دراسة جديدة في مجلة نيتشر Nature وجدت أن الإحساس الذي ينبغي أن يملكه الاخرون بقدرك لا يظهر في كل البلدان، ويظهر في وقت لاحق في مرحلة الطفولة من الشعور بالظلم. في البداية، كان للأطفال الخيار في البدء ليحصلوا إما على حلوى منقسمة أو كمية أقل لأنفسهم أو لشركائهم. …
“هذا ليس عدلا!” أي شخص يمضي أكثر من خمس دقائق في ساحة للعب الأطفال قد يسمع تلك العبارة على الأقل مرات عديدة؛ لكنها تبدو كما تشير البحوث الحديثة، أن الأطفال حول العالم يطورون إحساسا لتمييز الظلم عندما يتعرض له الآخرون لما يشعروا بالظلم في سن مبكرة وأن ذلك أمر متفاوت بين الثقافات المختلفة.
يطور الأطفال بين الثقافات كراهية الحصول على أقل من الآخرين في سن العاشرة ولكن وجدت دراسة حديثة أن هذه الكراهية لا تنتهي حتى وقت لاحق، عندما يبدأون بالشعور بعدم الارتياح عندما يحصل الآخرين على أقل نتيجة مرغوبة من شيء معين.
في دراسة لأطفال في سن الرابعة حتى الخامسة عشر من سبع بلدان مختلفة، أطفال من ثلاث بلدان أظهروا الاهتمام بالمعاملة العادلة للأطفال الاخرين. وقد صرحت المشاركة في الدراسة عالمة النفس في جامعة يال، كاثرين مكوليف أن “الاستجابة السلبية للحصول على أقل من الآخرين قد تكون فطرة بشرية.” بينما “الاستجابة السلبية للحصول على أكثر من الاخرين قد تكون متأثره بالثقافة ”
*الغريزة المبكرة :ليس هناك أدنى شك في أن الإنصاف يبدو كبيرا في مخيلة واهتمام الأطفال. صرحت دراسة نشرت هذه السنه في كرنت بايولوجي أن الأطفال، منذ سن مبكرة، يمتلكون شعور بالأخلاق وسيعاقبون أي دمية سيئة سرقت الحلوى اللذيذة من أي طفل آخر.
ووجدت دراسة أخرى في العام 2011 نشرت في مجلة الاكاديمية الوطنية للعلوم أن رغبة الأطفال بالعدالة تبدأ عندما تكون أعمارهم ثمانية أشهر. بالإضافة لذلك، أظهرت البحوث السابقة في الولايات المتحدة أن الأطفال يفضلون قذف قطعة من الحلوى في مكب للنفايات على أن تقسم الحلوى بينهم بطريقة غير عادلة، كما صرح احد الباحثين لموقع لايف ساينس life science.
حساس بما هو عادل ايضا يتغير مع التقدم بالسن؛ وجدت دراسة في عام 2010 أن الأطفال الأكبر سنا هم أكثر استعدادا من الأصغر سنا ليكونوا جديرين بالنظر في كيفية توزيع الموارد. وطبقا لبحث نشر في العام 2013 في المجلة الاكاديمية الوطنية للعلوم ؛ حتى الشمبانزي لديه حس بالعدالة.
تساءلت مكوليف و زملائها كيف يمكن تطور حس العدالة بين الثقافات. ليجيبوا على هذا السؤال؛ درس الفريق 866 زوجا من الأطفال من عمر الرابعة إلى عمر الخامسة عشر من سبع بلدان مختلفة : كندا، الهند، المكسيك، بيرو، السنغال، اوغندا، والولايات المتحدة.
في تجربتهم، وضعوا زوجا من الأطفال معا و شخص (الممثل) ليبدأ تقسيم الحلوى. في نصف الوقت، المقسم أعطاهم عدد منصف من الحلوى، ولكن في النصف الآخرمن الوقت الممثل حصل على عدد إما أكثر أو أقل من شريكه. في هذه النقطة، المبتدأ (الذي اختبر شعوره بالإنصاف) إما يرفض التوزيع – ويحرم الجميع من الحلوى أو يقبل به.
