في الإسبوع المُـنصرِم رصد مسبار كيبلر [1] ما يُـحتمَـل أنَّها إشارة لوجود حضارة من المستوى الثاني، أي حضارة ذات منشئات ضخمة تستثمر الطاقة وتستخرجها من نجمٍ بعيد جدًّا (يبعد عنّا حوالي 1500 سنة ضوئيّة). إلتقَـطَ العلماء إشارات الضوء الصادرة عن هذا النجم الذي يحمل إسم “KIC 8462852” ، لكنَّ هذه الإشارات كانت غريبة؛ إذْ أنَّـها لا تتطابق مع حجم هذا النجم وعمره.
ولاحظ مُـحلّلوا بيانات مسبار كيبلر أنَّ هنالك ما يشبه أسرابًا كبيرةً جدًا متواجدة حول هذا النجم وتجعله مُـعتمًا، وهي ظاهرة غريبة لم يشاهدها العلماء من قَـبل، وتترك تكهُّـنات حول سر هذه الأسراب والمنشئات العملاقة التي تستطيع تعتيم نجم مثل هذا يشبه شمسنا.
قام العلماء بالنظر في باقي الإحتمالات لهذا اللغز وتدقيقها، فلربَّـما يكون ناتجًا من جرَّاء إصطدام كوكب أو مُـذنَّـب أو سحب وغيوم أو حلقات صخريّة، ولكن أيَّـأً من هذه الإحتمالات لم يكن دقيقًا. لذلك يقول العلماء أنَّـها ربَّـما تكون منشئات عملاقة لحضارةٍ كبيرةٍ تقوم بإستثمار طاقة هذه الشمس والإستفادة منها.
هذا النجم (وهو أكبر بما يعادل خمسين مرّة من شمسنا!)، وهذا يعني تضعيف إحتمال أن تكون هذه الطاقة ناتجة من مجرَّد إصطدام مُـذنَّـب أو سحب دخانية أو حلقات صخريّة، لماذا؟ لأنَّ العتمة حول هذه الشمس غريبة ومثيرة بشكلٍ عجيب.
هنالك مقياس يُـسمَّـى ب (مقياس كارداشيف) [2] لقياس مستوى التقدُّم التكنولوجي للحضارة إعتمادًا على مقدار استفادتها من الطاقة بمنظارٍ كوني:
المستوى الأوّل: الحضارة التي تستخرِج وتستثمر الطاقة من نفس كوكبها، كما هو الحال في الحضارة الإنسانية الموجودة على كوكب الارض.
المستوى الأوّل: الحضارة التي تستخرِج وتستثمر الطاقة من نفس كوكبها، كما هو الحال في الحضارة الإنسانية الموجودة على كوكب الارض.
المستوى الثاني: الحضارة التي تستثمر وتستخرِج الطاقة من شمسِها (أو نجمها).
المستوى الثالث: الحضارة التي تستثمر وتستخرِج وتستهلِك الطاقة من مجرَّتها.
ويعتبر العالم الروسي الفلكي ونائب رئيس معهد بحوث الفضاء الروسي كارداشيف أنَّ المستوى الثالث هو أعلى مستويّات الحضارة من الناحية التكنولوجية.
———-
• هوامش مهمّة ذات صِـلة بالموضوع:
[1] مسبار كيبلر (بالإنجليزية: Kepler probe): وهي مهمّة فضائيّة لناسا، حيث أُرسِـلَ المسبار إلى الفضاء من أجل استكشاف ما إذا كانت هنالك حياة أخرى في مجرَّة درب التبّانة، أُرسِـلَ المسبار في 6 مارس 2009 من القاعدة الجويّة في كيب كانافيرال. وسُـمِّـي المسبار كيبلر على إسم العالم الفلكي المعروف يوهانز كيبلر. والمسبار عبارة عن تلسكوب فضائي سوف يصل إلى مدار حول الشمس لمراقبة ورصد مساحات من الكون يُـعتقَـد أنَّـها تحتوي على ما يقرب من 100 ألف نجم شبيه بالشمس وللقيام كذلك بإلتقاط أضعف درجات الضود التي يمكن أن تكون قد صدرت من نجومٍ ما.
[2] مقياس كارداشيف (بالإنجليزية: ،Kardashev scale): هو طريقة لقياس مستوى التقدُّم التكنولوجي لحضارةٍ ما إعتمادًا على كمية الطاقة التي يمكن لتلك الحضارة استثمارها. هذا المقياس هو افتراضي فقط ولكنَّـه يضع استهلاك الطاقة في منظور كوني. وأُقتُـرِحَ لأوّل مرّة في عام 1964 من قِـبل عالم الفلك الروسي نيكولاي كارداشسيف. وقد تم اقتراح اضافات مختلفة للمقياس منذ ذلك الحين من مجموعة واسعة من مستويات الطاقة (أنواع V و IV) إلى استخدام مقاييس أخرى من الطاقة النقيّة.
المصادر: هـنا