الرئيسية / ثقافة / قصة التوسّع

قصة التوسّع

”منذ لحظة ولادتنا، يميل العالم لأمتلاكه صندوق بالفعل تم بناءه لنا لنتلائم داخله. لا يبدو أن حبلنا السري قد قطع، نحن فقط نجد إحتياجات جديدة لملئها. أذا فُصلنا و قُطعت روابطنا، هل سنمزّق سجوننا و نتوسع خارج قشرتنا؟ هل سيبدو العالم مختلفاً ؟ هل سنميّز أنفسنا؟ هل نحن الصنوق الذي نقبع داخله، وأن لم نُحتوى اصلاً فهل لا يزال بأمكاننا الوجود؟ هذه هي سخرية الآحتواء. طالما أننا لا ندفع الجدران المحيطة بنا، فلن نعرف مدى قوتنا حقاً.“
بيج برادلي (PAIGE BRADLEY)
تصورت هذه القطعة عندما أنتقلت لآول مرة الى منهاتن. لقد أندهشت قليلاً من سلطة أمناء المتاحف و النقاد و كيف أنهم جميعاً لهم ميل مضاد للرمزية فيما يعتبروه يستحق العرض. الكثير من هؤلاء الناس شعروا بأن كل شيء رمزي قد تم فعله، وأن الفن الحقيقي كان يتمحور حول كونه “رؤيوي” منظور بدلًا من مجرد عرض القدرة والدقة أو الموهبة العامة. وبالتالي، قد أختفى الفن الرمزي من صالات العرض والمتاحف والمجموعات الهامة، والمعارض الفنية والعروض الأخرى. وكان الباقين عدد قليل منا لا مكان لعروضنا ولم يسمع صوتنا. بدأ العديد من النحاتيّن الرمزيين بالتدريس، حيث كان هذا هو كل ما يستطيعون القيام به.
إذا رغبت في البقاء في مجال الفنون الجميلة، أنا اعلم انه علي الآنظمام لمعاصريّ و القيام بصناعة فنّ “معاصر”. لقد عرفت بأن الوقت قد حد حان لآترك كل المهارات الدقيقة التي تعلمتها على مرّ السنين، وأثق تماماً في عملية صناعة الفنّ.
عالم الفنّ كان يقول لي أن أكسّر أساساتي، أسمح لجدراني بأن تنهار، أكشف نفسي تمامًا، ومن هناك سأجد الجوهر الحقيقي لما أنا بحاجة إلى قوله.
لذلك، حرفياً، أخذت قطعة جيدة تماماً من شمع النحت – قطعة نحتها بدقة على مدى سبعة أشهر – صورة لآمراة تتأمل في وضع زهرة اللوتس- وأسقطتها على الآرض ببساطة. حطمتُ ما صنعته. لقد تركت كل شي يذهب. كان مخيفاً. تهشمت الى قطعاً كثيرة. شعوري الأول كان، “ماذا فعلت؟” وبعد ذلك، وثقت أنها ستلتحم مثلما تصورت.
لقد طلينا كل القطع بالبرونز و جمعناها بحيث طفّت كل قطعة منفصلة عن الآخرى. ثم أحضرت متخصص في الآضاءة و قمنا ببناء نظام أضاءة يسلب العقل لجعلها تتوهج من الداخل. فأصبحت حتى أفضل مما كنت أعتقد. والأفضل هو أن صورة ” توسع” تعني الكثير للعديد من الذين شاهدوها. تصلني رسائل كل يوم! أشعر أنني فعلا ً اتممت عملي بنجاح.
المصدر : هنا

عن

شاهد أيضاً

كيف أصبحت الحياة كلها تنافسًا شديدًا ودائمًا؟

من مجلة (ذي أتلانتك) تنشر في عدد أيلول/سبتمبر 2019 ترجمة: ابراهيم العيسى تدقيق: عمر اكرم …

لا يحدث كل شيء لسبب

بقلم: نيكولاس كليرمونت ترجمة: رحاب الهلالي تدقيق: ريام عيسى تصميم الصورة: امير محمد ١١/حزيران / …