بقلم: ستيفن جونسن
بتاريخ: 12/شباط/2020
ترجمة: رهام عيروض بصمه جي
تدقيق: ريام عيسى
تصميم الصورة: امير محمد
وجدت دراسة حديثة أن تحفيز منطقة معينة من الدماغ الأمامي للقِرَدة قد أعاد لها الوعي بعد تخديرها.
- حفّز العلماء كهربائياً دماغ قِرَدة المكاك في محاولة لتحديد المناطق المسؤولة عن الوعي.
- تم تخدير القردة, وكان الهدف من ذلك رؤية ما اذا كان تحفيز منطقة معينة من الدماغ سيوقظها.
- يبدو أن المهاد الجانبي المركزي في الدماغ الأمامي من ضمن “الحد الأدنى للأليات” الضرورية للوعي.
اقترحت دراسات حديثة أن جزء صغير من الدماغ يلعب دوراً أساسياً في إعادة الوعي, هذا سيمكننا يوماً ما في ايقاظ الناس من الغيبوبة ومعالجة اضطرابات الوعي والتأكد من إبقاء المريض في وضعية التخدير أثناء العمليات الطويلة.
وكانت دراسة سابقة قد استنتجت أن مناطق معينة في الدماغ مثل القشرة الجدارية والمهاد لها دور هام في الوعي, ولكن في هذه الدراسة التي نشرت الأربعاء في Neuron)) استخدم العلماء أقطاب كهربائية لتحفيز مناطق مختلفة من الدماغ لقرديّ ماكاك حيث يعتبر دماغ المكاك مطابق تماماً للدماغ البشري مما يجعله نموذجاً مثالياً لدراسة “محركات الوعي”.
قام فريق من العلماء بتحفيز أدمغة القردة في عدة حالات لها أثناء الاستيقاظ وأثناء النوم وأثناء تخديرها, ولكن بخلاف الدراسة السابقة تم تسجيل النشاط من مناطق متعددة في الدماغ في ذات الوقت في محاولة لإيجاد المناطق التي تقود الوعي.
يقول المؤلف الرئيسي للدراسة والأستاذ المساعد في جامعة ويسكونسن ل(سيل برس)Cell Pressيوري سلمان:
“قررنا تجاوز النهج الكلاسيكي للتسجيل من منطقة واحدة ولوقت محدد والتسجيل من مناطق متعددة في ذات الوقت لرؤية كيف ستتم الاستجابة على كامل شبكة الدماغ”
وكان الهدف تحديد “الآلية الدنيا ” المسؤولة عن الوعي ولتحقيق ذلك اختبر الباحثون اذا ما كان تحفيز مناطق معينة في الدماغ ستوقظ القردة من التخدير.
صممت الأقطاب الكهربائية خصيصاً لمحاكاة أنشطة الدماغ المختلفة التي اظهرها القرد في حالة اليقظة.
” هذا ما يسمح لنا بالتأثير المباشر بالوعي وتسجيل التغيرات في الاتصال والمعلومات المتدفقة مع درجة عالية من النوعية المكانية والزمانية.”
هذا ما قاله ميشال ريدينباو المؤلف المشارك في الدراسة والباحث في جامعة وسكونسن في ماديسون ل (Inverse).
استيقظت القردة عندما قام الفريق بتحفيز منطقة من الدماغ تدعى المهاد الجانبي المركزي الواقعة في الدماغ الامامي ففتحت أعينها ورمشت وكانت قادرة على التواصل, وقامت بتعابير بوجهها, وأظهرت علامات حيوية متغيرة.
قال سلمان لـ(Cell Press):”لاحظنا أننا استطعنا ايقاظ الحيوانات عند تحفيز هذه المنطقة الصغيرة من الدماغ وإعادة جميع النشاطات العصبية التي نراها في قشرة الدماغ أثناء اليقظة, لقد تصرفت كما لو كانت مستيقظة, ولقد فقدت الحيوانات وعيها بعد إيقاف التحفيز مباشرة.”
كما قال ديدينباو لـ(Inverse): “تعمل هذه المنطقة في الدماغ وظيفة ( محرك الوعي).”
بالرغم من أن الدراسة السابقة أظهرت أن التحفيز الكهربائي يمكن أن يثير دماغ الحيوانات والبشر إلا أن الدراسة الحديثة متميزة لكونها أظهرت التفاعلات العصبية الضرورية للحد الأدنى للوعي.
يقول ريديبناو لـ(Inverse) :” جرت العادة أن لا يترك لنا العلم مجالاً للابتهاج, ولكن في تلك اللحظة كل من كان في الغرفة بدا سعيداً للغاية .”
تطبيقات مستقبلية
يقول الفريق أن النتائج يمكن أن يكون لها الكثير من التطبيقات لكنها ما زالت بحاجة إلى الكثير من البحث.
وقال ريدنبو لـ(Cell Press): “الدافع الرئيسي للبحث هو مساعدة الناس الذين يعانون من اضطرابات في الوعي لعيش حياة أفضل. علينا أن نفهم الحد الأدنى من الآليات الضرورية أو اللازمة للوعي لنتمكن من استهداف الجزء الصحيح من الدماغ سريرياً.
يمكننا إستخدام تلك الأنواع من أقطاب تحفيز الدماغ العميق لإفاقة الناس من الغيبوبة. نتائجنا يمكن أن تساعد أيضاً في مراقبة المرضى أثناء التخدير السريري للتأكد أنهم فاقدين للوعي بشكل أمن.”
المصدر: هنا