الرئيسية / علم نفس / العلاقة التكاملية بين الجنس والفن.

العلاقة التكاملية بين الجنس والفن.

ترجمة: علي ادهم
بوستر: مصطفى خالد
————————

لماذا لا ينبغي إخفاء الجنس من الفن العالمي؟
كان هذا عنواناً افتتح به (Jonathan Jones) مقالته للرد على من اتهموه بأنه حوّل فن عصر النهضة إلى ما دعوه بالـ(البورنوتوبيا)، ويشرح لماذا يجب عند زيارتنا للمعارض أن نوطد أنفسنا على مشاهدة بعض اللمحات الجنسية.

“هل رغبتك فى معرفة من نام مع فنانٍ مشهور، هو مجرد شعور شهواني؟ أنا لا أرى ذلك، فأنا شخصيا أحب معرفة ما الذي يُحرّك الفنانين – وأقصد بالحركة هنا الإثارة -. ولكن كثيراً من الناس يرون أن هذا النوع من الفضول ما هو إلا شيءٌ سطحي، ومجرد إثارة ليس لها علاقة بسمو الفن. حتى أنه قيل بأنني أرى عصر النهضة كـ(بورنوتوبيا).

لقد أصبح معتاداً الآن أن ينفى الفنانون فى سِيَـرهم الذاتية أن يكونوا قد ناموا مع عارضاتهم، لذلك لا ينبغي لنا أن نتسرع فى الاستنتاجات لمجرد أن عملهم يغلب عليه الطابع الجنسي، ولهذا السبب تجد الكاتبة (Hilary Spurling) تصر على أن الرسام (Matisse) لم ينَم مرة مع المرأة التى رسمها، رغم رسمه لها فى هذه الهيئة الجنسية المثيرة، كما يستنكر (Andrew Graham Dixon) أن يكون الرسام (Caravaggio) مثليّاً لمجرد أنه رسم رجالاً بلمسات إغرائية.

إن هذا الاحتشام المبالغ فيه قد يبدو مهم منطقياً، ولكنه ليس كذلك. فالفن – مثله مثل الجنس – غريزة إنسانية. وكما قال الفنان (Robert Rauschenberg): ” الرسم مرتبط بالفن والحياة على حدٍّ سواء”. إن لوحته المزجية (Bed) ما هى إلا تحفة مصبوغة بالجنس.

إن صناعة الفن لا تحدث فى المعبد، بل فى جَلَبة الحياة لأُناسٍ يحبون ويعشقون، وعندما يوضع هذا الفن فى المتحف، فهو يخرج خارج إطار العلاقات والاحتياجات الإنسانية المتشابكة. وكلما طالت الفترة بين البدء فى عملنا الفني الإنساني، وانتهائنا منه، زاد الشعور بنبض الحياة بداخله، أو على أقل تقدير سيبدو الأمر كذلك إذا قارنتها بالكتب الدراسية وارشادات المعارض الوقورة الخاملة.

ولا زال بإمكانك أن تشعر بلمحات الحياة (كالعشق أو الخطر) الموجودة فى الفن القديم، وكل ما تحتاجه هو نظرة أقل وقاراً وأكثر حيوية. فعلى سبيل المثال، تجد أن (Caravaggio) قد أخفى حقيقة حياته بين ثنايا فنّه، لقد كان كل ما يؤمن به هو الرسم، وهو ما يبدو جليّاً فى كلماته القليلة المُوثقة فى سجلات المحكمة اليونانية، وما يبدو واضحاً فى اللمسات الجنسية المُدهشة اللي كان يدُسّها باستمرارٍ فى لوحاته. فبدءاً بلوحة (Cupid) المكشوف عضوه، ومروراً بلوحة (Alof de Wignacourt)، وانتهاءاً بلوحة (John the Baptist) المتكئ على كتفيه فى وضعٍ عارٍ مبالغ فيه، تجد أن (Caravaggio) قد استخدم الجنس ليستفز ويزعج ويفتن المشاهد على حدٍ سواء.

لقد قيل لزائر ذهب لروما فى القرن الـ17 بأن عارض (Caravaggio) المفضل، كان خادمه الشخصى الذى يمارس معه الجنس، فى نفس الوقت الذى قام رسام منافس له برسمه على أنه شيطان لوطي يحاول أن يُغوى كيوبيد – إله الحب عند الرومان القدماء -. وأنا لا أرى سببا للطعن فى هذه المراجع، ولن يكون منطقياً أن نصرف النظر عن هذه التفاصيل بحجة أنها لا علاقة لها بفهم فَنّه، فأنت نظرت إلى أعمال (Caravaggio) بدون أن ترى جانبها الشهواني، فقد أفقدتها نصف قوتها، وأنا أعتقد أن هذا ينطبق على مجموعة كبيرة من الفنانين الذين ساهموا فى بورنوتوبيا عصور النهضة والعصور الباروكية.
إن الجنس ما هو إلا قنبلة بإمكانها تحرير الفن من سجن المتحف.

المصدر:-
http://bit.ly/V0GeFZ

#فن #فنون #المشروع_العراقي_للترجمة

عن

شاهد أيضاً

الإنسحاب من العلاقات العاطفية بصمت أصبح عادياً

بقلم : ليزا بونوس بتاريخ : ‏13‏/02‏/2020 لموقع : The Washington Post ترجمة : حسين …

لماذا يحب الناس المصابون بالاكتئاب الاستماع للموسيقى الحزينة؟

يشير بحث إلى ان الناس المصابون بالاكتئاب يجدون الموسيقى الحزينة مهدئة – او حتى مطمئنة. …