على الرغم من أن التصنيفات العالمية للجامعات مسألة خلافية، بسبب إعتراض بعض الخبراء على المعايير التي يتم إعتمادها في مثل هذه التصنيفات، وإتهام البعض لها بأنها مادية وربحية، أو أنها تركز على البنى التحتية وتهمل قياس مستوى جودة التعليم، إلا إن الكثير منها تحمل مصداقية كبيرة وتحاول التوفيق بين قياس جودة التعليم وجودة الخدمات الجامعية والسمعة العلمية لتلك المؤسسات. ويعتقد البعض بأن هذه التصنيفات تحبط الدول النامية – التي تخصص نسبة ضئيلة من الدخل القومي للإنفاق على التعليم والبحث العلمي – حيث قد تقدم تلك الدول على ضخ كل تلك المخصصات المالية المحدودة أصلاً على جامعة كبيرة في العاصمة بهدف تطويرها وإدخالها في التصنيفات وتهمل بقية الجامعات التي تخدم أعداداً كبيرة من الطلاب في المدن الأخرى. وأياً كانت وجهات النظر المؤيدة أو المعارضة لمصداقية هذه التصنيفات أو النفع الذي تعود به على مستوى التعليم فإننا سنستعرض معكم نتائج التنصيف الإقليمي للجامعات QS الذي صدر في حزيران/ يونيو لعام 2016.
سأتناول هنا مناقشة نتائج التصنيف الإقليمي لدول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على وجه الخصوص. إعتمد هذا التصنيف للجامعات على مستوى المنطقة على المعايير التالية:
1- السمعة الأكاديمية للجامعة (30% من النقاط): ويعني ذلك سمعة الجامعة في الأوساط الأكاديمية في المنطقة وذلك بذكر أساتذة من مختلف الدول لأسماء جامعات يعتقدون بأنها ذات شأن كبير في مجال إختصاصهم.
2- سمعة الجامعة لدى أرباب العمل (20% من النقاط): ويعني ذلك ثقة أرباب العمل بخريجي هذه الجامعات.
3- نسبة أعضاء هيئة التدريس إلى الطلاب (20% من النقاط).
4- التأثير الإلكتروني للجامعة (10% من النقاط) ويظهر تقييم المواقع ومدى إلتزام الجامعة بالإنخراط العالمي.
5- نسبة حملة شهادة الدكتوراه إلى عدد الكوادر العلمية في الجامعة (5% من النقاط)
6- نسبة الإستشهاد العلمي بأبحاث صادرة عن الجامعة لكل بحث (5% من النقاط)
7- نسبة البحوث المنشورة إلى أعداد أعضاء هيئة التدريس (5% من النقاط)
8- نسبة الطلاب الأجانب في الجامعة (2.5% من النقاط)
9- نسبة أعضاء هيئة التدريس من الأجانب (2.5% من النقاط)
وتبدو هذه المعايير ذات مصداقية كبيرة، حيث إنها تركز على المستوى العلمي للجامعة، وأهميتها في مجال البحث العلمي، وثقة أصحاب العمل بها، فضلاً عن توفيرها لمناخٍ دولي للدراسة.
وفقاً لنتائج التصنيف الإقليمي، فقد كانت المراكز العشرة الأولى من نصيب ثلاث جامعاتٍ سعودية، وجامعتين إماراتيتين، وجامعتين مصريتين، وجامعة واحدة لكلٍ من لبنان، وقطر والأردن. وكانت المراكز الأولى بالترتيب من نصيب الجامعات التالية: جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، والجامعة الأميركية في بيروت، وجامعة الملك سعود، وجامعة الملك عبد العزيز، والجامعة الأميركية في القاهرة، وجامعة الإمارات العربية المتحدة، والجامعة الأميركية في الشارقة، وجامعة الأردن، وجامعة قطر، وجامعة القاهرة. فيما ضمت قائمة الجامعات (11-20) جامعتين مصريتين، وجامعتين لبنانيتين، وجامعتين إماراتيتين، وجامعة واحدة لكلٍ من العراق وسلطنة عمان، والسعودية، والأردن. وتشمل هذه القائمة الجامعات التالية بالترتيب: جامعة السلطان قابوس، وجامعة عين شمس، والجامعة الأردنية للعلوم والتكنولوجيا، وجامعة الإسكندرية، وجامعة بغداد، والجامعة اللبنانية الأميركية، وجامعة القديس يوسف ببيروت، وجامعة أم القرى، وجامعة الشارقة، وجامعة زايد.
