قد يستغرق تقريبًا 30 سنة ولكن هذه السياسة البيئيّة تعمل! على الأقل هذا الإستنتاج الذي يمكن إستخلاصه من المقال الذي نُـشر في يوميّة (العلوم) ”Science“ اليوم. ولقد كشف الباحثون أنّ البيانات أظهرت أن طبقة الأوزون فوق القطب الجنوبي تُـظهِر علامات الشفاء وذلك بفضل التوقيع على بروتوكول مونتريال في عام 1987. وهي إتّفاقية دولية، حيث وافقت البلدان على الحدّ من إستخدام المواد المستنفَـذة لطبقة الأوزون، مثل مركبات الكلوروفلوروكربون (مركبات الكربون الكلورية فلورية) والتي عُـثِر عليها في مجموعة واسعة من المنتجات الإستهلاكية والصناعية آنذاك. وقد مضت الخطّة حيّز التنفيذ في عام 1989، والآن وبعد مرور 27 سنة على ما يبدو أنّها تعمل، وفقًا للدراسة الأخيرة وغيرها من التقارير في السنوات الأخيرة التي أظهرت أنّ الثقب في طريقه للتعافي، وتشير الدراسة أنّ ثقب الأوزون قد تقلَّـص بمقدار 1.5 مليون ميل مربّع منذ ذروته في عام 2000. وذلك بفضل مزيج من إنخفاض في مركّبات الكربون الكلوريّة فلوريّة وتغيّر أنماط الطقس. الأوزون عاليًا في الغلاف الجوي يُـساعد على حماية الحياة على الأرض من الإشعاعات الضارّة. إستنفاذ طبقة الأوزون فوق القطب الجنوبي شائع في أشهر الصيف، ممّا يؤدّي إلى إحداث ”ثقب الأوزون الموسمي‘‘ ”seasonal ‘ozone hole’“ الذي يرصده الباحثون. وإذا سارت الأمور على ما يُـرام يمكن أن يلتئم ثقب الأوزون تمامًا بحلول عام 2050. ’’إنّه أمر مشوّق بالنسبة إلي شخصيًّا، ذلك يُـعيد لي ذكرى حلقة أعمالي عبر 30 سنةً‘‘ تقول المعدّة الرئيسيّة للدراسة سوزان سولومون ”Susan Solomon“. وكانت سولومون أحد العُـلماء الذين دعوا لبروتوكول مونتريال في عام 1987. ’’لقد كان العلم مفيدًا في إظهار المسار، فإنّ الدبلوماسيين والدول والصناعة كانوا بشكلٍ لا يُـصدَّق قادرين على إنتهاج مسار للخروج من هذه الجزيئات، والآن رأينا في الواقع أنّ الكوكب بدأ بالتحسّن، وإنّه لشيءٌ رائع،،. بالرجوع إلى عام 1986، أظهر عمل سولومون أنّ مركّبات الكاربون الكلورية فلورية يُـمكن أن تنهار في الكلور وتشقّ طريقها إلى الغيوم في طبقة الستراتوسفير، عندما يتفاعل الكلور مع أشعّة الشمس في هذه الغيوم يبدأ بأكل طبقة الأوزون في الغلاف الجوّي، والآن يتم حظر مركّبات الكاربون الكلورية فلورية في مكانٍ ما، تلك التفاعلات تحدث الآن بشكلٍ أقل، ممّا ينبغي لثقب الأوزون أن يبدأ بالصغر والصغر. العقبة الوحيدة: الثورات البركانية في السنوات الأخيرة، حيث تُـعرقل الثورات البركانية عمليّة الشفاء، مع كميّات الهباء الجوي عالي الضرر الذي ترسله البراكين إلى الغلاف الجوّي حيث تضرّ بطبقة الأوزون، وعلى وجه الخصوص ثوران بركان بويوي في عام 2011. وكالبوكو (بركان طبقي في تشيلي) في عام 2015 ساهم في إحداث ثقب أكبر بكثير ممّا يمكن توقّعه في المعتاد، وفي الواقع كان ثقب عام 2015 الأكبر على الإطلاق. قد لا نستطيع السيطرة على تصرّفات البراكين، ولكن هذا البحث هو إشارة واعدة إلى أنّ البشر قد يكونون قادرين على تصحيح أخطاء ماضينا. وأضافت المعدّة سولومون: ’’يمكننا الآن أن نكون على ثقة من أنّ الأشياء التي قمنا بها وضعت هذا الكوكب على طريق الشفاء‘‘. ’’وهو أمر جيّد جدًّا بالنسبة لنا، أليس كذالك؟ ألسْـنا بشرًا مُـذهلين فعلنا شيئًا خلق الوضع الذي قرّرنا به بشكلٍ جماعي، كعالَـم ’دعونا نتخلَّـص من هذه الجزيئات‘؟ لقد تخلَّـصنا منها، والآن نرى إستجابة الكوكب.
المصدر:- POPULAR SCIENCE