الرئيسية / ثقافة / بعد اضطهاد صدام له، اعظم مصور فوتغرافي عراقي، لطيف العاني، كُرم اخيراً

بعد اضطهاد صدام له، اعظم مصور فوتغرافي عراقي، لطيف العاني، كُرم اخيراً

لطيف العاني، المصور الفوتوغرافي الذي يناهز عمره الـ 84 عاماً، والذي كان أول من صور العراق في ذروة عالميته في منتصف القرن العشرين- حيث انشأ أرشيف غني وفريد للحياة اليومية في البلد طيلة عقود من التغيير المضطرب.

بعد قضائه أربعين سنة في “تقاعده القسري” الذي تبع صعود نظام صدام حسين البعثي القمعي، وفقدان معظم أرشيفه الاحترافي التاريخي أثناء الغزو الامريكي في 2003. العاني تم تكريمه أخيراً في فينيسيا هذا الصيف والان سيكرم بجائزة الامير كلاوز التي تمنح تقديرا للاثر الايجابي لصوره الفوتوغرافية على التصوير الفوتوغرافي في الشرق الاوسط والمجتمع العراقي.

منذ أواخر الخمسينيات وحتى أندلاع الحرب العراقية الايرانية في عام 1980. العاني البغدادي المولد وثق الحياة الاجتماعية للعاصمة. بدءا من المدينة الحديثة، المنفتحة ذات التنوع الثقافي عن طريق صورهُ ذات التباين العالي والغير ملونة التي تظهر الطابع الغربي للمدينة، بالاضافة لتوثيقه القطاع النفطي والحياة السياسية في العاصمة العراقية. لكن العاني يقول ان أكثر ما أستمتع به كانت كمصور وثائقي لمجلة أهل النفط التابعة الى “شركة نفط العراق” البريطانية كان التقاطه جانبأ مختلفاً للعراق.

“من الجو، كل شي حلو بس لمن تنزل راح تشوف مرة ثانية بؤس وقباحة المدينة… بس من فوگ تشوف بس الجمال” لطيف موضحاً بلهجته البغدادية.

في الستينيات من القرن الماضي – بينما كانت القوى تتصارع حول السلطة في العراق – لطيف العاني عرض أعماله في معارض عالمية ، كجزء من مجموعة معارض ثقاقية في الولايات المتحدة في سنة 1963 وفي المانيا الشرقية في سنة 1966 بالاضافة إلى معارض أخرى. وتقديراً لنجاحه فقد لقب بـ “أبو التصوير الفوتوغرافي العراقي” وقد أعتبر هذا اللقب فيما بعد ناصراً له. لكن إنتشار العنف والفوضى السياسية منعت المصور من اقامة معارض أو التصوير في الشوارع لما بعد السبعينات في لقرن الماضي ، ومع تضييق الحريات اثناء الحرب العراقية –الايرانية التي امتدت لثمان سنين.

في أواخر الستينيات، تسنم العاني منصباً رفيعاً فقد كان مديراً لقسم التصوير الفوتوغرافي لوكالة الاخبار العراقية الحكومية انذاك ولكنه قد اجبر ليتقاعد بعد فترة وجيزة من إستلام حزب البعث للسلطة في إنقلاب دموي عام 1968. حيث يقول العاني انه أكتشف مجموعة المخبرين الشبان يخبرون الحزب عن نشاطاته في الفترة التي كان فيها صدام حسين يبرز كنائب للرئيس.

التقط العاني اخر صورة في مسيرته الإحترافية عام 1977. حيث يقول أنه فقد أي رغبة للتصوير سوى الاقارب والاصدقاء أثناء سنين الحروب المتعاقبة والحكومة القمعية. بعد إختياره البقاء في العراق والمحافظة على “صلته الروحية” بالبلد الذي ولد فيه، فقد العاني الأمل في اقامة معارض مستقبلية.

عودة للتصوير؟

جائزة الامير كلاوس– التي تنظم سنوياً منذ 19 سنة من قبل العائلة الملكية الهولندية الداعمة لحرية التعبير الثقافية في انحاء العالم – ستقلد العاني و 10 فنانون وناشطون ثقافيون لعملهم الابداعي في الثقافة والتنمية. جوائز 2015 المقدمة في إحتفال بالقصر الملكي الهولندي في أمستردام في 2 ديسيمبر ستكرم ايضاً المصورة الصحفية الشابة الايرانية نیوشا توکلیان بالجائزة الرئيسية لعام 2015.

بالنسبة للعاني فان عام 2015 كانت عودة لوصال مفاجئ مع الجمهورالغربي. تفاجئ العاني باتصال منظمة رؤيا الثقافية العراقية من غير سابق إنذار لتدعوه في المشاركة بمعرض فينيس بينالي – في البندقية – ايطاليا. مدير المؤسسة تمارا الجلبي سافرت إلى بيروت لتتطلع على أرشيف شخصي للمصور حفظه هناك، بعد ما نهب الارشيف الوطني العراقي الذي كان يحوي العديد من صوره اثناء الغزو الامريكي.

معرض البندقية أُشيد به عالميا حيث سمته جريدة الفاينينشال تايمز البريطانية “عرض البندقية الاكثر الهاما”، حيث استعرض فيه المصور اعماله مع فنانين من نفس البلد من فئات عمرية مختلفة.

العاني إكتسب جمهور جديد وشاب بعد البندقية، و بدأ يحاضر لمجموعة صغيرة من الشبان المتدربين في جمعية المصورين العراقيين.

عندما ينظر المصور الى الجيل القادم يمتلكه خليط من المشاعر بخصوص مستقبل التصوير الفوتوغرافي في العراق. فلقد رأى مصورين موهوبين يغادرون بعد بدأ المعارك مع داعش. انه قلق على تراث البلد الذي اهمل وبدأ يتساقط من دون اهتمام.

معظم المناطق الذي التقطت بها صوره في الخمسينات والستينات لم تعد موجودة. حزن المصور اكبر لرؤية مركز بغداد القديم يتساقط ليصبح ركاما. “كنت اعيش هنا فلقد نشأت هنا و احببت المكان كثيرا “العاني يقول مضيفا “لقد دُمر اختفى مُعظمه”

يؤمن المصور بان الحرب مع داعش ستنتهي ويشجع طلبته بأن يوثقوا ما تبقى من تراث البلد. التصوير في الاماكن العامة لا يزال غير مسموح به قانونياً ولكن التكنولوجيا تجعل كل شي اسهل على حسب قول المصور ويؤمن بان الجيل القادم سيكون باستطاعته تطوير مهن التصوير الفوتوغرافي بدون معوقات.

بعد سؤاله عن التقاط الصور مجدداً يرد “لم لا.. بالرغم من ان عمري 84 الان، لكن أظن أن باستطاعتي التصوير. واذا ما اتيحت لي الفرصة، سأكون سعيدا للقيام بذلك”.

المصدر: هنا

عن

شاهد أيضاً

كيف تركز على شيء واحد فقط

نشر في: موقع فوكس تأليف: ريبيكا جينينغس بتاريخ: 4 سبتمبر 2019 ترجمة: مازن سفان تدقيق …

هل تجعلنا قراءة قصص الخيال أشخاصاً أفضل؟

تقديم: كلوديا هاموند ترجمة: ياسين إدوحموش تصميم الصورة: امير محمد كل يوم يُباع أكثر من …