وبإمتلاك السعودية للجامعة العربية الوحيدة ضمن أول 200 جامعة على مستوى العالم، فإن المملكة ضمنت أيضاً إمتلاك 19 جامعة ضمن أول 100 جامعة على مستوى المنطقة، مقابل إمتلاكها لثمانية جامعات ضمن قائمة أول 800 جامعة على مستوى العالم. فيما شملت قائمة أول 50 جامعة على مستوى المنطقة 10 جامعات سعودية هي (مع ترتيبها بين قوسين): جامعة الملك فهد للبترول والمعادن (1)، وجامعة الملك سعود (3)، وجامعة الملك عبد العزيز (4)، وجامعة أم القرى (18)، وجامعة الملك خالد (21)، وجامعة الملك فيصل (22)، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية (35)، وجامعة الفيصل (37)، وجامعة الأمير سلطان (40)، وجامعة القصيم (46). فيما إحتلت الجامعات التسعة في فئة ما بعد أول 50 جامعة المراكز التالية: 3 جامعات في الفئة (51-60) هي جامعة نجران، والجامعة الإسلامية في المدينة، وجامعة الدمام، وجامعتين في الفئة (71-80) هي جامعة دار الحكمة للبنات، وجامعة طيبة، فيما إحتلت جامعة الطائف المركز (81-90)، وإحتلت المركز (91-100) جامعتان سعوديتان هما جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، وجامعة الأمير محمد بن فهد.
وكما تمكن لبنان من إدخال ثلاثٍ من جامعاته في قائمة أفضل 800 جامعة على مستوى العالم، فإن لبنان وبإحرازه المركز الثاني على مستوى المنطقة، قد ضمن دخول 10 جامعات ضمن قائمة أفضل 100 جامعة في المنطقة، ضمنت 7 منها المراكز الـ 50 الأولى. وتشمل هذه الجامعات مع ترتيبها القائمة التالية: الجامعة الأميركية في بيروت (2)، والجامعة اللبنانية الأميركية (15)، وجامعة القديس يوسف ببيروت (17)، وجامعة البلمند (28)، والجامعة اللبنانية (31)، وجامعة نوتردام (38)، وجامعة بيروت العربية (39)، وجامعة الروح القدس في الكسليك (61-70)، وجامعة الحريري الكندية (71-80)، والجامعة الأنطونية (91-100).
وبإحراز الجامعة الأميركية في القاهرة للمركز الخامس على مستوى المنطقة، وكونها الجامعة المصرية الوحيدة ضمن أول 500 جامعة على العالم من بين 5 جامعات مصرية ضمن قائمة أول 800 جامعة، تكون مصر قد ضمنت دخول 15 جامعة مصرية في قائمة أول 100 جامعة على مستوى المنطقة. وقد شملت قائمة أول 50 جامعة 8 جامعات مصرية هي: الجامعة الأميركية في القاهرة (5)، وجامعة القاهرة (10)، وجامعة عين شمس (12)، وجامعة الإسكندرية (14)، وجامعة المنصورة (30)، وجامعة أسيوط (34)، وجامعة الأزهر (35)، وجامعة الزقازيق (43). أما الجامعات السبعة ما بعد الـ 50 فقد أحرزت المراكز التالية: المركز (51-60) لكلٍ من جامعات طنطا وحلوان والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، والمركز (81-90) لكلٍ من جامعة قناة السويس، والجامعة البريطانية في مصر، وجامعة بنها، فيما أحرزت جامعة 6 أكتوبر الخاصة المركز (91-100).
ولما أحرزت جامعة الإمارات العربية المتحدة المركز السادس على مستوى المنطقة، فإن الدولة الخليجية الغنية بالنفط تمتلك جامعتين ضمن أول 10 جامعات على مستوى المنطقة، و13 جامعة ضمن قائمة أول 100 جامعة على مستوى المنطقة، و6 جامعات على مستوى العالم. ومن بين الجامعات الإماراتية الـ 13 على مستوى المنطقة، دخلت 10 منها قائمة أول 50 جامعة، وهي: جامعة الإمارات العربية المتحدة (6)، والجامعة الأميركية في الشارقة (7)، وجامعة الشارقة (19)، وجامعة زايد (20)، والجامعة الأميركية في دبي (23)، وجامعة خليفة (25)، وجامعة أبو ظبي (29)، وجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا (44)، وكليات التقنية العليا (45)، وجامعة دبي (47). أما الجامعات الثلاثة ما بعد الـ 50 فتشمل: الجامعة الأميركية في رأس الخيمة (51-60)، والجامعة الكندية في دبي (71-80)، وجامعة السوربون باريس – أبو ظبي (91-100).
أما الأردن فقد ضمن له موقعاً في قائمة أول 10 جامعات بإحراز جامعة الأردن للمركز الثامن، وبذلك ضمن دخول 9 من جامعاته في قائمة أول 100 جامعة على مستوى المنطقة، فضلاَ عن إمتلاك المملكة لجامعتين ضمن أول 800 جامعة على مستوى العالم. وجاءت الجامعات الأربع ضمن أول 50 جامعة كالتالي: جامعة الأردن (8)، والجامعة الأردنية للعلوم والتكنولوجيا (13)، وجامعة اليرموك (27)، وجامعة البتراء (49). فيما شملت قائمة ما بعد الـ 50 جامعة 5 جامعات هي: جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا والجامعة الهاشمية (51- 60)، وجامعة العلوم التطبيقية، وجامعة عمان العربية، وجامعة فيلادلفيا – الأردن (81-90).
