العراق يمتلك تاريخا مميزا وفريد من نوعه. اسطنبول، روما، باريس، نيويورك، طوكيو– كلها مراكز للحضارة ترتقي ثم تقع، ولكن هناك بلد واحد فقط هو مهد الحضارة وهو ما نسميه اليوم، العراق.
منذ زمن طويل قبل أن يصبح هذا البلد على ما هو عليه الآن كان العراق معقلا للثقافة والإبداع. عندما غزا الإسكندر الأكبر العالم المعروف جعل من بابل مقر إمبراطوريته. وبعد 1000 عام من ذلك قام العباسيون ببناء بغداد لتكون عاصمة الإمبراطورية الإسلامية الواسعة، وخلال ال500 عام اللاحقة سادت بغداد كمركز للعلم وكانت أكثر المدن ازدحاما بالسكان في العالم آنذاك.
أماكن قليلة على كوكب الأرض (إن وجدت) لها تاريخ غني كالعراق والتالي الاختراعات الخمسة التي تثبت ذلك:
1- الإنسان الآلي
خلال القرن العاشر أشعل العلماء المسلمون الخيال في القرون الوسطى حيث وضع الأساس لأتمتة الآلات الهيدروليكية والإنسان الآلي، ثلاثة أشقاء كانوا معروفين باسم بنو موسى مؤلفو كتاب الحيل الذي يفصّل كيفية صناعة نوافير المياه الآلية والعازف الآلي وكذلك العقارب والثعابين الاصطناعية. اختراعهم الأشهر كان قد وجد في قصر الخليفة في بغداد وكانت شجرة اصطناعية رائعة بفروع ذهبية وفضية أذهلت زوار الديوان الملكي. كما قام الأخوة بتبطين الفروع بأوراق متعددة الألوان والتي تبدو متأرجحة في الرياح وأيضا هناك الطيور الاصطناعية التي ترفرف بأجنحتها وتغني.
2- علم الجبر
أحد الأباطرة المسلمين كلف محمد الخوارزمي بإثبات وجود الله من خلال الرياضيات. وردا عليه فقد طور الخوارزمي المفهوم الثوري لعلم الجبر. وسميت على الكلمة العربية “إعادة التكامل”. الجبر مهد الطريق للرياضيات المعقدة والتي تعتبر الأساس للحوسبة والهندسة ومعظم المجتمع الحديث. اسم الخوارزمي أيضا مشتق من الكلمة الانكليزية “خوارزمية”.
3- طب الأطفال
ينسب للطبيب محمد الرازي مجموعة واسعة من الإنجازات الطبية بما في ذلك طب الأطفال. كتابه أمراض الأطفال كان الأول من نوعه الذي عامل فيه أمراض الأطفال على أنها حقل مستقل من حقول الطب. كما كان الرازي أول من يفرق بين الحصبة والجدري على أنها أمراض منفصلة. كتابه في الأمراض ساعد في تطوير لقاح بدائي استخدم في الإمبراطورية العثمانية والذي ظل واحد من أكثر الأدلة الطبية مصداقية في أوربا حتى منتصف القرن الثامن عشر. كان الرازي معروفا بأنه رجل حنون، عالج الفقراء مجانا، كما ألفّ أول دليل طبي منزلي لعامة الناس ولأولئك الذين لا يستطيعون الحصول على الرعاية الطبية.
4- الكتابة
السومريون، سكان العراق السابقين، اخترعوا أول لغة مكتوبة منذ أكثر من 5000 عام، ظلت هذه اللغة والمعروفة باسم الكتابة المسمارية غير مفهومة حتى القرن التاسع عشر، عندما استطاع المستكشفون العراقيون والباحثون الأوربيون فك الرموز وقراءة اللغة لأول مرة منذ آلاف السنين. إنه من الصعب أن نبالغ بأهمية اللغة المكتوبة في التاريخ، ولكن الألواح المسمارية تحتوي أيضا على ثروة من المعلومات عن العالم القديم. وقد ترجم العلماء 5% من مليوني لوح مسماري موجود وهذا يعني أنه ما زال هناك الكثير لاكتشافه.
5- العطر
يعقوب الكندي، المولود في مدينة النجف العراقية والمعروف بأبي العطور والمؤلف لأكثر من 260 منشور في الهندسة والبصريات والفلسفة ونظرية الموسيقى والفلك والكيمياء. اهتماماته الواسعة أدت به إلى تأليف كتاب يضم أكثر من 100 وصفة في العطور والزيوت العطرية والأدوية. وكذلك فإن المنتجات كانت تصنع بفضل كتاباته المتقدمة في التقطير وتقنيات الكيمياء. كما كان الكندي أيضا رائدا في الوصفات الطبية والعلاج بالعقاقير بالإضافة إلى حساب الجرعات التي يحتاجها المريض خلال فترات ثابتة من الزمن.
ولا تتوقف قائمة الاختراعات عند هذا الحد بل تمتد لتشمل: العجلة، وأول تقويم دقيق، والخرائط، وعدد الثواني في الدقيقة وعدد الدقائق في الساعة، وأول سفينة شراعية وغيرها الكثير.
المصد: هنا