كتبه لموقع “نيو سانيتست”: كولن باراس
بتاريخ: 21 شباط 2018
ترجمة: أحمد نعيم
تصميم الصورة: حسام زيدان
في البدء جاء الكلب ثم الأغنام والماعز، وبعدها فُتح الباب على مصراعيه: بقدوم الخنازير والأبقار والقطط والخيول وأسراب الطيور والحيوانات الأخرى. وعلى مدى السنوات الثلاثين ألفًا الماضية أو نحو ذلك، روّض الإنسان كل الحيوانات على اختلاف فصائلها رغبةً في الحصول على قوت يومه من الغذاء والصيد والنقل واقتناء المواد اللازمة، لمكافحة الحشرات وللاحتفاظ بهذه الفصائل كحيوانات أليفة. لكن البعض يقول إننا اضطررنا لترويض أنفسنا، قبل ترويض أي فصيل من هذه الحيوانات.
طرح داروين فكرة ترويض الإنسان وسبقه إليها أرسطو، لكنها لم تتجاوز حدود التصوّر. والآن للمرة الأولى، تُشير المقارنات الجينية بيننا وبين الإنسان البدائي إلى أننا قد نكون جِرَاءً مقارنة بذئابه الوحشية. ولم تُفِد هذه المقارنات في تفسير بعض الألغاز التي طال أمدها فحسب – ومن بينها السر العجيب في كون أدمغتنا أصغر من أدمغة أسلافنا في العصر الحجري – وإنما هي السبيل الوحيد لفهم بعض خصائص التطوّر البشري، حسب رؤية البعض.
تستند إحدى الأفكار الرئيسية حول ما يحدث عند ترويض حيوان بري إلى تجربة جديرة بالنظر بدأت في عام 1959 في سيبيريا بالاتحاد السوفياتي. وفي هذه التجربة، أخذ (ديمتري بيليايف) ثعالب برية من مزرعة الفراء الإستونية وجعلها تتوالد. واختار أكثر الحيوانات المتعاونة في كل مجموعة جديدة من الثعالب وشجعها على التزاوج. وتدريجيًا، بدأت الثعالب تسلك سلوك الحيوانات الأليفة أكثر فأكثر. ولم يقتصر الأمر على تغّير سلوك هذه الثعالب فحسب، وإنما بدت الثعالب المُروّضة مغايرة من حيث الشكل كذلك، حيث بدأت تظهر بقع بيضاء على فراء هذه الثعالب خلال 10 أجيال. وأصبحت آذانها أعرض بعد تعاقب بضعة أجيال. في نهاية المطاف انكمشت جماجم الثعالب الذكور وصارت تشبه جماجم الإناث. …
رابط المقال باللغة الإنجليزية: هنا