كتبته لموقع “لايف ساينس دوت كوم”: كيم آن زيمرمان
منشور بتاريخ:16/3/2018
ترجمة: ياسين إدوحموش
تدقيق: آلاء عبد الأمير
تصميم: أحمد الوائليّ
نظام الدورة الدموية عبارة عن شبكة واسعة من الأجهزة والأوعية المسؤولة عن تدفق الدم والمغذيات والهرمونات والأكسجين والغازات الأخرى من وإلى الخلايا. من دون جهاز الدورة الدموية، لن يكون الجسم قادراً على محاربة المرض أو الحفاظ على بيئة داخلية مستقرة، مثل درجة الحرارة المناسبة ودرجة الحموضة – المعروفة باسم الاستتباب.
وفقاً للمكتبة الوطنية لعلم الطب في الولايات المتحدة، فإنه في حين ينظر الكثيرون إلى نظام الدورة الدموية، المعروف أيضًا باسم نظام القلب والأوعية الدموية، على أنه مجرد طريق سريع للدم، فإنه يتكون من ثلاثة أنظمة مستقلة تعمل سوية وهي: القلب (القلب والأوعية الدموية)، والرئتين (الرئوية)، والشرايين والأوردة والأوعية التاجية والبوابية (النظامية).
في الإنسان العادي، يسافر حوالي 2000 غالون (7،572 ليتر) من الدم يوميًا خلال حوالي 60,000 ميل (96،560 كيلومتر) من الأوعية الدموية. و يمتلك الشخص البالغ العادي 4.7 إلى 5.6 ليتر من الدم، الذي يتكون بدوره من البلازما وخلايا الدم الحمراء وخلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية. بالإضافة إلى الدم، يقوم جهاز الدورة الدموية بتحريك اللمف، الذي هو عبارة عن سائل شفاف يساعد الجسم على التخلص من المواد غير المرغوب بها.
وفقاً للمكتبة الوطنية لعلم الطب، يشكل القلب والدم والأوعية الدموية المكون القلبي لجهاز الدورة الدموية، حيث يشتمل على الدورة الدموية الصغرى، والتي هي عبارة عن “حلقة” تمر من خلال الرئتين يتم فيها تزويد الدم بالأوكسجين، كما يشتمل أيضاً على الدورة الدموية الكبرى، التي تمر عبر بقية الجسم لتضخ الدم المشبع بالأوكسجين.
وفقًا ل”مايو كلينيك” يرسل نظام الدورة الدموية الرئوي الدم الذي استنفد الأوكسجين بعيدًا عن القلب، عبر الشريان الرئوي إلى الرئتين، ويعيد الدم المشبع بالأوكسجين إلى القلب من خلال الأوردة الرئوية.
ووفقًا للمكتبة الوطنية لعلم الطب يدخل الدم منقوص الأوكسجين إلى الأذين الأيمن للقلب ويتدفق عبر الصمام ثلاثي الشرف (الصمام الأذيني البطيني الأيمن) إلى البطين الأيمن. بعد ذلك يتم ضخه من خلال الصمام الهلالي الرئوي في الشريان الرئوي في طريقه نحو الرئتين. وعندما يصل إلى الرئتين، يتم إطلاق ثاني أوكسيد الكربون من الدم ويتم امتصاص الأوكسجين، من ثم يعيد الوريد الرئوي الدم الغني بالأوكسجين إلى القلب.
وأشارت “مايو كلينيك” إلى أن الدورة الدموية الكبرى تمثل جزءاً من الدورة الدموية في شبكة الأوردة والشرايين والأوعية الدموية التي تنقل الدم من القلب، وتخدم خلايا الجسم ثم تدخل مجددا إلى القلب.
أمراض الدورة الدموية
وفقا لجمعية القلب الأمريكية فإن أمراض القلب والأوعية الدموية تعتبر المسبب الرئيسي للوفاة في الولايات المتحدة، إذ يعتبر واحداً من أنظمة الجسم الأكثر عرضة للمرض بسبب اتساع حجمه وطبيعته الحرجة.
