قبل أيام من إطلاق المخرج ستيفن سبيلبيرغ فيلمه الجديد “Jurassic world”، أعلن العلماء عن وجود دلائل لكريات دم حمر وبروتين محفوظة في أحافير ديناصور يبلغ عمرها ما يقارب ٧٥ مليون سنة.
في النسخة الأصلية للفلم ” Jurassic park 1993″ استخرج العلماء دم الديناصور من البعوض المدفون في العنبر واستخدموا الحمض النووي DNA في استنساخ وصنع البيئة المعيشية لهذه الكائنات. الآن، وجد العلماء ماكانوا يفكرون فيه بشأن كريات الدم الحمر والياف الكولاجين المحفوظة لأكثر من قرن في معرض التاريخ الطبيعي/ لندن.
فعلى الرغم من انها ليست المرة الأولى التي يقوم فيها العلماء باستخراج الأنسجة الرخوة من أحافير الديناصورات، لكنها المرة الاولى التي يستخدمون فيها عيّنات سيئة وبتقنيات يقولون عنها انها خالية من مخاطر التلوث الطبيعي المتبادل.
سوزانا مَيدمينت، من جامعة امبريال في لندن وأحدى أعضاء فريق البحث توضح قائلة “لقد وجدنا ما كنا نتوقع حول كريات الدم الحمر والياف الكولاجين، كل الدلائل تشير الى انه من الصعوبة التوصل الى اي شيء اخر، لذا فأننا يجب ان نضع مستوى معقولاً من الشك”.
مع ذلك، فأن امكانية استخراج قطع صغيرة من الحمض النووي للديناصور هو شيء مستحيل.
تضيف الدكتورة ميدمنت “لايوجد هناك أي مادة وراثية، ولا حتى اي دليل، ولكن قد لايكون من الحكمة قول ” لا” في مجال العلم، من يعلم ماذا سوف نجد فيما لو تمعنّا أكثر!”
قام العلماء بتحليل ثمان قطع من أحافير الديناصور مثل المخلب الذي يشبه الخنجر للديناصورات آكلات اللحوم وذات الأقدام، على غرار الديناصور ريكس وعظام الهايدروصور بطيّة المناقر وقرون الستريجوصور. كل هذه القطع كانت محفوظة بشكل سيء في الغرف الخلفية للمعرض بدلاً من ان توضع في صالات العرض العامة.
“لم تكن تعتبر هذه الأحافير صالحة للعرض وبالمقارنة مع تقنياتنا، فأننا نعتبرها مُدمّرة لذا فقد انتهى بها الأمر الى سلة النفايات بدلاً من فحصها. لكن على الرغم من ذلك، فأننا اندهشنا عند اكتشافنا لأدلة على وجود انسجة رخوة فيها”.
وكشف فحوصات المسح المجهري الألكتروني لأحدى مخالب الديناصور على خلايا بيضوية الشكل، تحتوي على مادة داخلية كثيفة، يعتقد العلماء انها كريات دم حمر تحتوي على نواة خلوية.
“جميع انواع الفقاريات ماعدا الثديات مثلنا، تحتوي على كريات دم حمر مع نواة. الحقيقة اننا وجدنا هذه الخلايا الحاوية على نواة والتي يُستَبعد انها قد تعرضت للتلوث من قبل بعض البشر الذين قد لمسوا هذه الأحافير وتعاملوا معها.” تقول الدكتورة مَيدمنت.
الفحوصات الأخرى التي اجريت بواسطة مطياف الكتلة، اظهرت ان خلايا الدم الحمراء الموجودة في الاحافير مشابهه للبنية العضوية لخلايا الدم الحمراء في طائر الأيمو -طائر شبيه بالنعامة- ، وهو مايؤكد الفكرة القائلة بأن الطيور الحديثة قد تطورت من الديناصورات.
الحقائق التي تم نشرها في مجلة نيتشر تكشف عن وجود الياف شبيهه بالكولاجين، وهو البروتين الهيكلي الموجود في الجلد والعظام. هذه الألياف التي تظهر ملتوية على بعضها بشكل يشبه الحبل، ظهرت في الأختبارات وهي تحتوي على مزيج من الأحماض الأمينية المشابهة للكولاجين.
“دراستنا تساعدنا على معرفة ان الأنسجة الرخوة المحفوظة قد تكون اكثر انتشاراً في أحافير الديناصورات الأخرى مما كنا نعتقده في البداية” تقول الدكتورة مَيدمنت.
وتضيف” على الرغم من ان بقايا الأنسجة الرخوة قد تم اكتشافها مسبقاً في الأحافير النادرة والمحفوظة بشكل استثنائي، الا ان المثير في دراستنا هو اكتشاف هياكل تشبه خلايا الدم والياف مترابطة في تلك الأحافير المحفوظة بشكل سيء، وهذا يشير الى ان مثل هذا النوع من الأنسجة قد تكون محفوظة بشكل واسع في الأحافير الأخرى.”
بحث نُشر في سنة ٢٠٠٥ من قبل ماري شويتزر من جامعة ” North Carolina State University” يقدم ادلة مقنعة على ان بعض الأنسجة الرخوة التابعة للديناصورات قادرة على البقاء في الأحافير لعشرات الملايين من السنين. على الرغم من ان بعض العلماء قد شككوا في النتائج واعتبروها ضحية للتلوث.
“كان عملها استثنائياً، استخدمت ماري تقنيات مختلفة جعلت عملها عرضة للانتقاد بكونها ملوثة، لكن الأن اصبح بأمكاننا القضاء على التلوث تماماً” تقول الدكتورة مَيدمنت.
ومع ذلك، فأن بعض الباحثين ينوون القيام بالمزيد من الأبحاث للتأكد فيما اذا كانت هذه النتائج حقيقة.
” اننا لانزال بحاجة الى المزيد من الأبحاث لتأكيد ما تم تصويره في قطع عظام الديناصور. لكن هياكل الأنسجة القديمة التي قمنا بتحليلها حتى الأن، لها العديد من أوجه التشابه مع خلايا الدم الحمراء والياف الكولاجين” يقول سيرجيو بيرتازو، عالم المواد في جامعة امبريال/ لندن، والمؤلف والمسؤول عن الدراسة.
ويضيف” اننا لانستطيع التأكيد على صحة هذه النتائج، لكنها قد تسفر عن رؤية جديدة تجاه هذه الكائنات التي وكيفية عيشها وتطورها في ذلك الوقت”.
المصدر: هنا