شخصان عراقيان يخترعان بلدة وهمية ويدعيان أن داعش هُزمت هناك بجهود المليشيات الشيعية. المتابعين لكلا الطرفين صدقوا الأمر.
أحمد المحمود كان يشعر بالملل. مضت عدة أيام بدون وجود أخبار جديدة ومثيرة تأتي من العراق، بلده الأصلي، فيما يتعلق بالحرب ضد داعش. لذا قام هو وصديقه بنفسيهما بتأليف أخبار على تويتر. من لندن حيث تعيش عائلة المحمود قاما باختراع بلدة عراقية مزيفة وأسمياها “الشجوة”، التي إدعيا أنها تقع في الجزء الشمالي الغربي من مدينة كربلاء المقدسة والتي تم إخلاؤها من قبل داعش، وهذا بفضل الحشد الشعبي المدعوم من إيران او اللجان الشعبية للمليشيات الشيعية، والتي تقود المعارك على الأرض ضد الجماعات السنية الإرهابية. وقد قاما أيضاً بتصميم صور مزيفة ببرنامج الفوتوشوب من الCNN والعربية
(القناة السعودية) تُظهر أندرسون كوبر وولف بلتزر وأخرين يناقشون أخر حصار للشجوة.
“نحن نريد دعم المليشيات” قال المحمود لصحيفة The Daily Beast وهو عراقي شيعي يكره داعش لكنه ينتقد بغداد بشدة
وحرب الاستعانة الخارجية وطائفية شبه القوات العسكرية. “لذا قلنا انا وصديقي فراس لماذا لا نقوم بإختراع معركة وبلدة صغيرة لنرى هل ستأخذ المواقع والحسابات على مواقع التواصل الإجتماعي التابعة للحكومة هذه القصة، وبهذه الطريقة سنقيم مدى البؤس الذي وصلنا له.”
ماعدا كونها محاكاة ساخرة فإن كلمة “شجوة” في العربية هي إسم لحقيبة جلدية يستعملها الفلاحين العراقيين
لصنع الزبد من اللبن كامل الدسم. يقوم أحدهم برَج الشجوة لساعات ومن بعدها يضيف اللبن الخاثر.
يقول المحمود “إنه مصطلح شعبي لن يستطيع غير العراقيين فهمه”، “إستخدمنا الإسم كمزحة مضحكة بقدر كافِ لإثارة الإهتمام على النت بسبب النقص في الأخبار العامة عن العراق. بدأ الناس بإرسال رسائل لي ولفراس إما رسائل عامة او خاصة ليسألون عن تفاصيل أكثر عن المعركة او أين تقع البلدة.”
مما لا يثير الدهشة أن ردود الافعال اختلفت حسب البلد او التوجه الفكري، البعض من المملكة العربية السعودية إتهموا داعش بهجر أهل السنة في الشجوة على الرغم من أننا لم نقل إن كان أهل البلدة شيعة أم سنة. منطقياً هم يجب أن يكون شيعة لأنه كما قلنا البلدة قريبة جداً من كربلاء. بعض السوريين كان لهم نفس الرأي، ولكن ما أدهشنا أنه بغضون 48 ساعة من نشر الخبر بدأ العراقيون الموالون للحكومة والحشد بالتغريد بما مفاده أن داعش إنسحبت وهُزمت في المعركة وأن الحشد إنتصر.
“”الآن وبعد التقدم العظيم للحشد نحو الشجوة، رجال داعش يتهمون بعضهم البعض بالخيانة” غرد @mkubanji متحمساً.
(لقد قام بمسح التغريدة بعد وقت قصير لكن المحمود أرسل صورة للتغريدة الى صحيفة Daily Beast). حساب أخر ترجم الى الانجليزية بما يشبه التهديد “الحماية والإختراق” يبدو جدياً جداً عندما نشر صور مما وصفه بإحتفالات كبيرة في كربلاء بعد تحرير الشجوة.
@aceace2020هو سعودي ضد داعش حذر بشكل جدي قائلاً
“كارثة: يجب على الجيش السعودي التحرك بسرعة الى الحدود العراقية لحمايتنا من أي خطر ممكن ان يأتي من الشجوة”. @omar1IQ هو قومي عراقي يعرف جيداً معنى كلمة شجوة قال ساخراً “للأسف، الشجوة حالة ميؤوس منها، العدو يحيط بها من كل جانب” مرفقاً تغريدته بخريطة وهمية لإطلاق النار. @assadovic صغرها ليُظهر تل الخاثر وتل الزبد المتاخمة للشجوة.
الكثير من الأشخاص الذين صدقوا المزحة هم إناس عاديين، على الرغم من أن المحمود قال أن حسابات موالية لداعش إنضمت مؤخراً عندما غردوا على وسم معركة الشجوة وحاولوا النقاش عن مصير مكان مجهول.
إنقسم مؤيدي داعش، منهم من هم من خارج العراق ولا يعرفون معنى كيس الزبد “شجوة” متهمين المحمود بأنه من الصحوة (جماعات سنية صحت ضد تنظيم القاعدة المؤسس لداعش). مؤيدي الحشد الشعبي إتهموا المحمود بأنه طابور خامس شيعي. “بعد 48 ساعة أخذت بعض الجهد لإيقاف الناس عن التغريد حول الشجوة. ربما لم يساعد ماعملناه بالفوتوشوب من صور تُظهر مقدمي الأخبار في CNN والعربية وهم يتحدثون عن معركة لم تحدث”.
في النهاية إنضم أحد أعضاء داعش الى المزحة. غرد @Tntraaaq ساخراً “بان كي مون يعرب عن قلقه عن الوضع المتصاعد في الشجوة. يحزنني أنه سيتناول الجبن مع اللبن الرائب من دون أن يشاركني”
المصدر: هنا