الرئيسية / بايولوجي / تطور / حفريةُ طائرٌ صغيرٌ، عُمرها (127) مليون عام، تحملُ دلائلاً على تطوّر الطيور خلال عصر الديناصورات،

حفريةُ طائرٌ صغيرٌ، عُمرها (127) مليون عام، تحملُ دلائلاً على تطوّر الطيور خلال عصر الديناصورات،

كَتَبَهُ لموقع IFLscience كريستي هاميلتون،
بتاريخ: 5 مارس 2018،
ترجمة: رشا الخطيب،
تدقيق: عقيل صكر،
تصميم: مرتضى ضياء

حفريةُ طائرٌ صغيرٌ لا يَزيدُ حجمها عن إصبع الخنصر، مَنَحَت العُلماء رؤيةً أوسع، لعالم الطيور في عصر الديناصورات. تمَّ اكتشاف الكائن في رواسب الأراضي الرطبة، بموقع حفريات في لاس اوياس، إسبانيا.
أقتفاء أثر أيَّ كائنٍ عاشَ بفترةٍ ما في عصر جيولوجي سابق، يتطلّب حظّاً وفيراً، وهذا الاكتشاف ليس باستثناء، خاصةً بالنظرِ لضآلة حجمه.
يرجعُ فرخ ما قبل التاريخ إلى ما بين (250 و 65) مليون عاماً مضت، وباستثناء فقدان جزء من الذيل فهو مُكتمل تقريباً حيثُ توجد عنده قدمان وأغلب اليدين. الجمجمة محطّمة إلى حدٍ ما، ممّا يجعل درجة التدهور غير مُبشّرة، لكن بالنسبةِ لعُلماء الحفريات الذين يتركّز عملهم على التنقيب عن كائنات منذ ملايين السنين، فإن هذه الاحفورة محفوظة بشكلٍ جيدٍ للغاية.
قدّر الباحثون أن الصغير يصل طوله لخمسة سنتميترات (2 انش) ويزن (85) جرام (3 أوقية) وهذا يجعله أحد أصغر حفريات الطيور المكتشفة من الدهر الوسيط. والحجم الصغير ليس السبب الوحيد الذي يجعل هذا الاكتشاف كنز حفري، ولكن أيضاً لحقيقة أنَّ الطائر قد مات بعد فترة وجيزة من الولادة، وذلك بينما كانت عظامه في مرحلة التكوين (التلاحم العظمي) حيث تحجّر المخلوق خلال مرحلة قد تكون غير ملحوظة لكنها دقيقة في تكوّن الهيكل العظمي للطائر.
وكما أخبرَ “لويس تشياب” المؤلف المشارك من متحف التاريخ الطبيعي بلوس انجلوس مجلة آي إف إل ساينس، “تنبع أهمية تلك المرحلة لهذه الحفرية في أن حفريات صغار الطيور من عصر الديناصورات تُمدّنا بمعلوماتٍ أساسيةٍ عن التطوّر المُبكّر للطيور البدائية، لكن تلك الحفريات نادرة للغاية.”
وأضاف تشياب، “استخدم المؤلف الرئيس الدكتور “فابيان نول” وفريقه أشعاع (سنكروتروني) للتمكّن من رؤية البُنية الدقيقة للعظام، بمثل هذه التفاصيل الجميلة. تستعين هذه التكنولوجيا بالأشعة السينية فائقة القوّة التي تسمحُ بأفضل جَودَة تصويرية باستخدام طرق غير تداخلية.”
اكتشف الفريق أنَّ عَظّمَة قفص العصفور ما زالت غضروفية وليست عظمية، ممّا يُشير إلى أنّه كان غير قادر على الطيران. وكذلك اختلاف عدد الفقرات الذيلية الحُرّة عن الصغار الآخرين من نفس الفرع الحيوي.
وبناءً على حفريات طيور صغيرة أخرى، فإن التلاحم العظمي يشير إلى أنَّ استراتيجيات تطوّر طيور العصر القديم كانت أكثر تنوّعاً ممّا كان يُعتَقد سابقاً، خاصة لتنوعهن في الحجم ووتيرة نمو الهيكل العظمي. تم اكتشاف الفرخ بالقرب من ثلاثة فصائل أخرى من (Enantiornithes)، ولكن يصعب التحديد لأية فصيلة من هؤلاء ينتمي هذا الصغير.
مثل هذا البحث المنشور في “ناتشر كوميونيكاشنز” يُساعد على تكوين صورة عن كيفية حياة الطيور خلال العصور القديمة. جادلَ كُتّابٌ سابقون أن هذه المجموعة من صِغار الطيور المُنقرضة كانت مُبكرة النضج إلى حدٍ كبير؛ بمعنى أنها ولِدَت مُبكّراً بشكلٍ كافي لتعتمد على إطعام نفسها بعد الولادة بفترةٍ قصيرةٍ. هذا مُقارنة بــ ”الجنين المبستر“ وهو اسمٌ يطلقُ على الصغيرِ الذي يظل عاجزاً عن الاعتماد على نفسه لفترة طويلة.
في الوقت الحالي، يقول الفريق أنَّ نقص تكوين العِظام لا يُحدّد ما إذا كان الصغير مُبكّر النضج أو مبستر حيث أن الحدّ الفاصل بين الاثنين يَكادُ يكون خيالاً.
وقال تشياب، “هذا الاكتشاف الجديد، بالإضافة إلى الاكتشافات الأُخرى من مختلف أرجاء العالم، يتيحُ لنا أن نختلس النظر لعالم الطيور من العصر القديم، التي عاشت في عصر الديناصورات. وإنه لمن المُذهل أن نعرف أيةَ من الخصائص التي نُلاحظها في الطيور الحَيّة قد تطوّر بالفعلِ منذُ أكثرَ من (100) مليون عام .”
المقال باللغة الانكليزية: هنا

عن

شاهد أيضاً

النشاط الحضريّ للإنسان يجعل الحيوانات تُطوّر أدمغة أكبر

كتبه لموقع “بوب ساينس: شاوناسي فيرو منشور بتاريخ: 22/8/2018 ترجمة: أحمد لاوي تدقيق: رعد طالب …

دراسة تكشف: كسل “الهومو إركتوس” أدّى إلى اِنقراضهم

كتبه لموقع”فيز دوت اروغ”: آرون ووكر منشور بتاريخ: 2018/8/10 ترجمة: أحمد طريف المُدرّس تدقيق لغوي: …