ولما كان العراق قد إمتلك جامعة واحدة ضمن قائمة أول 800 جامعة في العالم، فإنه ضمن دخول 11 من جامعاته ضمن قائمة أول 100 جامعة على مستوى المنطقة. وأحرزت 4 جامعات مراكز ضمن أول 50 جامعة على مستوى المنطقة هي: جامعة بغداد (15)، وجامعة بابل (32)، وجامعة النهرين (42)، وجامعة المستنصرية (47). وشملت الجامعات التالية بعد الـ 50 ما يلي: جامعتي البصرة والسليمانية (51-60)، وجامعات الأنبار والكوفة وكربلاء (61-70)، والجامعة التكنولوجية وجامعة دهوك (71-80). وغابت الجامعات في المناطق المحتلة من قبل تنظيم داعش الإرهابي عن التصنيف بسبب تعطل الدوام في مرافقها.
وعلى الرغم من إمتلاك سلطنة عمان لجامعة واحدة ضمن أول 800 جامعة على مستوى العالم، فإن السلطنة ضمنت دخول 4 من جامعاتها ضمن قائمة أول 100 جامعة على مستوى المنطقة، واحدة منها – جامعة السلطان قابوس – أحرزت المركز الحادي عشر، فيما إحتلت الجامعة الألمانية للتكنولوجيا في عمان وجامعة نزوى المركز 61-70، والجامعة الكاليدونية للهندسة المركز 91-100.
كما أحرزت جامعة قطر المركز التاسع على المنطقة، وهي الجامعة القطرية الوحيدة ضمن أول 500 جامعة على مستوى العالم، والوحيدة في قائمة أول 100 جامعة على المنطقة. وتمكنت الجامعتان البحرينيتان اللتان دخلتا قائمة أفضل 800 جامعة على مستوى العالم من دخول القائمة الإقليمية بالتأكيد وبمراكز متقدمة حيث أحرزت جامعة الخليج العربي المركز 26 وجامعة البحرين المركز 33. وبينما دخلت جامعة الكويت القائمة العالمية في تصنيفٍ متأخر، فإنها تمكنت من إحراز المركز 24 على مستوى المنطقة، لتكون هي وجامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا (بالمركز 71-80) الجامعتين الكويتيتين الوحيدتين في قائمة أفضل 100 جامعة عربية.
وإحتلت جامعة بيرزيت المركز الـ 50 لتكون الجامعة الفلسطينية الوحيدة ضمن قائمة أول 50 جامعة على مستوى المنطقة، فيما إحتلت جامعة القدس وجامعة النجاح الوطنية المركز (61-70)، والجامعة الإسلامية في غزة المركز (81-90)، وجامعة بيت لحم المركز (91-100) لتضمن الضفة الغربية وقطاع غزة وجود 5 من جامعاتها في التصنيف الإقليمي.
ولما غابت الجامعات التونسية عن قائمة أفضل 800 جامعة على مستوى العالم، فقد ضمنت البلاد المعروفة بنهضتها التعليمية دخول 4 جامعات في قائمة أفضل 100 جامعة على مستوى المنطقة، منها جامعة واحدة ضمن أول 50 جامعة وهي جامعة تونس المنار التي أحرزت المركز 41. وشملت الجامعات الثلاثة الأخرى: جامعة تونس وجامعة سوسة (71-80)، وجامعة المنستير (81-90).
وفي حين غابت جامعات الجزائر البالغ عددها 102 جامعة عن التصنيف العالمي، فقد دخلت جامعتان فقط في التصنيف الإقليمي وبمراكز متأخرة نسبياً هما جامعة تلمسان (71-80)، وجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا (91-100). وتقدم المغرب – الذي غاب عن التصنيف العالمي هو الآخر – على الجزائر بوجود 3 جامعات ضمن أول 100 جامعة على مستوى المنطقة هي: جامعة الأخوين في إفران (51-60)، وجامعة محمد الخامس – أكدال (81-90)، وجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء (91-100). وضمنت جامعة الخرطوم بإحرازها المركز (51-60) للسودان إمتلاكه لجامعة واحدة ضمن أفضل 100 جامعة على مستوى المنطقة ليعوض بذلك عن غياب جامعاته عن التصنيف العالمي.
وغابت اليمن وسوريا والصومال وليبيا وموريتانيا عن التصنيفات العالمية والإقليمية بسبب العنف الدائر في هذه البلاد أو سوء الأوضاع الإقتصادية والتنموية في بعضها.
المصدر: هنا