الرئيسية / بيئة / مُقابلة مع باراك أوباما حول مُستقبل العلوم في الولايات المُتحدة وتغيُّر المناخ

مُقابلة مع باراك أوباما حول مُستقبل العلوم في الولايات المُتحدة وتغيُّر المناخ

إلى جانب دوره الرئيسي في السياسة العالمية، قضى الرئيس الأمريكي باراك أوباما السنوات السبع الماضية يوجِّه سياسة الولايات المتحدة في مجال العلوم والتكنولوجيا. المبادرات والأهداف التي وضعها في مجالات الطاقة النظيفة، الفضاء، الطب، التعليم، تكنولوجيا النانو، والكثير، ساعدت في الأبحاث المُباشرة التي ستقود المُستقبل. مع إقتراب تركهِ المكتب البيضاوي، تكلَّم أوباما في حوارٍ أُجري معه في مجلة “Popular science” عما حققه، وما الذي بقى ليفعله، وكيف أنَّ كونك مهووسًا هو أفضل طريقة تخدمُ بها بلدك.

المجلة: لقد كُنت رئيسًا مؤيدًا جدًا للعلوم. لماذا ترى العلوم والتكنولوجيا على أنها مهمةٌ جدًا؟
أوباما: ساعدت العلوم والتكنولوجيا على جعل أمريكا البلد الأعظم على الأرض. سواءٌ بإخذ أولى الخطوات على القمر، وتطوير لقاح شلل الأطفال، إختراع شبكة الأنترنت، أو بناء أقوى جيش في العالم، نحنُ نعتمد على العلماء المُبتكرين، والمهندسين، وعلماء الرياضيات لمساعدتنا على مواجهة أصعب التحديات في حياتنا.في أول بيان إفتتاحي لي، وعدتُ أن تقوم إدارتي بإعادة العلم إلى مكانهِ الصحيح، وهذا بالضبط ما فعلناه. لقد وسعنا أبحاث الطاقة النظيفة، أطلقنا مبادرات كبيرة في التصنيع المتقدم، الطب الحيوي، والحوسبة الإستراتيجية، لقد زدنا الإستعداد والقدرة على مواجهة تغيُّر المناخ، ونحن ندرب مُعلميِّ الـ “STEM” (العلوم، التكنولوجيا، الهندسة، والرياضيات) ليكبر كل طفل مع مهاراتٍ يحتاجونها للتنافس في القرن الواحد والعشرين. كوننا مؤيدين للعلوم هي الطريقة الوحيدة التي نضمن من خلالها إستمرار أمريكا في قيادة العالم. سياستُنا تعكس هذا التأييد.

المجلة: من بين مُبادراتك في البيت الأبيض، تركيزُك بشكلٍ كبير على تحسين تعليم الـ “STEM” في أمريكا. ما هو الإنجاز الذي تفتخر به في هذه الناحية؟
أوباما: هناك الكثير لنفخر به. لقد خرّجنا 25000 مهندس إضافي في سنة واحدة من كلياتنا وجامعاتنا مما فعلنا عندما إستلمت المنصب. نحن في أكثر من منتصف الطريق نحو تحقيق هدفنا لإعداد 10000 أُستاذ علوم ورياضيات بحلول عام 2021. لقد قُمنا بتأمين اكثر من 1 مليار دولار من الإستثمارات الخاصة لتطوير نظام تعليم “STEM.” وإلتزاماتٍ من الكُليات ورئاسات الجامعات لمساعدة الطلاب الأقل تمثيلًا في الحصول على درجات “STEM.” هناك بعض الصعوبات، ولكن كل رهانٍ مهم. الكثير من الشباب، بما في ذلك الأقليات والشابات، هم أكثر حماسًا من ذي قبل لتلبية طموحاتهم في نظام الـ “STEM.”أحد التقاليد الجديدة التي بدأتُ بها كرئيس هو معرض البيت الأبيض للعلوم. علينا أن نحتفل بالفائزين في معارض العلوم كما نحتفل بالفائزين بالسوبر بول على الأقل (المباراة النهائية في دوري كرة القدم الأمريكية). وعندما يكون الشباب متحمسين بشأن العلوم، التكنولوجيا، الهندسة والرياضيات، فإنَّ ذلك ليس أفضل لهم فقط. وإنما أفضل لأمريكا كلها. نوَّدُ أن تحدُثَ صناعة التغيير القادمة وإبتكارات الحفاظ على الحياة هُنا على أرض الولايات المُتحدة الأمريكية.

