ترجمة: محمد علي العوادي
تصميم: مكي السرحان
إن إيحاءك لشخصٍ ما فِعل أمرٍ ما على نحو غير مُباشرٍ قد يكون فعّالاً أكثر من محضِ إخباره ما ينبغي فعله. وهذا ما يُسمى أسلوب الحث.
كيف يعمل؟
هَب أنّ صديقاً خاطبك أنِ استبدل قميصك. وقال لك آخرٌ “ما أجملك وأنت ترتدي قميصك الأخضر!” أيُّهما أقنعك أكثر؟ إن هممت بارتداء القميص الأخضر، فاعلم أنّك افتُتِنت بأسلوب الحثّ.
وفق هذا المفهومِ، ينالُ الإيحاء المحكم جدارة التأثير على السلوك أكثر من توجيه أمر مباشر. على سبيل المثال، أن تأمر زيداً بتخفيض استهلاكه الطاقة لأقلُ فعّالية من أن تُطلِعه على استهلاكه المفرط للطاقة مقارنة بجيرانه. إن الفكرة وراء هذا المفهوم أن الطلب المباشر قد يُترجَم إلى الشعور بالخيبة، مما قد يُتصرَّف على عكس ما كان مرجواً.
إن الذين لا يؤيدون أسلوب الحث وصفوه تلاعُباً بالذهن. هل هذا الأسلوب غيرُ أخلاقي؟ ورد في موقع theguardian.com أنّ “أساليب الحث في الخطاب الحكوميّ قد يزيدُ نِسَبَ انخراط الأقليات في صفوف الشرطة، ويشجّع الناس على تناول أدويتهم، أو دفع ضرائبهم عندما تحين آجالها”.
لكن ماذا عن أولئك المحتالين الذين يُسخّرونها لدواعٍ أنانيّةٍ؟ فعلى سبيل المثال، إذا قدّمت لشخصٍ طبقَ مثلّجاتٍ مع ملعقة أكبر من المعتاد، فسيُتوقّعُ أنه يأكل كميّة أكبر، حسبما أقرّته دراسة في هذا المجال. في الفينة التي يصُبُّ ذلك في مصلحة بائع المثلجات، فإنّه ليس بالجيد على صحّتكما.
صنع غدٍ أفضل
إنّ بناء قرارات رصينة ومُعزّزة بالدليل لأمر ذو صِلة أبداً. فقد ورد في موقع economist.com أنه “يقوم أسلوب الحث على بحثٍ يُظهر أنّ توجيه الناس لقراراتٍ أحسن بعرض خيارات مُقدمةٍ بأساليبَ مختلفة أمرٌ لا محذور فيه” على ألّا يتعدى تسخير أسلوب الحث جانبَ الخير إلى ما سواه.