الرئيسية / تأريخ وتراث / عشرة أسلحة سحريّة من الميثولوجيا والأساطير

عشرة أسلحة سحريّة من الميثولوجيا والأساطير

دائما ما تكون في يد المحارب الإسطوري أسلحة مشبّعة بالسحر أو القوى الخارقة للطبيعة لتشكّل على الدوام جزءا من الميوثولوجيا. فمن صواعق زيوس وحتّى ميولنير، إمتلكت كل حضارة تقريبا مثالا واحدا على الأقل لسلاحٍ ساعد بعض الآلهة والأبطال عبر التاريخ.

10- تامِنغ ساري

10_Borobudur_Keris

تامِنغ ساري – ويعني إسمه مترجما “الدرع المزهر” – هو سلاح خرافي إمتلكه المحارب المالاوي الإسطوري هانغ تواه Hang Tuah. وقد كان نوعا من الخناجر غير المنتظمة المزوّد بنصل ذو تصميم خاص يسمّى كريس Kris. وتقول الأسطورة بأنّه كان أوّل كريس يتمّ صنعه في التاريخ. ولكون هانغ تواه أفضل أدميرالات السلطان الذي يطلق عليهم إسم “لاكسامانا”، فقد تمّ منحه السلاح بعد أن لاحظ السلطان مهاراته. ويقال بأنّ السلاح قد إمتلك قوىً خارقة للطبيعة. وقد إمتاز التامنغ ساري بأنّه لا يمتلك غمدا، فقد إعتبر هانغ تواه جسد عدوّه الغمد الوحيد الملائم لسلاحه.

وقد دعت الضغائن النابعة عن تفضيل هانغ تواه العديد من أعضاء البلاط لنشر الشائعات عنه، والتي قادت السلطان لينادي بقتله. وقد كلّف البندهارا “رئيس الوزراء” بتنفيذ حكم الإعدام، ولكنّه عوضا عن ذلك قام بإخفاء هانغ تواه ليدفع بذلك دينا قديما. ومعتقدا بأنّه قد مات، بدأ هانغ جابات Hang Jebat صديق هانغ تواه بذبح كل شخص يعثر عليه. ليكشف البندهارا عن خدعته في نهاية المطاف. فأصدر السلطان عفوه عن هانغ تواه ولكنّه أمره بقتل هانغ جابات. فقام هانغ تواه بقلب مثقل بقتل صديقه بواسطة التامنغ ساري بعد معركة طويلة، وليلقي بالخنجر في قاع النهر بعد أن إنتهى من عمله.

9- هرانتِنغ و نايغلِنغ

9_Beowulf_and_the_dragon

وصل سيفا ملحمة بيولف Beowulf، هرانتِنغ Hrunting  ونايغلِنغ Naegling، إلى البطل الغيتي بطرق مختلفة. فبالنسبة لهرانتِنغ، فقد أقرضه إيّاه أنفيرث Unfereth، خادم الملك الدنماركي هروثغار Hrothgar. وهو سلاح قديم يقال بأنّه لم يخذل محاربا تمرّس عليه قط. على أيّة حال، فإنّ السيف وفي معركة بيولف الأولى ضد والدة الغريندال لم يكن قادرا على إيذاء الوحش بأيّة طريقة. مع ذلك، فقد أعاد بيولف سيف هرانتِنغ فيما بعد ولم يقل عنه إلاّ كلّ قول طيّب، حيث أنّه كان مفيدا في كلّ المعارك الأخرى.

لا تحدّد الملحمة بشكل صريح المكان الذي جاء منه السيف نايغلِنغ. ومشتقّا من كلمة مسمار nail فإنّ نايغلِنغ يوصف على انّه سيف قديم وجيّد. وقد كان السيف الذي إختار بيولف أخذه في معركته الأخيرة مع دايرافن Daeghrefn. وفي واقع الأمر، وكما فعل هرانتِنغ من قبل، فإنّ نايغلِنغ يخذل البطل في المعركة وينقسم إلى جزئين. ولكنّ السبب هذه المرّة كانت قوّة يد بيولف التي لم يستحملها النصل.

