ترجمة: رحاب الهلالي
تدقيق: ريام عيسى
تصميم الصورة: أسماء عبد محمد
مع فيلم تلعب حبكته على مفاتيح التعامل مع المرض النفسي، قال اثنان من الأطباء إن تجسيد خواكين فينكس المثير للجدل لشخصية المضطرب النفسي ربما يكون أسهم في تكريس الصورة النمطية المؤذية للمرض النفسي.
كأطباء مبتدئين نتعامل مع حالات مرضية عقلية ونفسية شديدة الخطورة والحدة.. المرض النفسي هو واقعنا اليومي لذلك تابعنا الجدل الدائر حول جوكر تود فيليبس والذي لعب فيه خواكين فينيكس دور متوحد مضطرب يتحول إلى العنف باهتمام محترف.
بالتأكيد شهدنا قفزات عظيمة من الوعي بمشاكل الأمراض النفسية كالاكتئاب والقلق.
من سمات هذا الوعي فرز وإبعاد التعصب الضار الذي يحيط بهم. هذه المسائل تناقش يومياً في الإعلام دون حرج وتقدم مع معلومات جيدة نسبياً ومحاولات جادة لفهم الحقائق والفضل في ذلك كله يعود الى الحملات الإعلامية المعلومات الهامة.
على أي حال، ظروف المرض العقلي الشديدة كالإعاقات الذهانية بقيت موصومة بالعار وهي بالتالي تفتقد للتقديم الصحيح من ثم الفهم الصحيح. تجسيد المرض النفسي في الفيلم كرس الصورة النمطية وقدم معلومات مغلوطة. أحد أكثر الأفكار إيذاءً في الفيلم هي قبول ابتذال الربط بين العنف المفرط والمرض النفسي الحاد. التصور الخاطئ المبني على إن المرض النفسي يقود بالضرورة إلى إيذاء الآخرين من خلال توظيف توقف شخصية آرثر عن تناول العلاج مما يفسر ارتكابه لأفعاله العنيفة.
ليست تلك المعلومة الوحيدة الخاطئة بل أبعد من ذلك من الصور النمطية الخاطئة والمبالغات المرتبطة بالمرضى ذوي الحالات الحادة وميلهم للعنف اكثر من الناس الطبيعيين. جدير بالذكر إن الجوكر أثار التعاطف مع المرض النفسي حين قال : ” الجزء الأسوأ بإصابتك بمرض نفسي هو أن يتوقع الناس منك أن تتصرف كما لو لم تكن كذلك.” يساهم في التحيز الذي يتوق له آرثر.
احتمالية أن يفقد آرثر تماسكه مع الواقع تتطلب عقدة نفسية من أعراضها اوهام وهلوسات وأنا متضخمة: ” انا كوميدي عبقري غير مكتشف !” إضافة إلى هلاوسه بشأن جارته..
نحن لا نريد الحصول على شرح بقصاصة ورق من المخرج، لكن سيكولوجية افعال آرثر هي ضبابية بأقل وصف. الخلل الواضح في تفكيره غير مشخص تماماً هو كذلك استبدل النرجسية بالاكتئاب.
غموض التشخيص هذا قد ينشئ شخصية تستبدل الألم بأي عارض نفسي آخر. لكن المخرج حاول أن يعطي الانطباع أن عدة أعراض يمكن أن تنشأ من متلازمة واحدة. في النهاية الأمر يبقى تحت رهن صدق إداء فينيكس ومحاولته في استكشاف الرابط بين الفقر والرداء والاحتقار الطبقي.
هوس آرثر بالتشجيع، إنفجاره بالضحك ليس بالأمر المضحك. إنه يعاني من ضغوط عصبية تسمى ” المؤثر الكاذب ” وتعرف ايضاً بالعاطفة المستمرة وتنتج أغلب الاحيان من مأساة طفولة.
الجوكر قد يكون صنع محاولة للتمييز بين المرض العقلي والاعراض الناتجة عن ترك الدواء لكنه يجمع المخاطر الصادرة من الاثنان من خلال التصعيد والتوصيف وفوضى الصورة. وسواء كان ذلك علمياً أم لا ..صنع آرثر لحظته من خلال تجسيد البطل الشرير الضاحك. المجنون تماماً بعينين منهكتين..
مهرج قاتل يضحك وحيداً في الباص.
التبني السينمائي الأقل شهرة للمرض العقلي في فلم ” احدهم طار فوق عش الواق واق ” والذي نفذ واستمد من العالم الواقعي يبدو اكثر واقعية من الجوكر حيث يناقش فكرة أن العديد من الناس لم يتلقوا علاجاً مثبتاً وفعالاً. السينما لها القدرة على تأكيد المخاوف والاحكام المسبقة، لذا فإن التقديم الخاطئ للمرض العقلي يجب أن لا يمرر بسهولة.
المصدر: هنا