نُشر في موقع ”ذي سينتيفك كميونيتي“ بتاريخ 4\3\2018.
ترجمة: ورد عرابي
مراجعة وتصميم: أحمد الوائلي
لكل شيء حدُّه الأقصى، حتّى اللغة الأنجليزية لديها حدودها، واحدة من هذه الحدود هي في الكلمات المستخدمة لوصف الأحجام الكبيرة. فكلمات مثل: (كبير، ضخم، عملاق) تكاد لاتكفي لوصف الهياكل العظمى التي يكتشفها ”علماء الفلك“ في أعماق الفضاء الشاسع. وبالتأكيد، فليس هنالك كلمات توصف أحدث أكتشافات علم الفلك الذي أطلق عليه أسم ”سور الزعيم العظيم“، وهو عبارةٌ عن ”عنقود مجرّي“ هائل الحجم، يقدّر حجمهُ بحوالي أكثر من مليار سنة ضوئية، الأمر الذي يجعله أكبر ”العناقيد المجرية“ التي تم أكتشافها حتى الآن.
أُطلق أسم ”الزعيم“ نسبة إلى مشروع مسح التذبذب الطيفي دون الذري*. وهو جُهدٌ دولي لرسم خريطة المجرات والكوازارات* التي تُشبه الحُزم الكونية المتشعبه منذ نشأة الكون. وبحسب تقارير ”جوشوا سوكول“ لمجلة ”نيو ساينتست“:
”يتألف الزعيم من 830 مجرة، طوقتها الجاذبية على شكل أربعة عناقيدَ متصلة بخيوط كثيفة من الغاز الساخن، حيثُ تبدو كأنها خلية عسل وُضِعت على هذا المسرح الكوني الهائل. وفي أعظم المقاييس، يتمثل الفضاء بكونه عبارةُ عن شبكة كونية من المادة المحاطة بالفراغ، وهذه “العناقيد المجرية” هي الخيوط الأكثر سماكةً في هذه الشبكة”.
طبقاً لما نُشر في مجلة ”علم الفلك والفيزياء الفلكية“ فإن ”الزعيم“ يبعد عن الارض بمسافة تتراوح ما بين الـ4.5 الى 6.5 مليار سنةٍ ضوئية، وتقدّر كتلتهُ بـ10 الاف ضعف كتلة مجرتنا ”درب التبانة“، ويعد أكبر بمرتين من ”سور سلووان العظيم“، وهو العنقود المجري صاحب الرقم القياسي الذي تم اكتشافه عام 2003. كما أنه يجعل كلاً من عنقود ”سي أف آي 2“ (المكتشف عام 1989) وعنقود ”لانياكيا“ (حيث تتواجد مجرتنا) يبدوان اقزاماً ضئيلي الحجم بالمقارنة مع ”الزعيم“.
لم يقتنع جميع الباحثين بأن ”الزعيم“ هو أكبر العناقيد الكونية في الكون المرئي. إذ يقول البروفيسور ”أليسون كويل“: ”أنا لا أفهم تمامًا لماذا يقومون بجمع كل هذه الأجزاء (المجرات والسُحب الغازية) ليطلقوا عليها وصف ”عنقود مجري“، هناك نقاط ضعف واضحة بالأنحناءات وعُقد الوصل المفقودة في هذه العناقيد، على سبيل المثال، كما في العنقود المجري المُسمى سور سلووان العظيم“.
في الواقع، ليس حجم العنقود ما يُعد الأهم، بقدر ما هو مساعدة الباحثين على فهم الفيزياء من وراء الأنفجار العظيم والمساعدة في رسم خارطة للكون وهيكليته. ومع استمرار هذه الأبحاث فمن غير المرجح أن يبقى ”الزعيم“ المتصدر بين أعظم العناقيد المجرية.
* BOSS=Baryon Oscillation Spectroscopic Survey.
* الكوازار = منطقة غازية ساخنة تُحيط بالثقب الأسود، وتُسمى أيضاً بالنجم الزائف.