كتبه لموقع “لايف هاك”: لانا ونتر-هيربرت
نشر بتاريخ: 18/10/2018
ترجمة: سارة الأعرجي
تدقيق ومراجعة: نعمان البياتي
تصميم الصورة: أسماء عبد محمد
متى كانت آخر مرة قرأت فيها كتاباً، أو مقالاً حقيقياً في مجلة؟ أم إن محور قراءتك اليومي يقتصر على تغريده في توتير أو مقالة على الفيس بوك، أو حتى بعض الإرشادات المكتوبة على علبة طعامك.
إذا كنت واحداً من عدد غير محدود من الناس الذين لا يصنعون عادة يومية منتظمة للقراءة، فقد فاتك الكثير!
للقراءة عدد كبير من المنافع وهنا سنذكر 10 منها:
1- التحفيز الذهني:
أظهرت الدراسات أن البقاء مُحفَزاً ذهنياً يمكن أن يبطئ (أو حتى يمنع) ظهور الزهايمر أو أمراض فقدان الذاكرة، لأن الحفاظ على دماغك نشطاً ومشغولاً يمنعه من فقدان الطاقة.
تماماً مثل أي عضلة أخرى في جسدك يتطلب الدماغ الممارسة للحفاظ عليه قوياً وصحياً، لذلك كانت العبارة “استخدمه أو اخسره” مناسبة تماماً عندما يتعلق الأمر بعقلك؛ كما وُجد أن حل الألغاز والألعاب مثل الشطرنج مفيدة في التحفيز المعرفي.
2- الحد من التوتر:
لا تهم كمية التوتر التي لديك من العمل، علاقاتك الشخصية، أو عدد غير محدود من القضايا التي تواجهها يومياً، كل ذلك يذهب بعيداً عندما تُغرق نفسك في قصة عظيمة، فرواية كُتبت بشكل جيد يمكن أن تنقلك إلى عوالم أخرى، في حين إن مقالة جذابة يمكنها أن تشتتك وتضعك في اللحظة الحالية، مما يجعل توترك يذهب بعيداً ويسمح لك بالاسترخاء.
3- المعرفة:
كل ما تقرأه يملأ رأسك بشيء جديد من المعلومات، ولا تعرف أبداً متى قد تكون هذه المعلومات مفيدة.
كلما ازدادت معرفتك، أصبحت أفضل وأكثر جاهزية للتعامل مع أي تحدٍ تواجهه، ثم فكر بالأمر بالشكل الآتي: إذا وجدت نفسك في ظروف عصيبة، تذكر أنه على الرغم من أنك قد تفقد كل شيء -عملك وممتلكاتك، وأموالك وحتى صحتك – لكن لا يمكن أبداً لأحد أخذ المعرفة منك.
4- توسيع مفرداتك:
هذا ينطبق على ما ذُكر أعلاه:
كلما قرأت أكثر كلما ازداد عدد الكلمات التي تتعرض لها، وستجعلها تشق طريقها إلى مفرداتك اليومية؛ أن تكون متكلماً فصيحاً يساعدك في أي مهنة، ومعرفة أن بإمكانك التحدث بثقة أعلى بالنفس تعطيك دفعة هائلة لتقدير ذاتك.
الأشخاص الذين يقرأون جيداً ويتحدثون بشكل جيد لديهم إطلاع ومعرفة على موضوعات متنوعة يميلون إلى الحصول على ترقيات بسرعة أكبر (وأكثر في كثير من الأحيان) من أولئك الذين لديهم مفردات أقل وعدم إلمام بالأدب والأفكار العلمية الحديثة والأحداث العالمية.
كما أن قراءة الكتب مهمة جداً لتعلم لغات جديدة، إذ إن المتحدثين -بغير لغتهم الأم- يتعرضون لكلمات مستخدمة في السياق اللغوي مما يؤدي إلى تحسين مهاراتهم في التحدث والكتابة.
5- تحسن في الذاكرة:
عندما تقرأ كتاباً عليك تذكر مجموعة متنوعة من الشخصيات وخلفياتها وطموحاتها وتاريخها، وفوارقها الدقيقة، بالإضافة إلى المنعطفات والمؤامرات الفرعية التي تخترق كل قصة.
هذا أمر يستحق التذكر، وأدمغتنا مذهلة ويمكنها تذكر كل هذه الأشياء بسهولة نسبياً؛ بشكل مثير للدهشة كل ذاكرة جديدة تقوم بإنشائها تقوم بتكوين مشابك جديدة (مسارات دماغية) وتقوية الموجودة سابقاً، والتي تساعد في استرجاع الذاكرة على المدى القصير وكذلك استقرار الحالة المزاجية، أليس هذا رائعاً؟
6- تقوية مهارة التفكير التحليلي:
هل سبق أن قرأت رواية غامضة مذهلة، وحللت اللغز قبل الانتهاء من الكتاب؟ إذا كان الأمر كذلك فقد تمكنت من وضع التفكير النقدي والتحليلي في العمل عن طريق ملاحظة جميع التفاصيل المقدمة وفرزها لتحديد عقدة الحل.