8- غاي بولغ

8_Cuinbattle

كان الغاي بولغ Gae Bulg  رمحا مميّزا إمتلكه كوخولين CuChulainn الشخصيّة الإسطوريّة الأيرلنديّة، وقد منحته إيّاه  إيفا Aiofe كهديّة، وهي والدة إبنه الوحيد. ويعني إسمه “الرمح الشائك” أو “الرمح المنتفخ” حيث يقال بأنّه كان يمتلك أشواكا على طول المقبض. فما أن كان الغاي بولغ يخترق جسد الرجل حتّى تنفتح هذه الأشواك، ليصبح من المستحيل تقريبا إزالة الرمح من دون قتل الضحيّة. كما تمنح إختلافات قليلة في الإسطورة الرمح سبعة رؤوس مختلفة، لكلٍ منها سبعة أشواك خاصّة بها. وعلاوة على ذلك، فقد تمّ صنع الغاي بولغ من عظام وحش بحري يدعى الكوينخين Coinchenn، والذي هلك وهو يصارع وحشا بحريّا آخر.

كما تمثّلت الخاصيّة الأخرى المميّزة لغاي بولغ في طريقة إستعماله: حيث كان يتمّ حمله بأصابع القدم ليركل إلى الأعلى ويخترق منطقة أصل الفخذ من جسد الضحيّة. ولم يستعمل كوخولين الغاي بولغ لقتل أخيه الشقيق فيردياد Ferdiad فحسب بل لقتل إبنه كونلا Connla أيضا، والذي لم يتعرّف إلى هويّته خلال قتاله.

7- روي جينغو بانغ

7_MonkeyKing

لقد كان الروي جينغو بانغ Ruyi Jingu Bang السلاح المفضّل لدى سون ووكونغ Sun Wukung، ملك القردة البطل في الرواية الصينيّة رحلة إلى الغرب. وقد كان الروي جينغو بانغ عبارة عن قضيب من الحديد مشبّع بقوى سحريّة. ويمكن ترجمة إسمه بتصرّف كالآتي “كل ما تتمنّى، العصاة المغلّفة بحلقات ذهبيّة” وقد بلغ طول السلاح ذو الإسم الشاعري حوالي الستة أمتار. ولكن على أيّة حال، فإنّه كان بإمكان من يستعمل الروي جينغ بانغ أن يجعله صغيرا بقدر الأبرة إذا ما شاء أو عاليا بإرتفاع السماوات أنفسها.

ولم يكن في إمكان السلاح البالغ وزنه ثمانية أطنان تغيير حجمه فحسب، بل كان في إمكانه تكوين نسخ لا تحصى منه لتقاتل بشكل منفرد وبدون الحاجة لسون ووكونغ. فبعد أن حصل على السلاح في قصر المياه الكريستاليّة للملك التنين في المحيط الشرقي، مكّن ذلك سون ووكنغ من حماية سيّده الضعيف تشيونتسانغ Xuanzang في رحلتهم للبحث عن الكتب البوذيّة المقدّسة. وقد منح الملك التنين سون ووكونغ الروي جينغو بانغ كهديّة معتقدا بأنّها مجرّد قضيب معدني بسيط. ويقال بأنّ الروي جينغو بانغ كان العمود الذي إستعمله يو العظيم لقياس عمق طوفان الصين العظيم (وبالتالي لإنهاء الطوفان).

6- غرام

6_Sigurd

من بين العديد من الأسلحة الإسطوريّة في الميثولوجيا الإسكندنافيّة، فإنّ غرام هو الإسم الذي تمّ منحه للسيف الذي حمله سيغورد Sigurd، البطل والشخصيّة المحوريّة في ملحمة فولسونغا Volsunga Saga. وقد كان السيف في الاصل ملكا لوالده سيغموند Sigmund، وكان قد إنكسر إلى جزأين في إحدى المعارك. وقد أعطى سيغموند الأجزاء لزوجته على أمل أن تخدم إبنه الذي لم يولد بعد يوما ما. إلاّ أنّ ريغن، والد سيغورد بالتبنّي، أعاد تشكيل السيف وإحتفظ به لنفسه، صانعا له سلاحا من القوّة بما يمكّنه من شطر سندان الحدّاد إلى جزأين.

