كتبه لموقع (بيغ ثينك): ديريك بيريس
منشور بتاريخ: 2017
ترجمة: رشا الخطيب
تصميم: مينا خالد
لقرون عديدة، ظلت فعالية الطب الصيني التقليدي مثار جدل، وذلك في وقت فتك فيه الصيادون بالنمور البرية وحيوان وحيد القرن لإذكاء خرافات تتعلق بالقدرة العلاجية للحيوانات.
يُعد الوخز بالإبر من أكثر العلاجات غير المضرة في الطب الصيني وهي ممارسة اُعتبرت خرافة في الصين في القرن السابع عشر حتى قام (ماو زيدونغ) بإعادة استخدامها لأغراض سياسية في الخمسينات. وقد تغلغلت في الخيال الأمريكي بعد ذلك بعقدين من الزمن، فتم إعادة إحياء الخرافة.
وكما كتبت (جنين انترلاندي): “أفضل ما قد يقال عن نتائج الدراسة أنها كانت غامضة. ففي عام 2013 كشف تقرير من بين 3000 دراسة أن الوخز بالإبر ليس أكثر فعالية من البلاسيبو (العلاج بالوهم)، وقد تبين من الدراسة عدم وجود فروق يعتد به بين الإبر الصينية وبين مجموعة كبيرة من العلاجات بالوهم. وسواء توغل الباحثون في الجلد أم لا أو استخدموا الإبر أو عيدان الاسنان أو استهدفوا مناطق محددة في الجسم حددها المعالجون بالوخز بالإبر أو أي اشخاص عشوائيون، تظل نفس نسبة المرضى تشعر تقريباً بنفس درجة مسكنات الآلام (وهي أحد الحالات الاكثر شيوعاً التي يهتم بشأنها الوخز بالإبر وهي الأكثر استناداً إلى أبحاث وافية).”
والسؤال هنا: لماذا بدأ التأمين الصحي الآن يشمل العلاج بالوخز بالإبر؟ إن تأثير البلاسيبو ظاهرة حقيقية تستهدف جوانب خاصة في النفس البشرية. إذا ظننا أننا نتعافى، فإن دماغنا يفرز سلسة من مواد كيميائية مفيدة بما في ذلك هرمون الدوبامين ونشاط ذات مفعول شبيه بتأثير الأفيون، وذلك يساعد بالفعل في عملية التعافي، ولا شك أن التفاؤل علاج قوي للغاية.
إن للوخز بالإبر نفس تأثير الاسترخاء، فقد جربته منذ عقد من الزمن بينما كنت أعيش في نيويورك. تلاشت الوتيرة السريعة للمدينة بينما استلقيت في غرفة مظلمة أستمع موسيقى تصدح في جميع الجهات، من المؤكد أن ساعة في حالة التأمل تلك لها آثار مفيدة.
هل هذا يعني أن ليس للوخز بالإبر صفات ايجابية؟ تعترض انترلاندي قائلة: ”بالطبع لا“. وبالرغم من أن الدراسات أظهرت أن لوخز الإبر نفس درجة التأثير سواء كان في نقاط محددة أو فقط بشكل عشوائي، فقد قادت عملية ضغط الإبر الباحثين إلى التساؤل عن مدى فعالية شيء آخر: الأدينوسين.
يعرف الأغلبية هذا المركب كجزء من (أدينوسين ثلاثي الفوسفات) الذي يساعد الخلايا في عملية الأيض وكذلك يساعد على تزويد التمارين الرياضية بالطاقة. كما يساعد على الخلود للنوم كونه معدل عصبي. وكما كتبت انترلاندي يبدو أيضاً أنه يساعد على التخفيف من حدة الألم، على الأقل في الدراسات التي أجريت على الفئران: “إن لحقن الفئران بمركبات شبيهه بالادينوسين نفس تأثير الوخز بالإبر، وحقن مركبات تقلل من إزالة الأدينوسين من الجسم عززت من تأثير الوخز بالإبر عن طريق إتاحة المزيد من الأدينوسين في الانسجة المحيطة لفترات أطول.”
عن طريق استغلال النظام الأفيوني الطبيعي للجسم، قد يساعد الوخز بالإبر على تعزيز العلاج عن طريق ارسال الأدينوسين إلى المناطق المصابة. وختمت انترلاندي قائلة أن هذا مهم لأنه قد يقدم آلية جديدة لمسكنات الألم للقضاء على أزمة إدمان الأفيون: “لم يُظهر الباحثون أن إفراز الأدينوسين كان سببه الوخز بالإبر. قد تتسبب إبر الوخز في انتشار الأدينوسين في الانسجة المحيطة ولكن هذا ما تفعله أيضاً قرصة قوية أو الضغط أو أيّة إصابات جسدية أخرى.“
هذا لا يبشر بالخير لمحبي العلاج الصيني التقليدي، ولكن على الأقل ربما قادنا الوخز بالإبر للعثور على مصدر محتمل جديد من مسكنات الألم بالإمكان التصديق عليها بالفعل.
المقال باللغة الإنجليزية: هنا