اسم الكاتب: لاورا جيجل لموقع (لايف ساينس)
التاريخ النشر: 3 يناير 2018
ترجمة: ورد عرابي
تدقيق: نعمان البياتي
تصميم: حسام زيدان
سلف مشترك بين الإنسان والقرش عاش قبل 440 مليون سنة!!
في الحقيقة البشر والقروش كائنات مختلفة جداً، لكن دراسة جديدة توصلت إلى إنه يوجد بين البشر والقروش سلف مشترك عاش قبل 440 مليون عام.
فقد توصل الباحثون إلى هذا الاكتشاف عن طريق دراستهم لمتحجرات تابعة لقرش قد عاش في العصر الديفوني (الذي امتد منذ 416 مليون سنة وحتى 358 مليون سنة مضت) عندما بدأت أولى الحيوانات ذوات الأربع باستعمار الأرض.
من خلال دراسة بقايا هذا القرش البالغ من العمر 358 مليون سنة، تمكن العلماء من استنتاج أن القروش وأسلاف البشر انفصلوا قبل العصر الديفوني، وذلك خلال العصر السيلوري (امتد منذ 443 مليون عام وحتى 416 مليون عام مضت)، في الوقت الذي انتقلت فيه للعيش على السطح أولى الفطريات والمفصليات، بما في ذلك العناكب والمئويات (ذوات الأرجل الكثيرة، وأشهرها أم أربعة وأربعين).
قدامى القروش:
عرّف الباحثون في البداية القرش، والذي سمي باسم (غلادباشوس أدنتاتوس)، وذلك على اسم المدينة الألمانية التي اكتشف فيها (بيركيش كلادباخ)، إذ قال المؤلف الرئيس للدراسة (مايكل كواتس) الأستاذ في قسم البيولوجيا العضوية والتشريح في جامعة شيكاغو، أن اسمه يعكس في الحقيقة خصائص فكّيه التي تبدو بلا أسنان، على الرغم من كون الدراسات الحديثة تشير إلى إنه كان بالفعل ممتلكاً للأسنان بفكيه خلال فترة حياته.
وعلى الرغم من إن الباحثين قد شخصوا بقايا (غلادباشوس أدنتاتوس) من قبل، إلا إن (كواتس) وفريقه قرروا أن يلقوا نظرةً أخرى على أحفورية القرش (أدنتاتوس)، وذلك يرجع لأسباب متعلقة بقِدم الأحفورة وكمال تركيبتها وتشريحها الاستثنائي؛ ووفقاً لما أورده (كواتس) في رسالته لمجلة (لايف ساينس) بأنه “عادةً ما تحتفظ أحفوريات القروش على بعض القشور الصغيرة المبعثرة والأسنان فقط”.
في المقابل، امتلك (أدنتاتوس) هيكلاً عظمياً مفصلاً، بما معناه أن عظامه كانت لا تزال منسقةً في مكانها، مقارنةً ببقايا القرش (رودكيل) الذي امتلك طول 80 سم وكان مسطحاً؛ وفقا لـ (كواتس) تبقى بقايا (أدنتاتوس) رائعةً بشكل مكننا من ملاحظة امتلاك (أدنتاتوس) لفكٍ عريضٍ وخياشيم متباعدة، وهيكل رأسٍ سميكٍ وخشن جداً، يتخذ شكلاً بارزاً مشابهاً للحاء الأشجار.
الصِلات المشتركة القديمة:
يعد (أدنتاتوس) من أقدم الهياكل الأحفورية المكتشفة في السجل الخاص بالقروش، وقال (كواتس) أنه بعد تحليلها (الأحفورة) باستخدام جهاز التصوير المقطعي عالي الدقة (سي تي) (وهو إحدى وسائل التصوير الطبي المعتمِد على أشعة إكس، ويستخدم في تكوين صورة ثلاثية الأبعاد لأعضاء الجسم) وجد الباحثون أن القرش (أدنتاتوس) يمثل نهاية غصن، أو انبثاقاً طرفياً من قاعدة شجرة العائلة للقروش، وهذا ما أتاح لنا فرصة اكتشاف معلومات جديدة لم نكن قادرين على التوصل إليها من قبل حول التنوع المبكر لأسماك القرش.
إن خصائص هذه القروش من فصيلة (أدنتاتوس) تشير إلى إن جميع الأحفوريات الأخرى وحتى الأكثر قدماً وعزلةً منها، هي في الحقيقة آتية من أسماك القرش الأولى البدائية، ونتيجةً لذلك ساعدت هذه الأبحاث الباحثين على افتراض إنه، قد مضى 440 مليون عام منذ أن تشارك البشر والقروش سلفاً مشتركاً.
علاوةً على ذلك ذكر (كواتس) أن تطور أسماك القرش انقسم للعديد من الفروع، فقد وُجد إن “العديد من سلالات أنواع القروش الأولى (البدائية) تتشابه بصفاتها بما نعرّفه نحن اليوم من أنواع للقروش، مثل تشاركهم مع أسلافهم بامتلاكهم لحلقٍ طويل وشقوق خياشيم متعددة”.
وختاماً أشار (كواتس) إلى إن العلماء سابقاً كانوا يعتقدون أن شقوق الخياشيم المتعددة كانت خاصة بالقروش البدائية، إلا أن (أدنتاتوس) أظهر عكس ذلك، إذ إن هذه الخياشيم المتعددة تمثل تخصصاً أولياً، ويرى العلماء بأن هذه الميزة كانت لتصفية الغذاء، والتي تشبه بطريقةٍ ما شكلها الحالي لدى القرش المعاصر المعروف باسم (القِرش المُتشَمِّس) (باسكنج شارك) وهو قرش يعتمد بالدرجة الأولى في غذائه على العوالق بالقرب من سطح المحيطات.
إضافةً لذلك، وعلى الرغم من اسم القرش (أدنتاتوس) الدال على كونه أحد القروش منعدمة الأسنان إلا أنه في الحقيقة كان يملك أسنانا بأشكال متنوعة، فمنها الأنياب الصغيرة الأحادية، والأنياب الثنائية والأنياب الثلاثية في بطانة الفك.
رابط المقال باللغة الانكليزية: هنا