خلال فترة حكم الملك لويس الرابع عشر قضى رجل غامض عدة عقود مسجوناً في سجن الباستيل و سجون فرنسية أخرى ولم يعرف أحد هويته أو سبب وجوده في السجن، والأغرب من ذلك أن لا أحد يعرف كيف شكله فلم تتم رؤية السجين أبداً بدون قناع أسود مخملي يغطي وجهه.
لقد كان السجين المجهول الهوية هذا مصدر إلهام لقصص وأساطير لا تعد ولا تحصى. وقد ساعدت كتابات فولتير و ألكسندر دوماس في ترويج أسطورة أن يكون قناعه مصنوعاً من الحديد ورغم ذلك يوافق جميع المؤرخين على أنه كان فعلاً موجود،
فمن هو ؟
خمن المئات أن يكون صاحب القناع الحديدي شخصاً من العائلة المالكة أو جنرال فرنسي منبوذ، حتى أن مسرحيات موليير تداولت الفكرة ذاتها ولكن هناك دليل يُشير إلى وجود سجينين كانا مُحتجزين في نفس الحقبة الزمنية الخاصة بالقناع وهما إركولي ماثيولي وأوستاش دوغر.
كان ماثيولي شخصية إيطالية ذات أهمية تم اختطافه وسجنه بعد محاولته خداع لويس الرابع عشر خلال المفاوضات السياسية في أواخر 1670 وقدكان مسجوناً لفترة طويلة وكان اسمه مشابه لاسم “مارشيولي” وهو الاسم المستعارالذي دفن تحته القناع، والأكثر إقناعاً من ذلك أن كلاً من لويس الخامس عشر ولويس السادس عشر افترضا أن يكون يكون الرجل ذو القناع رجلا من نبلاء إيطاليا.
ولكن لسوء الحظ، من المحتمل أن يكون ماثيولي قد توفي عام 1694 و هو وقت يسبق بعدة سنوات صاحب القناع، وبظل وجود هذه المعلومة، يُشير العديد باحتمالية أن يكون أوستاش دوغلر الغامض هو الرجل صاحب القناع. إن مذكرة اعتقاله الصادرة عام 1669 تتضمن رسالة من وزير ملكي يأمر السجانين بتقييد اتصالاته مع الآخرين و تهديده بالقتل إذا تحدث بكلمة واحدة ماعدا احتياجاته الفعلية.
وكثيراً ما تم نقل دوغر بين عدة سجون، وفي أحد المرات تم نقله على كرسي مُغطى بحيث لا يرى المارة وجهه. بينما كان دوغر مرشحا مشهور لأن يكون صاحب القناع إلا أن المؤرخين مازالوا لا يعرفون هوية صاحب القناع الحقيقية أو ما إذا كان اسمه مستعاراً. وتفترض إحدى النظريات أن يكون صاحب القناع خادماً متواضعاً تورط في فضيحة سياسية، ولكن تم أيضاً افتراض كونه أحد النبلاء أو قاتل فشل في تنفيذ جريمته وحتى الأخ التوأم للويس الرابع عشر.
المصدر: هنا