المجلة: هل تعتبر نفسك مهووسًا؟ و إذا كُنت كذلك، ما هي أغرب هوايةٍ لك؟
اوباما: حسنًا، كتبت إدارتي جوابًا مفصلًا جدًا في عريضة قانونية تشرح فيها لماذا لم نقم فيها ببناء نجمُ موتٍ حقيقي (محطة فضاء خيالية وسلاح دمار شامل ظهر في سلسلة الخيال العلمي في أفلام حرب النجوم)، لذا أود الإعتقاد بأنني أمتلك مصداقية قليلة من الهوس مُعززة بداخلي.
الشيء الرائع هو أن كون الشخص “مهووسًا” اليوم يُعتبر شارة للشرف. اثناء فترة نموي، كنت على يقين أنني لم أكُن الوحيد الذي قرأ قصص الرجل العنكبوت وتعلم كيفية أداء تحية فولكان (أحد شخصيات فلم حرب النجوم)، ولكنها لم تكُن كما هي عليه اليوم. لدي إحساسٌ أنّ شباب اليوم فخورون بكونهم أذكياء وفضوليون، لتصميم أشياءٍ جديدة، ومعالجة المشاكل الكبيرة بطُرق غير مُتوقعة. اظُن أن أمريكا أصبحت أكثر إكتضاضًا بالأشخاص “المهووسين” عما كانت عليه عندما كُنت طفلًا – وهذا شيءٌ جيد!.وعندما يتحمس الشباب حول العلوم، التقنية، الهندسة والرياضيات، فإن ذلك ليس جيدٌ لهم فقط، وإنما لإمريكـا ككُل.

المجلة: قمت ايضًا بوضع جهود حثيثة على تطوير الإبتكار وريادة الأعمال. كيف تجعل وادي السيليكون يفعل ذلك عبر البلد بإكمله؟
أوباما: إن الإبتكار وريادة الأعمال تحدُث فعليًا في كُل أنحاء البلد. التقنيات الجديدة كالحوسبة السحابية، البيانات الضخمة، الطباعة ثلاثية الأبعاد تُخفّض الحواجز أمام الدخول. وأصبح بإمكانك الآن التعاون مع زملاءٍ لك عبر البلد أو حول العالم، عمليًا بسرعة الضوء. لذا لا يُهمّ أين تعيش، لم يكن هناك ببساطة أيِّ وقتٌ أفضل لإطلاق فكرة وجلبها لملائمة أمريكا.بالتأكيد، نحن نعمل على جعلها أسهل بكثير لرجال الأعمال. لا يُهم من تكون، أو ما تبدو عليه، أو أي رمزٍ بريدي يحمل عنوان ولادتك، إذا عملت بجد ستمتلك الفرصة للمضي قُدمًا إلى قدر ما تصل به موهبتك. هذا ما تقوم عليه مُبادرتنا “TechHire”، التي تعمل على وضع عددٍ أكبر من الأمريكان في وظائف التقنية ذات الدخل الجيد، والتي توسعت لتضم 35 مدينة، ولاية ومقاطعة. وهو ايضًا السبب وراء إستضافتنا “يوم العروض” الأول على الإطلاق، و”معرض الصُنَّاع” في البيت الأبيض. سأخرُج قليلًا عن السياق وأقول أنني الرئيس الأول الذي يُرحب بروبوت زرافة بطول 17 قدمًا في باحة منزله.بعضُ من العلماء الأكثر إلهامًا، رجال الأعمال والمخترعين الذين إلتقيتُهم هُم شباب. قدمت ايلينا سيمون “Elana Simon” مشروعها في إحدى معارضنا العلمية. في عمر الثانية عشرة، نجت إيلينا من نموذج نادر من سرطان الكبد. إنضمت مع أحد جراحيها لجمع البيانات عن مرضها عبر البلد وأكتشفت تغيُّر وراثي مشترك عبر العينات التي جمعتها – كل ذلك قبل تخرجها من المدرسة الثانوية. نُريد أن نرى هذا النوع من القصص أكثر، وفي كُل جزء من أمريكا. أنا لا أملكُ أدنى شك أننا سنقوم بذلك، والشكر في ذلك يعود إلى سياستنا. أود أن أعرف أن الكوكب سيغدو بشكلٍ جيد، وأودُ أن أكون مشاركًا في ذلك.

