الرئيسية / تعليم / وداعاً للواجبات المدرسية!

وداعاً للواجبات المدرسية!

بقلم: تيودورا زاريفا (TEODORA ZAREVA)
منشور بتاريخ: 5 أغسطس 2017
ترجمة: ذو الفقار علي
تدقيق: عمر أكرم المهدي

في شهر سبتمبر الجاري، 20,000 طالب في المدارس الابتدائية في قسم المدارس العامة في مقاطعة ماريون التابعة لفلوريدا سوف يدخلون المدرسة مع وعد بأنهم لن يقوموا بالمزيد من الواجبات المنزلية كجزء من حياتهم المدرسية اليومية. حسب الخطة التي قدمتها مديرة المقاطعة الجديدة هايدي ماير (Heidi Maier). لقد تحفزت لاتخاذ هذا القرار مع البحث الذي أظهر أن الواجب المنزلي لا يحسن الأداء للطلاب حديثي السن، لكن الوقت المتاح لهم بعيدًا عن النشاطات المدرسية مهم لتطورهم. الخطة سوف تستثني بعض الأنشطة المتفرقة، مثل المشاريع العلمية أو الأوراق البحثية.

خطة عدم وجود الواجبات المنزلية هو شيء نادر في الولايات المتحدة، حيث أن الحاجة تؤكد على أن درجات اختبار موحدة تؤدي إلى ضغط مستمر على الطلاب والمدرسين، لتحضيرات صارمة تبدأ في أقرب وقت ممكن. في فنلندا، على الرغم من ذلك، يكون الطلاب في أعلى المستويات بصورة مستمرة في اختبارات التقييم الأكاديمي العالمي مثل ”PISA“. الواجب المنزلي لا يعتبر أداة مهمة للنجاح الأكاديمي (كما أن الاختبارات الموحدة لا تعتبر أداة مهمة لقياسها)

بالإضافة إلى الابتعاد عن الواجب المنزلي، ماير سوف تشجع الآباء على قضاء وقت مميز مع أطفالهم كل مساء، القراءة لهم لمدةٍ لا تقل عن 20 دقيقة. ففي ظل عدم وجود دليل قوي على أن الواجب المنزلي مفيد للنجاح الأكاديمي بالنسبة للأطفال الصغار، هنالك الكثير من الأدلة على أن القراءة مهمة في هذا الجانب. ماير تُشيد بالعمل الذي قام به ريتشارد ألينغتون (Richard Allington) في مساندة قرارها. ألينغتون هو بروفيسور في جامعة تينيسي، وقد كرّس حياته في دراسة محو الأمية المبكر.

’’نوعية الواجب المنزلي الواجب القيام به هي ضعيفة المستوى جدًا؛ بحيث أن حصول الأطفال على القراءة واستبدال الواجبات المنزلية بالقراءة الذاتية كان بديلًا أكثر قوة.‘‘ – حسب ما يقول ألينغتون في بريد ألكتروني لواشنطن بوست – ويضيف: ’’ربما بعض الأنواع من الواجبات المنزلية ترفع الأداء لكن ذلك النوع من الواجب المنزلي غير شائع في مدارس الولايات المتحدة.‘‘

بينما تشجّع ماير على قراءة كل الأنواع من النصوص لزيادة إدراك أو فهم القراءة، أظهرت بعض البحوث أنه عندما يتعلق الأمر بزيادة التعاطف على الأقل، فإن نوع القراءة يعد أمرًا مهمًا.

أجرى إيمانويل كاستانو (Emanuele Castano) وديفيد كيد (David Kidd) خمس دراسات، والتي أعطت المشاركين مقتطفات من أنواع مختلفة من النصوص: روايات شعبية وروايات أدبية ونصوص غير أدبية أو أشياء غير مهمة. بعدها خضعوا لنظرية اختبار العقل (Theory of Mind) والتي تقيس قدرة الشخص على فهم وإدراك أن الأشخاص الآخرين يملكون معتقدات ورغبات وهذه ربما تختلف عن معتقداتهم ورغباتهم. أظهرت نتائج الدراسات أن الروايات الأدبية – لكن ليست الروايات الشعبية أو غير الأدبية – تزيد من مهارات العقل حسب النظرية.

حتى الآن، ماير تقول بأن الآباء يرحبون بالتغيير والمعلمين كذلك.

’’انا أدعم خطة إلغاء الواجب المنزلي،‘‘ تقول ليزا فونتين-دورسي (Lisa Fontaine-Dorsey)، مدرسة رياضيات وعلوم للمرحلة الثالثة في مدرسة وايومينا الابتدائية. وتضيف قائلةً: ’’أنا لم أعطِ واجبًا منزليًا أبدًا. أنا أعتقد أنهم بحاجة إلى الذهاب إلى المنزل واللعب وفعل أشياء صحية، مثل الرياضة. كل يوم في المدرسة يعرضهم لضغوطات كثيرة مع بيئة مليئة بالاختبارات. إنهم يحتاجون للذهاب إلى المنزل والابتعاد عن هذا. وهذا سوف يكون مفيدًا للطلاب.‘‘

أما بالنسبة للطلاب الأكبر سنًّا الذين يأملون بأيامٍ خالية من الواجبات المنزلية، فليس هنالك خطة لتطبيق هذه السياسة في المدرسة المتوسطة أو المدرسة الثانوية. أظهرت الأبحاث بعض التاثيرأت الأكاديمية الإيجابية للواجب المنزلي في هذه المجاميع العمرية.
رابط المقال بالانكليزية: هنا

عن

شاهد أيضاً

الرسم ليس مجرد فن بل أداة رائعة للتعلم 

بقلم : مات ديفيس  بتاريخ :20-9-2018  ترجمة : دعاء عماد  تدقيق : ريام عيسى تصميم …

الطالب اللامع للعالم العربي.. مالذي تعلمه تونس لجيرانها عن قيمة التعليم

كتبه لفورين بوليسي: كيم غطاس منشور بتاريخ: 9/ 4/ 2019 ترجمة : ياسين إدوحموش تدقيق …