كيف لقومية اللقاح أن تطيل من عمر الوباء؟

تقديم: جايد ويلسون

بتاريخ:3/8/2020

ترجمة : رهام عيروض بصمه جي

تدقيق: ريام عيسى

تصميم الصورة: حسن عبدالأمير

 

 

 يستلزم السباق الجاري من قِبل مطوري اللقاحات في أكثر من ثلاثين بلداً لاكتشاف لقاح لفايروس كوفيد-19 تعاوناً بين البلدان عبر الحدود ومنافسة شديدة الوطأة.

تسعى بعض البلدان مستخدمةً ميزانية أبحاثها حجز أكبر كمية من مستلزمات اللقاح في حال أثبتت اللقاحات التجريبية فعاليتها.

حذّر أخصائيو الصحة العامة أنه قد تطول مدة الوباء بسبب منع اللقاحات الأكثر كفاءة للوقاية من الفايروس بسبب النزعة القومية للقاح.

 

من المسؤول عن هذه الممارسات القومية للقاح؟

خصصت الولايات المتحدة مليارات الدولارات لدعم شركات انتاج اللقاحات كجزء من عملية (وارب سبيد) التي تهدف إلى تطوير الإجراءات المضادة لفايروس كوفيد-19 مع أولوية توفير الحماية للشعب الأميركي أولاً.

وقد قام المسؤولون بدفع سلفة لمئات الملايين من جرعات اللقاح في حال أثبت اللقاح فعاليته بهدف توفير تغطية شاملة لكافة الشعب الأميركي بحلول كانون الثاني من عام 2021, وكان هذا بالتنسيق مع الحكومة الأميركية التي قامت بشراء 500.000 جرعة من عقار ريمدسفر لعلاج كوفيد-19 وتعتبر هذه الكمية كامل انتاج الشركات المصنعة لشهر تموز و90% من انتاج شهر آب وأيلول.

 

من بالإضافة إلى الولايات المتحدة؟

قامت المملكة المتحدة قبل الولايات المتحدة بحجز أكبر عدد ممكن من جرعات لقاح كوفيد-19 لكل فرد في المملكة. كما عقدت صفقة مع شركتي GlaxoSmithKline PLC  و Sanofi لما يصل إلى 60 مليون جرعة.

تقوم جامعةSerum  في الهند بتطوير واحد من اللقاحات المرشحة لمجابهة الفايروس وقد أشارت أن الدفعة الأولية الناجحة من اللقاح سيتم توزيعها ضمن الهند.

كما حاولت اليابان احتكار لوازم اللقاح حيث عقدت صفقة مع شركتي Pfizer Inc و BioNTech SE  ب 120 مليون جرعة من اللقاح الذي تسعى لتطويره.

سجلت كل من ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وسويسرا عقد أولي لطلبية مسبقة من اللقاح مع شركة  AstraZeneca وستغطي هذه الطلبية كافة أفراد الشعب الأوروبي.

 

الخطوات نحو انتاج اللقاح

السباق نحو انتاج لقاح لكوفيد-19 يمر بعدة مستويات.

لقاحات فايروس كورونا التجريبية وما يحرزه من تقدم لغاية تاريخ 6 تموز تبعاً لمنطقة مطوري اللقاح.

آسيا        أوروبا           شرق أميركا          بلدان أخرى 

الاكتشاف

ابتكر العلماء اللقاحات التجريبية من العوامل المسببة للمرض (تم تقليص المدة الزمنية في فايروس كورونا من 2-5 سنوات إلى عدة أشهر)

 

ما قبل السريرية

يقوم الباحثون بإثبات فعالية اللقاح على المناعة والأنسجة والخلايا المزروعة وعلى الحيوانات (يستغرق ذلك من سنة إلى سنتين)

 

سريرياً

يصرح المنظمون بالموافقة على تجربة اللقاحات المرشحة على البشر (عادة في شهر)

المرحلة2 يتم الاختبار على عدة مئات من المتطوعين مع فحص استجابة جهاز المناعة(من سنتين إلى ثلاث سنوات)	المرحلة1/2 يقوم المطورون بدمج مرحلتين للحصول على نتائج أسرع (عادة سنتين)	المرحلة 1 يتم اختبار اللقاح على 20 إلى 100 متطوع فقط (عادة سنتين)
التصنيع تبدأ كميات هائلة من اللقاح في الإنتاج والتوزيع	الموافقة تمنح الموافقة من قبل السلطات المنظمة على استخدام اللقاح (عادة سنتين)	المرحلة الثالثة يتم اختباره على مئات أو آلاف المتطوعين للأمان والفعالية (من 5 الى 10 سنوات)

 

المصدر منظمة الصحة العالمية بقلم Bloomberg

 

هل تستطيع البلد المنتجة للقاح ضمان التغطية الأولى له؟

يبدو أن الأهم مِن مَن قام باستثمار اللقاح أين تم تصنيعه؟

تحضر شركات الأدوية نفسها لإمكانية أن الحكومة التي سوف تقوم بتصنيع اللقاح سوف تطالب بجرعات كافية لتغطية كل شعبها قبل أن تسمح بتصديره.

