نُشر على موقع ”فيز دوت أورغ“ بتاريخ: 23/7/2018
ترجمة: أحمد طريف المدرس
تدقيق: آلاء عبد الأمير
تصميم: مينا خالد
يعتبر القمر غير قابل لاستضافة الحياة في الوقت الراهن، لكن لربما تواجدت حياة على سطحه في الماضي البعيد.
في الواقع، قد تكون هناك فرصتين لوجود الحياة على القمر، وفقاً لدراسة متوفرة على الإنترنت حالياً في دورية علم الأحياء الفلكية ل ”ديرك شولتز ماكوش“ وهو عالم فسيولوجي أسترالي في جامعة ولاية واشنطن.
يقول ”شولتز ماكوش“ و“إيان كروفورد“ أستاذ علوم الكواكب والأحياء المائية في جامعة لندن، إن الظروف على سطح القمر كافية لدعم أشكال الحياة البسيطة بعد فترة قصيرة من تشكل القمر من قرص حطام قبل 4 مليارات سنة، ومرة أخرى خلال ذروة النشاط البركاني القمري منذ حوالي 3.5 مليار سنة. خلال كلتا الفترتين، يعتقد علماء الكواكب أن القمر كان يطلق كميات كبيرة من الغازات المتطايرة فائقة السخونة، بما في ذلك بخار الماء.
كتب ”شولتز ماكوش“ و“كراوفورد“ أن هذا الغاز يمكن أن يكون قد شكل بركاً من الماء السائل على سطح القمر وأجواءً كثيفة بما يكفي لإبقائه سائلاً لملايين السنين. وقال ”شولتز ماكوش“: ”إذا كانت المياه السائلة قد ترافقت بجو مناسب في بدايات تشكل القمر لفترات طويلة، نعتقد أن سطح القمر سيكون على الأقل قابلاً لتشكل حياة عابرة“.
مكونات للحياة
يعتمد عمل ”شولتز ماكوش“ و“كراوفورد“ على نتائج البعثات الفضائية الأخيرة والتحليلات الحساسة للصخور القمرية وعينات التربة التي تظهر أن القمر ليس جافاً كما كان يعتقد سابقاً. فبين عامي 2009 و 2010، اكتشف فريق دولي من العلماء مئات الملايين من الأطنان من الجليد المائي على القمر. بالإضافة إلى ذلك، هناك أدلة قوية على وجود كمية كبيرة من المياه في القمر والتي يُعتقد أنها قد أودعت في وقت مبكر جداً أثناء تشكّل القمر. ومن المرجح أيضاً أن يكون القمر في وقت مبكر محمي بحقل مغناطيسي يمكن أن يحمي أشكال الحياة على السطح من الرياح الشمسية المميتة.
ميكروبات تسافر في الفضاء
وبحسب ”شولتز ماكوش“ إن الحياة على القمر يمكن أن تكون قد نشأت بشكل مشابه لنشأتها على الأرض، لكن السيناريو الأكثر احتمالاً هو أنه قد تم إدخالها عن طريق نيزك. إذ يأتي أقرب دليل على الحياة على الأرض من أحافير البكتيريا الزرقاء التي يتراوح عمرها بين 3.5 و 3.8 مليار سنة. خلال هذا الوقت كان النظام الشمسي تحت تأثير النيازك المتكررة والعملاقة. ومن الممكن للنيازك التي تحتوي على كائنات بسيطة مثل البكتيريا الزرقاء أن تنطلق من سطح الأرض وتهبط على سطح القمر.
وعن هذا الأمر يقول ”شولتز ماكوش“: ”يبدو أن القمر كان صالحاً للسكن في ذلك الوقت. يمكن أن تكون هناك بالفعل ميكروبات ازدهرت في برك المياه على سطح القمر قبل أن تجف“.
المحاكاة القمرية
يقر ”شولتز ماكوش“ أن تحديد ما إذا كانت الحياة قد نشأت على القمر أو تم نقلها من مكان آخر ”هي مسألة لا يمكن البتّ بشأنها إلا من خلال برنامج مستقبلي لاستكشاف القمر“.
فواحدة من المهام الرئيسية لأي مهمة فضائية مستقبلية هي الحصول على عينات من رواسب من فترة النشاط البركاني المرتفع، لمعرفة ما إذا كانت تحتوي على الماء أو أي علامات محتملة أخرى للحياة.
وبالإضافة لذلك، يمكن إجراء تجارب في بيئات قمرية محاكية على الأرض وعلى محطة الفضاء الدولية لمعرفة ما إذا كانت الكائنات الحية الدقيقة تستطيع البقاء على قيد الحياة في ظل الظروف البيئية التي يُتوقع أنها تواجدت في بدايات القمر.
المقال باللغة الإنجليزية: هنا