في كل البلدان، مال الأطفال إلى رفض الموقف الذي حصلوا فيه على عدد أقل من الحلوى مقارنة بشركائهم، عادة من عمر الرابعة الى السادسة في الولايات المتحدة وفي وقت متأخر من عمر العاشرة في المكسيك (وقال الباحثون، أن جميع الأطفال في المجموعة المكسيكية كانوا من قرى صغيرة وعرفوا بعضهم البعض، والذي أثر بالنتائج بطريقة أو بأخرى) ولكن الأطفال كانوا أكبر سنا ليرفضوا الاتفاقيات عندما حصل المقسم على أربع قطع من الحلوى وشريكه حصل على واحدة فقط.
بالإضافة إلى ما سبق، رفض الأطفال فقط من بلدان معينه هذا التقسيم، فقط الامريكان، الكنديين،والاوغنديين بدأوا بتطوير عدم الرغبة والنفور من حصول شريكهم على عدد أقل مقارنة بهم.صرح الباحثون في يوم 18 نوفمبر في جريدة النيتشر أن الاطفال الذين رفضوا تقسيم الحلوى كانوا في مرحلة ما قبل المراهقة.*
الاستنتاج الغامض :مكوليف صرحت أن النتائج اقترحت أن الفرص المراد التعامل معها بصورة عادلة ما هي إلا استجابة الإنسان الأساسية. بالمقارنة المساواة بالآخرين قد لا تكون كذلك. وقد صرحت مكوليف أن “معايير المساواة مشددة غالبا عند الأطفال في العالم الغربي” والذي يفسر لماذا يتعلم الأطفال تلك القواعد لاحقا في مرحلة الطفولة في البلدان الغربية فقط.
( وقد خمن الباحثون أنه من الممكن أن المجتمع الاوغندي أيضا يشدد على تلك المعايير لكن هنالك عدد هائل من المعلمين الأمريكان في اوغندا ولذا قد يكونوا هؤلاء الغربيون يدرسون حس المساواة الغربية للطلاب في شرق اسيا) صرح كيث جنسن، عالم النفس في جامعة مانشتر في انكلترا والذي كان مشاركا في تلك الدراسة لموقع لايف ساينس على البريد الالكتروني أن النتائج قد زوردتهم بمقارنة كبيرة بين الثقافات وأنها كانت ملائمة مع نتائج دراسات أخرى وجدت أن الناس يمتلكون “انحياز للمصلحة الذاتية” وأضاف أنه لايزال، مصدر اهتمام لرفاهية الآخرين ولا يزال كثقافة عالمية، واحدة فقط تلك التي تحتوي على منحى حاد للتعليم.
جنسن صرح أن ” الأطفال يتعلمون تلك قواعد مجتمعهم ويستنبطون المعايير” وأضاف أيضا أن “بعض المعايير أسهل للتعلم من المعايير الأخرى كتعلم أن تكون أنانيا أسهل من تعلم الإيثار” .. وقد صرح المشارك في الدراسة بيتر بليك، عالم النفس في جامعة بوسطن في ماساتشوستس أن هنالك بعض القيود على هذه الدراسة. على سبيل المثال، لايعلم الفريق بشكل كافي عن الثقافات في الأماكن الأخرى ليخمن حول ماهي جوانب الثقافة في اللعب أو اذا كانت تصرفات الأطفال تعكس عدم المساواة الشاملة التي تسود بلادهم. وقد وافق جنسن مصرحا أن “اختيار الثقافات للدراسة كان متنوعا قليلا لذلك فمن غير الممكن تقديم ادعاءات أوسع على العوامل البيئية والاقتصادية التي يمكن أن تؤدي الى هذه النتائج” وأضاف أنه وبالنسبة لبعض البلدان، لديهم نقطة بيانات واحدة مثيرة للاهتمام- معامل جيني وهو مقياس تقريبي لعدم المساواة في الدخل في بلد ما،
ويمكن تسليط الضوء على كيفية إدراك الطفل لعدم المساواة؛ ومع ذلك فان الاختلاف في البيئات الصغيرة التي يعيش فيها الطفل سواء كان هو أو هي يعيشون في قرية صغيره من 500 شخص لايستطيعون الحصول على التلفاز أو في مدينة صاخبة حيث الثروة تدلك أكتافهم .. يجعل من الصعب القول كيف أن المساواة في الدخل الكلي لبلد ما يؤثر في الواقع على تجربة الطفل للمساواة. وصرح بليك “أنت بحاجه للذهاب لمدن أكثر محلية لتحديد ما هي تجارب انعدام المساواة” وأضاف “لا توجد هنالك مقاييس جيدة لانعدام تجربه المساواة لدى الاطفال”
المصدر: هنا
الترجمة غير جيدة نتمنى وضع رابط المقالات