وكمقابل على إصلاح السيف غرام Gram، كلّف ريغن سيغورد بمهمّة قتل فافنير Fafnir، شقيق ريغن القزم والذي تحوّل إلى تنين بعد قتله لوالده من أجل بعض الذهب الملعون. وبعد أن إنتقم لمقتل والده في البداية، توجّه سيغورد إلى عرين فافنير وقتل التنّين، مستخدما بعض نصائح الإله أودين Odin لكي يفوز في النزال. ومن ثمّ قام سيغورد بطبخ قلب فافنير لأنّ ريغن تمنّى أكله. فقام سيغورد بإختبار القلب بإصبعه ليتأكّد من نضجه. وما أن مسّ الدم فمه حتّى إكتسب قدرة الكلام إلى الطيور. فتمكّن من سماع أربعة طيور تتحدّث في الجوار فعلم بخطّة ريغن لقتله والإستحواذ على الثروة. وما أن رأى سيغورد الذنب في عين القزم حتّى قام بقطع رأسه في الحال.

5- كروتشيا مورس

5_Crocea_Mors
Photo credit: imgkid.com

طبقا لأسطورة قروسطيّة، فإنّ الكروتشيا مورس قد حمل من قبل يوليوس قيصر، أكثر أباطرة الرومان شهرة. ويعتقد بأنّ السيف كان قد برق بشكل مشعّ في الشمس ويقال بأنّه سيقتل أي شخص ينجح في تدميره. ومنها جاء الإسم، والذي يعني “الموت الأصفر” باللاتينيّة. كما يقال بأنّه هديّة من حدّاد الإله فولكان نفسه، وقد كان في الأصل في حوزة الأمير الطروادي أينياس، والذي حصل عليه من والدته الإلهة فينوس. كما يقال بأنّه قد هبط من السماء وحطّ على الموقع الذي بنيت فيه روما فيما بعد، وأنّ أينياس سمع كلمات تخاطبه في ذهنه قائلة، “بهذا إنتصر!”.

وقد كان السيف في حوزة يوليوس قيصر عندما غزا بريطانيا، ويقال بأنّ الأمير البريطاني نينيوس قد تمكّن من أخذه في المعركة. ولفترة قصيرة، لم يكن في الإمكان إيذاء نينيوس، ولكنّه مات في ما بعد على أثر جرح سبّبه السيف نفسه. وما أن إستسلم نينوس في نهاية المطاف لإصابته، تمّ دفن السيف معه.

4- تيرفِنغ

4_Svafrlami

من الأسلحة الإسكندنافية الأخرى تيرفِنغ Tyrfing، وهو سيف تمّ صنعه من قبل قزمين يدعيان Dvalinn دفالين و Durin دورين. وقد قام سفافرلامي Svafrlami حفيد الإله اودين بإلقاء القبض على القزمين ما أن غادرا منزلهما. وكان من الممكن أن تحوّلا إلى حجر إذا لم يعودا قبل شروق الشمس. أجبرهما الملك على صنع السلاح، ولهذا قرّرا لعنه: فما أن يتمّ تجريده من غمده، فإنّه سوف يقتل شخصا ما. وعلاوة على ذلك، فإنّه كتب عليه أن يرتكب ثلاثة أعمال فظيعة وسيكون سبب مقتل سفافرلامي. وقد جاء شخص مهتاج يدعى آرنغريم Arngrim في النهاية ليحقّق الجزء الأخير من النبوءة بقطعه ليدي سفافرلامي وقتله بواسطة سيف التيرفِنغ.

في نهاية المطاف، تعهّدت هيرفور Hervor  حفيدة آرنغريم بأن تصبح من الفايكنغ وتشرع في رحلة لإستعادة التيرفِنغ. وقد كان مدفونا مع والدها، وقبره يقع في جزيرة مسكونة. ولعجزها عن العثور على مرافقين يمكن الإعتماد عليهم، بدأت هيرفور المغامرة لوحدها، لتستدعي روح والدها وتعيقها عن الحركة حتّى تمنحها السيف. وقد تحدّثت الروح عن نبوءة تجاهلتها هيرفور، وهي أنّ التيرفِنغ سيتسبّب في مقتل إي شخص قريب إلى قلبها. ولينتهي ذلك بقتل إبنها أنغانتير Angantyr  على يد أخيه هايدرك Heidrek.

3- شارور

3_Ninurta

كان الشارور صولجان الإله السومري نينورتا وقد كان في إمكانه أن يتحدّث. ولم يكن في إمكان شارور التحدّق فحسب، بل كان في إمكانه أن يشعر، ويعطي الإله نصائح بخصوص الأعداء الأقوياء، وجمع المعلومات من أيّ مكان يمكنه ذلك. وقد كان في إمكان الشارور Sharur ذلك لإمتلاكه القدرة على الطيران أيضا، تاركا نينورتا ليتدبّر قضايا أخرى. ويمكن ترجمة الإسم كالآتي “محطّم الآلاف” فإنّه كان السلاح الأقوى في يد الإله وبإمكانه أيضا التحليق فوق أرض المعركة لينشر السمّ واللهب.

