تقديم: كلير ويلسون
لموقع: NewScientist
بتاريخ: 14. آب. 2020
ترجمة: شيماء محمد خليل
تدقيق ومراجعة: هندية عبدالله
تصميم الصورة: حسن عبدالأمير
يشير الاعتقاد السائد إلى أن ممارسة تمارين التأمل واليقظة الذهنية (الوعي الآني)، تحارب الضغط النفسي وتجلب السكينة. ولكن في بعض الأحيان تكون نتائجها عكسية.
استناداً لأول مراجعة منهجية للأدلة فإن شخصاً واحداً من بين 12 شخصاً، قد حصل على نتائج عكسية وغالباً ما تكون أسوأ من الاكتئاب والتوتر أو واحدة منها. يقول ميكول فارياس أحد الباحثين عن ممارسة التأمل واليقظة الذهنية في مركز أبحاث جامعة كوفنتري في بريطانيا، “تعتبر ممارسة تمارين التأمل واليقظة الذهنية (الوعي الآني) جيدة على نطاق واسع ولكنها بلا شك أصبحت منتشرة بكثرة وليس بالضرورة أن تكون مجدية بشكل عام.”
يوجد العديد من أنواع التأمل وتعتبر اليقظة الذهنية (الوعي الآني) أكثر الأنواع شيوعاً، حيث يركز الناس الذين يمارسون اليقظة الذهنية على اللحظة الحالية والأفكار والمشاعر أو أحاسيسهم الخارجية. وتوصي العديد من هيئات الخدمات الصحية في بريطانيا باعتمادها كطريقة للتقليل من الاكتئاب لدى الأشخاص الذين عانوا من هذه الحالة لمرات عديدة.
قد ينبع الحماس لممارسة تقنيات التأمل من الوعي المتزايد بالآثار الجانبية للأدوية المضادة للاكتئاب. والصعوبات التي يبلغ عنها بعض الأشخاص بعد التوقف عن تناولها. كانت هناك تقارير عدة من أشخاص تدهورت صحتهم النفسية بعد البدء بممارسة تقنيات التأمل ولكن لا توجد إحصائية محددة لهؤلاء الأشخاص.
وجد المسح الميداني الذي قام به فريق فارياس من خلال الدوريات الطبية أن 55 دراسة قد أجريت عن ممارسة فن التأمل واليقظة الذهنية. واستبعد الباحثون الأشخاص الذين انطلقوا عمداً للعثور على تأثيرات سلبية، وعملوا جاهدين لمعرفة عدد الأشخاص الذين تعرضوا لأذى نفسي في كل دراسة. بعد ذلك حسبوا متوسط عدد الأشخاص المتضررين المُعَدَّل حسب حجم الدراسة، وتعتبر هذه طريقة شائعة لهذا النوع من التحليل.
ووجدوا أن حوالي 8 في المائة من الأشخاص الذين يمارسون التأمل يعانون من تأثير غير مرغوب فيه. يقول فارياس، “لقد عانى الناس أموراً من زيادة في القلق إلى نوبات الهلع.” كما وجدوا أيضًا حالات من الذهان أو أفكار انتحارية.
قد لا تمت نسبة 8% للواقع بصلة حسب ما ذكره فريق فارياس، فإن في العديد من حالات التأمل تُسَجِّل الحالات الحرجة فقط والتي عانت من آثار جانبية حادة وحتى هذه الحالات تُتَجَاهَل أحياناً.
ذكرت كاتي سباركس المتخصصة في مجال علم النفس وعضوة جمعية علم النفس البريطانية، أن النسبة المذكورة سابقاً قد تكون مرتفعة بسبب الأشخاص الذين يمارسون تقنيات التأمل وهم غير مشخصين بإصابتهم بحالات القلق والاكتئاب، فإن رياضة التأمل وُجِدَتْ لمساعدة الأشخاص على الاسترخاء ومحاولة التركيز ومساعدتهم على التشافي عقلياً ونفسياً.
وأضافت قائلةً، يحاول بعض الأشخاص الحفاظ على أفكارهم ولكن العقل يرفض ذلك، إذ تكون بمثابة رد فعل عنيف لمحاولة السيطرة على العقل مما يؤدي إلى نوبة من القلق والاكتئاب الحاد.
ومن ضمن حديثها ذكرت أيضاً: إن ما ذُكِرَ سابقاً لا يعني وجوب توقف الأشخاص عن ممارسة تمارين التأمل ولكن بالمقابل يجب أن يقوموا باختيار جلسات تأمل إرشادية تقدم من قبل مدرب معتمد أو تطبيق إلكتروني، وهو الأكثر أماناً. وقالت أيضاً، يمكن أن تمنع الدراسة الحالية الأشخاص من المشاركة في نشاط ما يمكن أن يكون مفيداً لهم ضمن السياق الصحيح.
المصدر: هنا