بقلم : ديبورا سيراني
في بعض الأحيان أضطر للعمل مع بالغين أو أطفال لا يستطيعون التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم بالكلمات. ليس لأنهم لا يرغبون بذلك، بل لأنهم لا يعلمون كيفية ذلك فعلا.
المصطلح الطبي لهذه الحالة هو “اللامفراداتية- alexithymia ” وهو يصف عدم المقدرة على تمييز العواطف بشكلها الدقيق.
اللامفرداتية تفقد المرء مفتاح القدرة على التعرف على مشاعر المرء نفسه ومشاعر الآخرين. إليكم بعض أعراض اللامفرداتية:
• صعوبة في تحديد أنماط المشاعر المختلفة
• فهم محدود لأسباب المشاعر
• صعوبة في التعبير عن العواطف
• خيال محدود وجامد
• نمط تفكير ضيق
• فرط حساسية فيما يتعلق بالأحاسيس الجسدية
• علاقات منقطعة أو شبه منقطعة بالآخرين
تاريخ اللامفرداتية
شخصت اللامفرداتية لأول مرة كحالة نفسية عام 1976 وعرفت بأنها قصورالوعي العاطفي. تقترح الأبحاث بأنه ما يقارب 8% من الذكور و2% من الإناث كانوا قد اختبروا اللامفرداتية؛ بدرجات حادة، متوسطة وخفيفة. تظهر الدراسات أيضا أن للامفرداتية بعدين؛ بعد إدراكي حيث يواجه الطفل أو البالغ صعوبة في التعريف والترجمة والتعبير باللفظ المشاعر ( الجزء المتعلق بالتفكير من التجربة العاطفية). والبعد الثاني هو الوجداني؛ حيث تكمن الصعوبة في تمثيل وتعبير أو تخيل المشاعر ( جزء التجريب).
لطالما ارتبطت اللامفرداتية بالاضطرابات النفسية، من التوحد، الاكتئاب، الشيزوفرينيا وبعض الاضطرابات الجسدية. إنه من الصعب بالنسبة لأولئك الذين يعانون من “العمى العاطفي / اللامفرداتية” التعايش مع اضطراباتهم النفسية ويعود ذلك للضعف الفطري في مقدرتهم على فهم أنفسهم والآخرين؛ مما يعرقل عملية شفائهم.
علاجات العمى العاطفي/ اللامفرداتية
إن كنت تحب بالغا أو طفلا يعاني من العمى العاطفي فعليك إدراك أن غياب المشاعر، ردات الفعل الباردة وقصور الإدراك العاطفي له بالتأكيد جذور عصبية ونفسية. لا تعاقب ولا تسخر ولا تخجّل أولئك الذين يعانون من نقص في الاستجابة العاطفية. عوضا عن ذلك، يجب التمرن بصبر. استخدام تعبيرات ك ” إني أشعر بالتعب، لا أريد أن أطبخ، لنذهب لمطعم ..” للتعبير عن احتياجاتك. ساعدهم على رفع وعيهم بالضغوطات ك ” ستنشئ شركتك قريبا.. هل تشعر بالتوتر ؟ ” .. أدرك أن من تحب يمكن ألا يتكلم أو يسمع أو يحس بالمشاعر باللغة العاطفية نفسها وهذا سيساعدك على حل المشاكل والصعوبات وسوء الفهم.
إن كنت تعيش مع شخص يعاني من اللامفرداتية، فإن الهدف هو تنمية مقدرتك على تحديد وفهم المشاعر. أن تتعلم من تجارب الآخرين أمر مهم وسيساعدك أيضا. ضع في الاعتبار أن زيادة الوعي العاطفي يمكن أن يكون رحلة صعبة ومليئة بالتحديات. وإليك بعض النصائح لتنمية مهاراتك:
الكتابة: أظهرت الدراسات أن تجربة الكتابة يمكن أن تكون مفيدة في زيادة قدرة المرء على تحري المشاعر. عموما، يوصى أن تكتب كل يوم في مذكرتك الخاصة وأن تذكر أحداث يومك. في البداية سيكون هذا صعبا خصوصا لمن يعاني فقرا في المفردات. ولكن الهدف من الكتابة هو توسعة نطاق ملاحظتك لنفسك وللآخرين.
قراءة الروايات: اللغة الوصفية للأفكار،المشاعر، الأحداث والخبرات توجد بكل تأكيد في الروايات. تقترح الدراسات أن قراءة الروايات طريقة رائعة لاكتساب لغة معبرة ولتطوير قدرتنا على وصف مشاعرنا الخاصة.
الفن التعبيري: إن سلوك منهج يحوي على التمثيل، الرقص، الفن، الموسيقى أو العلاجات “الحركية” أظهر أنه يساعد على زيادة أدراك المشاعر عند أولئك الذين يعانون من العمى العاطفي. جرب التسجيل في دورات للبالغين أو تعليم الأطفال في مدينتك، في مؤسسات المجتمع أو ورشات عمل الكليات. أو استعن بدروس خاصة للفنون التعبيرية أو الرقص العلاجي من قبل جهات مرخصة.
العلاج النفسي القائم على المهارات: إنه نمط علاج نفسي يهدف للعلاج عن طريق بناء المهارات. العلاج الجدلي، أو التدريب المعرفي الذهني والعلاج الشخصي قصير الأمد قد يساعدك أحدها ويعلمك كيف تكون حساسا أكثر تجاه المشاعر الشخصية وكيف تحدد مشاعر الغير.
العلاج النفسي الجماعي: إن العلاج في مجموعة يوفر للطفل أو البالغ طرقا لاكتشاف أفكارهم الخاصة ومشاعرهم إضافة لعيش تبادلات ذات معنى مع الأخير. هذا الجو الذي يتميز به العلاج ضمن مجموعة يعمق حس التواصل مع الآخرين.
التنويم المغناطيسي والاسترخاء : بينما يعتبر أغلب المعالجين النفسيين أن الحديث يخفف أعراض اللامفرداتية، يتطلع التدريب بالتنويم والاسترخاء إلى الخيال والعملية الذهنية للمساعدة في زيادة فهم المشاعر. ابحث عن أماكن تدريب الاسترخاء في محيطك، وتذكر أن تتعامل مع منوم مغناطيسي مرخص.
المصدر: هنا