وقد صوّر شارور بشكل أكثر وضوحا في معركة نينورتا مع أساغ Asag، وهو عفريت شرّير لدرجة أنّ الأسماك تغلي وهي حيّة في حضرته. ولأنّ أساغ ولد من إمتزاج السماء والأرض، فإنّه قد قام بخلق عفاريت حجريّة من تزواجه مع الجبال وقام بقتال نينورتا. وقد إنتصر الإله ضدّ عدوه، واقعا في معركته الأولى ولكنّه يقتل العفريت في نهاية الأمر. وقد نجح نينورتا بعد إستعماله لسلاح شارور في تلقّي المشورة من والده الإله أنليل.

2- شيوكواتل

2_Huitzilopochtli

تعتبر الشيوكواتل Xiuhcoatl ثعبانا إسطوريّا في ديانة الأزتيك. وقد إمتلك ويتسيلوبوتشتلي Huitzilopochtli إله الحرب، الشمس، والأضحية البشريّة، السلاح وقد كان يدعى أيضا بإسم شيوكواتل. وقد كان السلاح يرمز إلى أشعّة الشمس. وقد إستعمل ويتسيلوبوتشتلي سلاح شيوكواتل لتدمير أخته الكبرى، كويول شاوكي Coyolxauhqui، والتي كانت غاضبة من أمّها بسبب حمل الأخيرة. وكانت الأم قد حملت بالصدفة بينما كانت تكنس في كواتيبيك Coatepec  عندما شاهدت كرة من الريش فقامت بدسّها في حزامها.

وعلى الرغم من أنّ الصور تظهر ويتسيلوبوتشتلي مع رمح وأفعى في يده، فإنّ من المرجّح أن تكون الأفعى رامي سهام على شكل أفعى والذي يعرف بإسم أتلاتل Atlatl. على الرغم من أنّ كلمة شيوكواتل تترجم إلى الأفعى الفيروزيّة. وعندما ذبح ويتسيلوبوتشتلي أخته، قام بشق صدرها، وربّما تفسّر الإسطورة وراء ممارسة الأزتيك لشعيرة التضحية بالقلوب.

1- نصل التنين الأخضر الهلالي

1_Green

ولما كان السلاح في حوزة الجنرال الأسطوري غوان وو Guan Yu  في القرنين الثاني والثالث بعد الميلاد، فهناك من يقول بأنّ نصل التنين الأخضر الهلالي كان نوعا من الغوانداو Guandao  وهو سلاح صيني قديم يشبه المطرد. لقد طلب العملاق البشري غوان وو من حدّاديه صنع سلاحٍ فأسي يجمع ما بين القوّة الضاربة لسيف المبارزة وطول الرمح. ويعتقد بأنّ السلاح قد بلغ وزنه 45 كغم – على الرغم من أنّ بعض المصادر تذكر بأنّه لم يتجاوز وزنه ال 18 كغم – ولهذا لم يكن في إمكان أي إنسان طبيعي إستعماله بكفاءة.

ولحسن الحظ فإنّ ذلك لم يكن شأنا ذو بال بالنسبة للجنرال. وقد إمتلك غوان وو نصل التنّين الأخضر الهلالي عندما دافع عن ليو باي  Liu Bei ، أوّل حاكم لشو هان Shu Han. وبعد أن تمّ تأليه غوان وو بعد موته كنوع من آلهة الحرب الصينيّة، فإنّه يبارك أولئك الذين يظهرون علامات الولاء والإخاء، الصفات التي عرف بها غوان وو في حياته.

المصدر: هنا

عن

شاهد أيضاً

كيف بدأ تقليد أشجار عيد الميلاد؟

كتبه لموقع انسايكلوبيديا بريتانيكا: آمي تيكانين نشر بتاريخ: 14/ 12/ 2018 ترجمة: سارة الأعرجي تدقيق: …

هل النبي محمد شخصية حقيقية؟ خلاف بين الباحثين في الدين الإسلامي

كتبه لموقع شبيغل أونلاين: ياسين موشربش نشر بتاريخ: 18/ 9/ 2018 ترجمة: إبراهيم العيسى تدقيق: …