هذه القدرة نفسها على تحليل التفاصيل تأتي في متناول اليد عندما يتعلق الأمر بالمؤامرة وتحديد ما إذا كانت القطعة مكتوبة بشكل جيد، وإذا كانت الشخصيات قد تم تطويرها بشكل جدي يتلاءم مع أحداث الرواية بسلاسة… الخ.
وفي حال كانت هنالك فرصة لمناقشة الكتاب مع آخرين، فستتمكن من توضيح آرائك بوضوح، لأنك أخذت الوقت الكافي للتفكير في كل الجوانب.
7- تحسن في التركيز:
في عالمنا المليء بالإنترنت، يتم لفت الانتباه في مليون اتجاه مختلف في آن واحد بينما نقوم بمهام متعددة خلال اليوم؛ في مدة 5 دقائق، يقسم الشخص العادي وقته بين العمل في مهمة والتحقق من البريد الإلكتروني والدردشة مع شخصين (عبر برامجيات الدردشة، سكايب، الخ)، ومراقبة تويتر ومراقبة هواتفهم الذكية، والتفاعل مع زملاء العمل، ويتسبب هذا النوع من السلوك الشبيه باضطراب ADD في ارتفاع مستويات التوتر، ويقلل من إنتاجيتنا.
عندما تقرأ كتاباً، يتركز كل اهتمامك على القصة، ويمكنك الانغماس في كل التفاصيل الدقيقة التي تستوعبها؛ جرب القراءة لمدة 15 إلى 20 دقيقة قبل العمل (أي في تنقلاتك الصباحية، إذا كنت تستقل وسائل النقل العام) وستفاجأ بكمية تركيزك عندما تصل إلى المكتب.
معلومات إضافية: إذا وجدت أن بقائك مُركزاً ومحاولة تحسين تركيزك صعبة، فمن المحتمل أنك تفعل ذلك بشكل خاطئ.
8- مهارات كتابية أفضل:
هذا يسير جنبا إلى جنب مع التوسع في المفردات الخاصة بك: إن التعرض لأعمال مكتوبة، ومكتوبة بشكل جيد له تأثير ملحوظ على الكتابة الذاتية، إذ إن مراقبة التلاؤم والسيولة وأنماط الكتابة للمؤلفين الآخرين سوف تؤثر بشكل دائم على عملك؛ بنفس الطريقة التي يؤثر فيها الموسيقيون على بعضهم البعض، ويستخدم الرسامون التقنيات التي وضعها أساتذة سابقون، يتعلم الكُتّاب كيفية صياغة النثر عن طريق قراءة أعمال الآخرين.
9- الطمأنينة:
بالإضافة إلى الاسترخاء الذي يصاحب قراءة كتاب جيد، فمن الممكن أن الموضوع الذي تقرأ عنه يمكن أن يحقق السلام الداخلي الهائل والهدوء، قراءة النصوص التي تلامس الروح تساعد في خفض ضغط الدم وإحساس غامر من الهدوء، في حين أن قراءة كتب التنمية الذاتية أظهر أنها تساعد الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات مزاجية معينة وأمراض عقلية خفيفة.
10- ترفيه مجاني:
على الرغم من أن الكثير منا يحبون شراء الكتب حتى نتمكن من وضع تعليقاتنا عليها وطي الصفحات للرجوع إليها في المستقبل، إلا أنها يمكن أن تكون باهظة الثمن؛ بالنسبة إلى وسائل الترفيه ذات الميزانية المنخفضة، يمكنك زيارة مكتبتك المحلية والاستمتاع بعدد لا يحصى من المقاعد المتوفرة مجاناً تحتوي المكتبات على كتب حول كل شيء يمكن تخيله، وبما أنها تقوم بتدوير مخزونها وتحصل باستمرار على كتب جديدة، فلن تنفد أبداً من مواد القراءة، أما إذا كنت تعيش في منطقة لا تحتوي على مكتبة محلية، أو إذا كنت تعاني من إعاقة في الحركة ولا يمكنك الوصول إليها بسهولة، فمعظم المكتبات بها كتب بتنسيق PDF أو ePub، إذ يمكنك قراءتها على جهاز القارئ الإلكتروني أو جهاز آيباد أو شاشة الكمبيوتر.
هناك أيضًا العديد من المصادر على الإنترنت حيث يمكنك تنزيل الكتب الإلكترونية المجانية، لذلك عليك البحث عن شيء جديد لقراءته! هناك نوع من القراءة لكل شخص متعلم على هذا الكوكب، وما إذا كان مذاقك يكمن في الأدب الكلاسيكي، أو الشعر، أو مجلات الموضة، أو السير الذاتية، أو النصوص الدينية، أو كتب البالغين، أو أدلة المساعدة الذاتية، أو روايات الشوارع، أو الروايات الرومانسية، هناك شيء في الخارج لإثارة فضولك وخيالك، ابتعد عن جهاز الكمبيوتر الخاص بك لفترة قصيرة، وافتح باب كتاب، وجدد روحك لبعض الوقت.
المقال باللغة الإنجليزية: هنا