يعد تصلب الشرايين واحداً من أكثر أمراض الجهاز الدوري شيوعاً، حيث تؤدي الترسبات الدهنية في الشرايين إلى تصلب الجدران وتثخنها. يعاني 2.6 مليون شخص في المملكة المتحدة، على سبيل المثال، من تضيق في شرايين القلب. وفقا لمايو كلينيك فإن الأسباب تكمن في تراكم الدهون والكولسترول ومواد أخرى في جدران الشرايين، وهذا من شأنه أن يحد من تدفق الدم أو، في الحالات الشديدة، التسبب في وقفه كلياً، مما يؤدي إلى نوبة قلبية أو سكتة دماغية.
وفقاً ل”ميتشل واينبرغ” من “نورث شور هيلث سيستم”، تنطوي السكتة الدماغية على إنسداد الأوعية الدموية التي تقود إلى الدماغ، وتعد حالة رئيسية أخرى تصيب الجهاز الدوري، كما أشار إلى أن “عوامل الخطر تشمل التدخين والسكري وارتفاع نسبة الكوليسترول”.
وأشارت المكتبة الوطنية للطب، أنه يوجد مرض آخر يصيب الدورة الدموية، وهو ارتفاع ضغط الدم الذي يجعل القلب يعمل بجهد أكبر من الممكن أن يؤدي إلى مضاعفات مثل النوبة القلبية أو السكتة الدماغية أو الفشل الكلوي. ووفقاً لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، يعاني حوالي 75 مليون فرداً من البالغين الأمريكيين، أو واحد من كل ثلاثة بالغين، من ارتفاع ضغط الدم.
وفقاً لواينبرغ، يحدث مرض أم الدم الأبهرية (تمدد الأوعية الدموية) عندما يتضرر الأبهر ويبدأ في الإنتفاخ أو التمزق في النهاية، مما قد يسبب نزيفاً داخلياً حاداً. يمكن لهذا الضعف أن يكون موجوداً عند الولادة أو نتيجة لتصلب الشرايين، والسمنة، وارتفاع ضغط الدم أو جراء اجتماع هذه العوامل معاً.
وحسب “جاي راداكريشنان” أخصائي في الأشعة التداخلية في هيوستن بولاية تكساس، عادة ما يشمل مرض “الشرايين الطرفية” مناطق تضيق أو انسداد في الشريان. بالإضافة إلى ذلك، يشمل “القصور الوريدي المزمن” مناطق الإرتجاع (أو التدفق العكسي) داخل الأوردة السطحية للأطراف السفلية.
يتم تشخيص مرض الشرايين الطرفية عن طريق اختبارات غير مؤلمة، مثل اختبار الموجات فوق الصوتية، أو الأشعة المقطعية و/ أو التصوير بالرنين المغناطيسي. تعد الموجات فوق الصوتية الأقل كلفة من هذه الطرق، ولكنها تعطي أقل قدر من التفاصيل، حيث أن التصوير المقطعي والتصوير بالرنين المغناطيسي للحصول على درجة أعلى بكثير من التفاصيل التشريحية عند تحديد مناطق التضيق أو الإنسداد داخل الشريان. فيما يتم تشخيص القصور الوريدي المزمن باستخدام الموجات فوق الصوتية، حيث يمكن قياس الارتجاع الوريدي بدقة عن طريق الموجات فوق الصوتية، مما يؤدي في النهاية إلى توجيه العلاج.
دراسة نظام الدورة الدموية
أطباء القلب هم أخصائيون معتمدون لتشخيص وعلاج ومنع أمراض القلب والشرايين والأوردة. يتم اعتمادهم من قبل المجلس الأمريكي للطب الباطني، بعد تلبية متطلبات التعليم والتدريب. وقبل أن يتم اعتمادهم كأطباء قلب، يجب أن يتم اعتماد أولئك الذين يتطلعون إلى التخصص في الطب الباطني.
بعدها يمكن لأخصائيي القلب أن يصبحوا معتمدين في واحدة من التخصصات الفرعية لأمراض القلب العديدة، بما في ذلك زراعة القلب، وأمراض القلب والأوعية الدموية ، والطب الكهربية للقلب السريري، وطب القلب التداخلي.
المقال باللغة الإنجليزية: هنا