وسيكون ذلك حدثاً غير مسبوق هذا العام مع الانتشار الواسع للوباء فقد قامت أكثر من 90 ولاية وإقليم بوضع قيود على الصادرات من الأدوية والمعدات الطبية ومع توقع إيقاف التصدير بشكل كامل يعمل مطورو اللقاح على بناء مرافق تصنيع موازية في عدة بلدان ولكن هذا سيكون مكلفاً جداً وقد يسبب أزمات مالية كبيرة لأن معظم تجارب اللقاح لا تعطي نتائج ناجحة.

وقد فاوضت الحكومة الأميركية على أن تكون معظم المعامل ضمن الولايات المتحدة وجاء ذلك شرطاً على موافقتها على تمويل مطورو اللقاح.

 

متابعة حالة كوفيد-19

212.487 إصابة جديدة سجلت حول العالم في 16 آب

775.999 حالة وفاة سجلت حول العالم

75.711 إصابة جديدة سجلت في الهند

-1% التغير في مؤشر MSCI للأسهم العالمية منذ اغلاق ووهان في 23 يناير

5.4% تعقب الناتج المحلي الإجمالي العالمي (سنوياً)

 

من سلك نهجاً مختلفاً؟

وضعت ثلاث مجموعات برنامجاً يهدف إلى توزيع اللقاح الذي اثبت نجاحه بشكل عادل إلى جميع أنحاء العالم وهذه المجموعات هي منظمة الصحة العالمية وائتلاف ابتكارات التأهب للأدوية -التي تعمل على تطوير لقاح جديد- وGavi  وهي منظمة عالمية غير ربحية تركز على توصيل اللقاح.

واطلقت اسم COVAX على هذا البرنامج وطلبت من الدول ذات الدخل المرتفع استثمار 18 مليار دولار في 12 لقاحاً تجريبياً وأكدت على ضمان الوصول المبكر للقاح الناجح إلى جميع أنحاء العالم عند توفر الجرعات.

ولأن كل لقاح قد يواجه القدر نفسه من الفشل يعتبر هذا النداء موجه بالأخص للدول الغنية للمراهنة على مجموعة متنوعة من اللقاحات المحتملة.

تعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ على أن يجعل أي لقاح فعال ضد فايروس كورونا يتم انتاجه في الصين قابل للوصول عالمياً وبسعر معقول باعتبارها منفعة عامة.

 

ماهي الاحتمالات المطروحة من هذه المناهج؟

أبدت أكثر من 70 دولة اهتمامها للانضمام إلى Covax  ولكن لم تقم أي دولة بالانضمام الرسمي بعد.

دعت الخطة الدول المانحة للالتزام عند نهاية شهر آب وتسديد 15%من 18 مليار دولار. رفضت كل من الولايات المتحدة والهند وروسيا المشاركة.

واحدة من القضايا المتعلقة حول الوعد الصيني بمشاركة أي لقاح تقوم بتطويره هي ضمان الجودة حيث أن للصين سمعة عالمية سيئة بعد فضيحة عام 2018 عندما تم كشف حالات عن قيام بعض صناع اللقاحات الصينيون بقطع زوايا من الإنتاج فبعد هذه الحادثة سنت بكين قوانين جديدة فارضةَ غرامات باهظة لضبط هذه الصناعة.

 

ما هو على المحك؟

تبني عدة دول قانون (النأي بالنفس ) يقلل من احتمالية وصول اللقاح إلى الدول الأخرى ويرفع من سعره تاركين الدول الفقيرة في وضع حرج.

وما يثير القلق أن العالم يعيد ما حدث في آخر وباء عام 2009-2010 عندما قامت الدول الغنية بشراء كل المستلزمات المتوفرة للقاح فايروس H1N1 .

إن قضية من سيصل للقاح أولاً وكم سوف يدفع مقابله سوف يكون له عواقب على العلاقات الدولية في المستقبل مع احتمالية أن تصبح اللقاحات سبباً للنزاعات السياسية.

يقول اخصائيو الصحة العالمية سوف تتم السيطرة على الوباء بشكل أسرع اذا ما تم نشر اللقاح بأكثر الطرق فعالية على أن تذهب الجرعات الأولى من اللقاح إلى الفئات المعرضة للخطر بشكل أكبر حول العالم مثل العاملين في القطاع الصحي وطاقم التمريض وكبار السن عوضاً عن ذهابه إلى كامل سكان الدول الغنية.  

المصدر: هنا