هل يشتري المال السعادة؟ الاجابة نعم ولكن!

على مدى السنوات القليلة الماضية أعطتنا بحوث جديدة فهم أعمق للعلاقة بين ما نكسبه وما نشعربه.  فاستقرأ  الاقتصاديون الروابط بين مقدار الدخل للدول وسعادة شعبها، أما علماء النفس فينظرون للأمور الفردية وما الذي يجعل الفرد سعيدا عندما يتعلق الأمر بالأمور النقدية. النتائج ومنذ الوهلة الأولى قد تبدو واضحة، الناس من ذوي الدخل العالي هم أكثر سعادة بشكل عام من أولئك الذين يكافحون من أجل الحصول عليه. لكن، عند التعمق في النتائج بصورة أكبر قليلا سنحصل على إجابات أكثر إثارة للدهشة وأكثر فائدة لنا كبشر.

باختصار، تشير أحدث الأبحاث أن الثروة وحدها لا توفّر أي ضمان لحياة جيدة. الاكثر أهمية هو كيف ينفق الناس أموالهم. على سبيل المثال، إعطاء المال للآخرين يجعل المرء يشعر بسعادة أكبر من صرف نفس ذلك المبلغ على نفسه! وحتى عندما ينفق المرء على نفسه فإن الشعور بالسعادة لصرف المال على تجارب مثل السفر يكون أكبر من شراء الحاجات المادية.

التجارب تستحق أكثر مما تعتقدون 

أظهرت العديد من الدراسات التي أجريت على مدى السنوات ال10 الماضية أن تجارب الحياة تمنحنا متعة أكثر ديمومة من الاشياء المادية ولكن الكثير من الناس في كثير من الأحيان يحاولون إنكار تلك المسألة وتقديم أولوية شراء السلع على التجارب الحياتية المتنوعة.

وقد وجد الباحثون في دراسة شملت اكثر من 100 دولة لمعهد غالوب للاستطلاع، أن الأشخاص الذي تبرعوا للجمعيات والأمور الخيرية كانوا أكثر سعادة.

الذي يُحرك بوصلة السعادة ليس كثرة الأموال الخيرية التي تقدمها فقط، بل رؤية الفرق الذي ستحدثه عندما تُعطي أموالك للآخرين وحمل الأعباء عن كاهل من قمت بمساعدته هو الذي يجعلك سعيدا مهما كان المبلغ الذي قدمته صغيرا.

عموما فإن الناس الأغنياء أكثر سعادة من الناس الفقراء، والدول الغنية أكثر سعادة من الدول الفقيرة، لكن بخصوص السعادة الفردية ستكون أكثر سعادة لو كنت غنيا أو متوسط الحال وتصرف جزء من أموالك لمساعدة الاخرين أو القيام بتجارب مهمة في حياتك مثل السفر أو القيام بمغامرات ما.

المصدر: هنا