كتبه لموقع “بيغ ثينك”: بول راتنر
نشر بتاريخ: 10/6/2018
ترجمة: ياسر منهل
تدقيق: أمير صاحب
تصميم الصورة: أسماء عبد محمد
قد يكون الزواج شراكة رائعة بين شخصين تدوم مدى الحياة تتوج في الغالب بإنجاب أطفال وخلق تجربة مشتركة وصحة أفضل وسعادة غامرة لكلا الزوجين. وقد ينتج أيضاً عن الزواج انقسام بين الشريكين يقود للطلاق ويترك جرحاً نفسياً فيهما وفي اطفالهما مدى الحياة ويؤدي للشعور بالعزلة، وهي السمة الغالبة لأكثرية سكان البلد. فـ 47% من الاميركيين لا يملكون علاقات ذات مغزى مع أصدقاء أو عائلة يمارسونها بصورة يومية، وذلك حسب ما نشر في استطلاع للرأي أجرته شركة (سيغان) للتأمين والتي تنشط في جميع ارجاء امريكا.
ومن أجل جعل الزواج يستمر للأبد يستدعي ذلك أمرين مهمين الا وهما العمل، وفهم حالات المد والجزر التي يمر بها الزواج، علماً أن حالات المد والجزر هذه تعتبر جزءاً من أي علاقة. ووفقاً لدراسة حديثة بعنوان “تغير الشخصية بين المتزوجين حديثاً” قام بها باحثون من جامعة جورجيا وجامعة كاليفورنيا، بَينت أن تحقيق الرضى بين الزوجين يستدعي أيضاً فهم كيفية التغير الحتمي في شخصية كلا الزوجين بمرور الوقت. فقد وجد العلماء أن التغير يبدأ فوراً مع بدء الزواج، إذ يتكيف الشريكين للعب دورهما الجديد. وأبرز اختلاف يحصل بعد الزواج يتمثل في أن الزوج والزوجة يصبحان أقل مقبولية.
وقد تبين من خلال دراسة أجريت على 169 زوج طبيعيين (ليسوا مثليين) على مدى 18 شهر بعد الزواج لوحظ بعض الاختلافات الواضحة. فقد أصبح الأزواج أكثر وعياً في حين أن الزوجات أصبحن أقل اكتئاباً وضجراً ويبدين انفعالات عصبية أقل. وبالنسبة للأزواج فإن هذه الاختلافات جاءت نتيجة العمل بجد أكثر والسعي ليكونوا أكثر مسؤولية. وكانت الزوجات أقل استجابة للاضطرابات العاطفية بسبب شعورهن بأمان اكثر في علاقتهن الدائمة.
من جهة أخرى أصبح الأزواج أقل انفتاحاً في علاقاتهم الاجتماعية مفضلين قضاء المزيد من الوقت في المنزل. وكذلك أصبح كلا الزوجين أقل صبرًا مع بعضهم البعض وأكثر اختلافاً. وسبب ذلك الاختلاف يعود إلى انه في حال انتهاء فترة الخطوبة بين الحبيبين، تعود العادات القديمة للزوجين بالظهور على شخصيتيهما. ووفقاً لنظرية جاءت في أحد الكتب التي تتناول موضوع اصلاح العلاقات الزوجية والذي حقق أعلى مبيعا لمؤلفه “هارفيل هيندريكس” تحت عنوان (الحصول على الحب الذي تريده)، يقول “دايفيد وودفيلو”، استاذ الفلسفة والمختص في علاج العلاقات الزوجية: “هنالك مراحل للزواج، إذ يبدأ الزواج بالمرحلة الأولى والتي تسمى الحب الرومانسي، حيث يسعى الطرفين لإبراز افضل ما لديهم، ثم بعد هذه المرحلة الأروع تأتي مرحلة الصراع على السلطة إذ تبدو الحياة في هذه المرحلة أكثر قلقاً حيث يقوم الزوجان بإظهار أسوء ما في شخصيتهما”.
إن هدف الزواج الجيد والناجح يتلخص في اجتياز مرحلة صراع فرض السلطة الحتمي بين الزوجين للوصول إلى الحب الحقيقي. وان كنت تتساءل عن متوسط فترة الزواج الذي ينتهي بالطلاق في امريكا فانه يستمر لـ 8 سنوات. وحسبما اظهرت هذه الدراسة الجديدة فان تشخيص الطريقة التي تتعامل بها مع التغيرات الحاصلة بعد الزواج من دون الانزلاق الى صراع فرض السلطة قد يكون هو الحل الوحيد الذي يبقي الزواج مستمراً للأبد.
نُشرت الدراسة في مجلة علم النفس التطويري ويتكون فريق البحث من “جستن أز لافنر” و”براندون ويس” و”جوشوا د. ميلير)”من جامعة جورجيا، بالإضافة إلى “بينجامين ر. كارني” من جامعة كاليفورنيا في لوس انجلس
المقال باللغة الإنجليزية: هنا