كتبه لموقع “أي إف إل ساينس”: جوناثان كالاغان
منشور بتاريخ: 10/7/2018
ترجمة: شهد عبد الكريم البيرماني
تدقيق ومراجعة: نعمان البياتي
تصميم: مينا خالد
اكتشف علماء الآثار حفريات جديدة لديناصور عملاق كان يجوب الأرض قبل أكثر من 200 مليون سنة، والتي من الممكن أن تغير مفهومنا عن كيفية تطور هذه الكائنات لتصبح بهذا الحجم الكبير.
الحفريات التي عثر عليها في الأرجنتين تعود إلى جنس جديد من الديناصورات آكلات الأعشاب تسمى (إنجنتا برايما) والتي تعني باللاتينية “العملاق الأول”، الذي كان موجوداً قبل أكثر من 201-237 مليون سنة؛ يُعتقد بأن هذه المخلوقات كانت تمتلك طولاً هائلاً، يصل لحوالي 10 أمتار (33 قدم) وارتفاع 4 أمتار (14 قدم) وكانت تزن حوالي 10 أطنان، من خلال وصف لدراسة نُشرت في مجلة (نيجر إيكولوجي إند إيفوليوشن).
“إلى وقتنا هذا كان يُعتقد بأن أولى العمالقة التي سكنت الأرض يعود أصلها إلى عصر الديناصورات (العصر الجوراسي) – أي قبل 180 مليون سنة، لكن مع هذا الاكتشاف نستطيع أن نرى إن أولى خطوات هذه الكائنات نحو العملقة بدأت قبل 30 مليون سنة من هيمنة العمالقة على كوكبنا بالكامل”؛ هذا ما تقوله الباحثة التي تقود هذه الدراسة الدكتورة (سيسيليا أبالديتي) من جامعة (ناشيونال دي سان خوان) في الأرجنتين.
بالإضافة للديناصور الجديد تم العثور على ثلاث حفريات لـ (لسيميسورس صوربودا) في جنوب شرق القارة العملاقة (بانجيا)، ويُعتقد إن جنس ديناصور (إنجنتا برايما) كان سلفاً لجنس ديناصورات عملاقة تعرف باسم (صوربودا) مثل (براكيوصور) و(ديبلودوكس)، التي كانت تمتلك ذيولاً وأعناقاً طويلة كالتي يمتلكها الديناصور المكتشف حديثاً.
يعتقد العلماء إن (إنجنتا برايما) نما ليصبح بهذا الحجم الكبير بفضل امتلاكه لحويصلات هوائية شبيهة بتلك التي تمتلكها الطيور، والتي حافظت على درجة حرارة معتدلة لجسمه وأمدته بكميات كبيرة من الأوكسجين؛ وإن وجود حلقات النمو في عظامه يعني إنه نما بسرعة كبيرة، لكن الأمر المفاجئ هو إن أرجل هذا الديناصور كانت مقوسة وليست معتدلة لتتحمل وزنها.
(إنجنتا برايما) هو أكبر الديناصورات التي وجدت على الأرض إلى الآن، إذ إن الـ (براكيوصور) و(الديبلودوكس) يصل وزنها إلى 50 طن أو أنواع أخرى أكبر حجماً، لكن المثير حقاً هو الظهور المبكر لهذه الديناصورات في سجل الحفريات؛ هذه الأنواع الأربعة من الديناصورات تنتمي جميعها إلى جنس (ليسميسوريدس) ويعتقد بأنها أول الديناصورات التي تصل إلى هذا الحجم الكبير وبوزن 10 أطنان قبل حوالي 215 مليون سنة.
يقول الدكتور (ستيف بروسايت) من جامعة (أدنبرة) للبي بي سي نيوز “الأمر الذي كان غير متوقعاً حقاً هو إن (الليسميسوريدس) وصلت إلى حجمها الهائل هذا بشكل مستقل عن أجناس (الصوربودات) العملاقة مثل (برونتوصور) و(ديبلودوكس)، التي تطورت لاحقاً خلال العصر الجوراسي.
“إن التطور لهذا الحجم الهائل لم يكن حدثاً متفرداً فقط بالنسبة (للصوربودات)، إذ إن أنواعاً أخرى من الديناصورات استطاعت أن تصبح عملاقة، الأمر الذي يخبرنا عن روعة هذه المخلوقات”، وهذا يعني أيضاً إن الديناصورات لم تنمُ جميعها بنفس الطريقة، ومن الممكن أن يكون هناك المزيد من العمالقة بانتظار أن يتم اكتشافها، إذ يبدو إن هناك أكثر من طريقة لتكوين ديناصور عملاق.
المقال باللغة الإنجليزية: هنا