كتبه لموقع “ارتنت نيوز”: هنري نويندورف
منشور بتاريخ: 14/2/2018
ترجمة: زينب عبد محمد
تدقيق: نعمان البياتي
تصميم: أحمد الوائليّ
حسب ما جاء في بحث نشر حديثاً، فإن هناك علاقة بين الرسوم التي عثر عليها في جدران الكهوف ومهارات الصيد، ولقد تبين إن بإمكان الفن جعلك أكثر ذكاءً، هذا الكلام صحيح وفقاً لأحد الخبراء على الأقل.
حيث تقترح دراسة جديدة إن بشر ما قبل التاريخ تطوروا ليصبحوا النوع الأكثر هيمنة في هذا العالم، والفضل في ذلك يعود لكونهم اخترعوا الفن؛ إن التنسيق بين اليد والعين والمهارات البصرية تطورت من خلال ابتكار رسومات ما قبل التاريخ، الموجودة على جدران الكهوف والتي بدورها ساعدت على تطور الإنسان الأول ومكنته من أن يبرع في مهارات الصيد الضرورية، إذ تقترح الدراسة إن الفن هو ما أعطى البشر الأفضلية على أقربائهم، إنسان ما قبل التاريخ، الذي لم يمتلك مهارات فنية.
لقد كُتبت هذه الورقة البحثية من قبل عالم النفس من جامعة (كاليفورنيا –دايفييس)، البرفسور (ريتشارد كروس) وهو خبير في الفن وتطور البشر، وهو أيضاً مدرس فن سابق، ونشرت هذه المقالة في مجلة الدراسات التطورية في الثقافة الخيالية؛ ويذكر كروس في الورقة البحثية إن “هناك علاقة بين القابلية التشريحية المتطورة في الإنسان الحديث كما هو الحال في قدرته على رمي السهام بصورة دقيقة أثناء الصيد وقدرته على رسم الصور التعبيرية”.
يقترح الباحث بأنه بالرغم من إن الإنسان البدائي استخدم رماح الطعن لصيد الفرائس المروضة، استخدم الإنسان العاقل السهم في صيد فرائس ضارية أكثر في إفريقيا، ونتيجة لذلك، افترض الباحث إن الإنسان العاقل كان يتمتع بقشرة مخية أكبر، وهي المنطقة المسؤولة عن السيطرة على الرؤية والتنسيق الحركي.
كما يكتب كروس في ورقته البحثية “كان بإمكان البشر البدائيين تخيل شكل الحيوانات ذهنياً ولكن لم يكن باستطاعتهم ترجمة هذه الصور الذهنية بدقة للحركة اليدوية المطلوبة للأنماط الصورية”.
ومن ناحية أخرى، كان الإنسان العاقل يطور من مهاراته في الصيد، من خلال ابتكار رسومات الكهوف، حيث يقول كروس في هذا الصدد “بما إن الرسم يقوي من الملاحظة، فربما كان لهذه الرسوم الدور في تصور عمليات الصيد ومدى الفطنة التي تتمتع بها الطريدة واختيار أجزاء الجسد الضعيفة كأهداف وتعزيز روح الجماعة من خلال الاحتفالات الروحانية”.
من أجل البحث أكثر في هذه النظرية قام كروس بدراسة رسومات عمرها أكثر من 30,000 عام على جدران كهف شوفيه في جنوب فرنسا واستنتج من هذه الدراسة بأن حركة الخطوط المرسومة تشبه حركة الرمح، بمعنى آخر فإن هذه الرسومات لم تكن مجرد رسومات أو “خربشات” على جدران الكهف، بل إن بشر ما قبل التاريخ لجأوا للرسوم للتعبير عن خططهم واستراتيجيات الصيد، الأمر الذي يظهر وعيهم الشديد بمحيطهم.
قد لا تكون الرابطة بين تقنيات الصيد والرسم أمراً بديهياً، ولكن إن كانت الدراسة صحيحة فإن الصلة بين المهارات قد تكون واحدةً من الأسباب التي جعلت الإنسان العاقل يزدهر، وأدت لانقراض إنسان نياندرتال.
المقال باللغة الإنجليزية: هنا