———————–
ترجمة قتيبة ياسين
مراجعة: حسن مازن
———————–
وفقاً للمنجمين، فإن الموقع النسبي للأرض، القمر، الشمس والنجوم في وقت الولادة، تؤثر بشكل كبير على شخصية الفرد. وقد فنّد العلماء هذه النظريات منذ سنوات خلت، دراسة صغيرة في جامعة (semmelweis) في بودابست قد تتعطي أمل للمنجمين بصحة دعواهم. الدراسة وجدت أن شخصية الفرد قد تتأثر بالموسم الذي يولد فيه. النتائج قُدّمت بمن قبل الباحثة زينا غونا (Xenia Gonda) من كلية ( European College of Neuropsychopharmacology Congress) في برلين بتاريخ 19 تشرين الثاني أوكتوبر.
لا تأخذ هذا الكلام على محمل الجد. فبالحقيقة، لايوجد هناك أي صلة سببية بين موسم ولادة الفرد وشخصيته، فقط بعض الأرتباطات التي دفعت الباحثين لطرح ومتابعة هذه الأسئلة المثيرة للأهتمام. تقول غونا في مجلة (press release) “لايمكننا قول أي شيء حتى الآن بخصوص الآلية التي يحدث بها هذا الأمر. ما نحن بصدد البحث عنه، أن نرى فيما إذا كانت هناك علامات وراثية ترتبط بمواسم الولادات وتقلبات المزاج لدى الناس.”
الأضطرابات العاطفية الموسمية (SAD) هي نوع من أنواع الأكتئاب الذي يحدث لملايين الناس في مواسم الشتاء، عندما تكون ساعات النهار أقصر. ليس معروفاً بالضبط تأثير ضوء الشمس الطبيعي على الدماغ ولكنه يؤدي إلى تقليل مستويات هرمون السيروتينين أو مقاطعة أيقاعات عمله اليومي. بالرغم من عدم وجود آلية محددة لهذه الدراسة، فمن الممكن أن تكون العوامل التي أثرّت على الأم الحامل في فترة التغيرات الموسمية قد انتقلت إلى الجنين النامي. تتابع الباحثة Gonda قولها ” إن الدراسات البايوكيميائية أظهرت على أن الموسم الذي تولد فيه، لديه تأثير على الموصلات العصبية كالدوبامين والسيروتونين، والتي تم اكتشافها في حياة بعض البالغين.” وتقول أيضاً “هذا يقودنا إلى أن موسم الولادة له تأثير طويل الأمد. عملنا كان على حوالي 400 حالة أظهرت مطابقة مواسم ولادتهم مع أنواع شخصياتهم في الحياة. أساساً، يبدو أنه في وقت ولادتك قد تزيد أو تنقص فرصة أصابتك بأضطرابات مزاجية معينة.” الدراسة أجرت مسح لطلاب الجامعات الهنغارية حول مواسم ميلادهم ثم الأستفسار عن حالاتهم المزاجية فظهرت هناك عدة أتجاهات.
وُجد أن أولئك المولودين في الربيع يميلون في كونهم مفرطي التوتة (المبالغة في الأيجابية) ويملكون شخصية أيجابية على نحو لايصدق! وجد أن الأطفال المولودين في فصل الصيف يميلون أيضاً بكونهم مفرطي التوتة لكن بمزاجات دورية قوية. على الرغم بأن مولودي الصيف هم أكثر احتمالية للتعرض لمشاعر ايجابية، وأيضاً اكثر احتمالاً للتعرض لإنقلابات مزاجية متكررة، بالمقارنة مع الأطفال المولودين في الشتاء. وجد أيضاً إن الأطفال المولودين في الشتاء هم أقل احتمالاً لأن يكونوا سريعي الأنفعال بالمقارنة مع مواليد باقي الفصول. الآن، هذه النتائج من الممكن أخذها بعين الأعتبار مع الأحتفاظ بنسبة من الشك حول مصداقيتها. هي ليست مجرد دراسة صغيرة، بل أنها تخبرنا عن تأثير الظروف البيئية مع أولئك الذين نشأوا ودرسوا قي المدارس الهنغارية بالمقارنة مع أولئك الأشخاص المولودين بالقرب من خط الأستواء على سبيل المثال أو في مكان أخر وبطقس مختلف.
المصدر: إضغط هنا