمار الصناعية، التي تسافر في مدارات معينة في السماء، ومن شأنها أن توفّر صوراً دقيقة لأي موقع داخل منطقة محدد سلفاً، ضمن إطار زمني خلال تسعين دقيقة، ممّا يجعل البرنامج رصيداً لا يقدر بثمن؛ للاستخبارات العسكرية. ستطير الأقمار الصناعية لمدة 60-90 يوماً، قبل أن تحترق في الغلاف الجوي ولن تترك وراءها أي حطام في فضاء.
15 – سلاح ليزر خفيف الوزن
تشعر وزارة الدفاع باستمرار؛ بالقلق من المخاطر المرتبطة بالقتال في المناطق السكنية، حيث الأسلحة التقليدية قد تتسبّب في أضرار جانبية غير مقصودة، يهدف برنامج (اسكالبر) من (دربا) إلى تهدئة هذه المخاوف، من خلال تطوير سلاح ليزري خفيف الوزن. وتأمل (دربا) أن ينتج البرنامج ليزراً بقدرة 100 كيلو واط، يمكن استخدامه في ضربات دقيقة ضد الأهداف الأرضية والجوية
المقال باللغة الإنجليزية: هنا