المجلة: لنتحدث عن العلم المُتقدم الأكثر صعوبة: إثنين من أكبر مُبادراتك العلمية كانتا في ترجمة إشارات الدماغ والطب الدقيق الرائد. لماذا إخترت هذين المجالين؟
اوباما: عندما يتعلق الأمر بالطب الدقيق، والتقدم في التكنولوجيا، وعلم البيانات، والأبحاث الطبية فإنها تُعالج أمراضًا أُعتقد في الماضي أن ليس لها علاج. من الممكن كُليًا بعد عقدٍ أو إثنين من الآن، أن تُلائم العلاجات المرض، ليس المرض فقط، ولكن المريض بشكلٍ فردي. إننا حذرون في حفظ بيانات المريض وجعل المُشاركين شُركاءً لنا في العمل. لإنه لو تقبلنا الطب الدقيق بالشكل الصحيح، فإنَّ الإمكانيات لعلاجاتٍ أفضل ستكون غير محدودة عمليًا.مُبادرة الدماغ هو مشروع آخر قد حان وقته. الآن، بإمكاننا تمييز المجرات التي تبعُد عنا مليارات السنين الضوئية. بإمكاننا أن ندرُس الجُسيمات الأصغر من الذرة. ولكننا لم نفكّ بعد لُغز المادة ذات الثلاث أرطال التي تقع بين أذنينا. أنا أعتقد بإنَّ أمريكا تقود الطريق، بإمكاننا أن نُغيِّر ذلك. المئات من العلماء ودزينات من الجامعات، الشركات، المؤسسات، والمنظمات الأُخرى. قد خطت للأمام لمساعدتنا في التغلُّب على هذا التحدي.

المجلة: لقد دعوت ايضًا لتطوير صناعة الفضاء الخاص للعمل جنبًا إلى جنب وإتمام الجهود الحكومية. ما هي رؤيتك لإستكشاف الفضاء والتجارة المنوطة بها؟
اوباما: قدمتُ رؤية لإستكشاف الفضاء والتي يقوم فيها روادنا الفضائيون بالترحال إلى النظام الشمسي ليس فقط بقصد الزيارة، وإنما للبقاء. لبناء حضور إنساني مُستمر في الفضاء، سنحتاجُ لإزدهار إقتصاد قطّاع الفضاء الخاص. أرى توسُّع صناعة الفضاء هي إضافة لـ، وليست بديلًا عن، العمل الإستثنائي لوكالة نـاســا الفضائية. يُمكن لنـاســا بوجود التقنيات التي تتغلب على مهماتٍ مثل نقل البضائع والطاقم إلى محطة الفضاء الدولية، أن تُركز بشكلٍ مُكثف أكثر على بعثات الإستكشاف الأكثر صعوبة، مثل هبوط رواد الفضاء على سطح المريخ أو معرفة المزيد عن الأرض وبقية النظام الشمسي.بينما نضع نُصب اعيننا نحو الكواكب الأُخرى. بإمكاننا أن نخلُق فرص عمل جيدة هنا على هذا الكوكب. بدأت الشركات الأمريكية بإستعادة الأسواق المُربحة لإطلاق أقمار صناعية تجارية. هذا مُجرد مثالٌ واحد حول الكيفية التي يُمكن أن يُساعد بها إقتصاد الفضاء في نجاح العُمال الأمريكيين.

المجلة: إذا ما انتهى بك المطافُ على سطح المريخ، من الذي تُريده أن يُرافقك: مارك واتني من فلم المريخي، أو إيلين ريبلي من فلم الفضائي؟
أوباما: طالما أن السؤال إفتراضي، هل يُمكنني إختيارهُما معًا؟ لو كان معي مات دامون يزرع البطاطس وسيغورني ويفر يحمينا من الغُرباء غير المُرحب بهم. فأنني سأُحب إفتراضي.

إقتباس$ سأذهب خارج السياق وأقول أنني الرئيس الأول الذي يُرحب بزرافة روبوت ذات طول يبلغ 17 قدمًا في باحته.

المجلة: لم يمض بالكاد شهرين منذ التوصل إلى الإتفاق بشأن المناخ الذي عُقد في باريس. كيف تعتقد أن الإتفاق سيتم تذكرهُ بعد 20 سنة من الآن؟
اوباما: أعتقد بإن أتفاق باريس يُمكن أن يكون نقطة تحول لكوكبنا. إنه خطوة كبيرة ووحيدة إتخذها العالم للتغلب على تغير المناخ العالمي. عندما سافرتُ إلى باريس في بداية مؤتمر المناخ. قلتُ أننا بحاجة إلى إتفاق دائم من شأنه أن يُقلل من إنبعاثات الكاربون في العالم، ونلزم العالم لمستقبلٍ أقل إنبعاثًا للكاربون. هذا بالضبط ما حققناه..على الشعب الامريكي أن يفخر لإن هذا الإتفاق التاريخي هو ثناءٌ للقيادة الأمريكية. قال المتشككون أنَّ إتخاذ إجراء للتحول إلى إقتصاد ذو طاقة نظيفة قد يقتل الوظائف. بدلًا عن ذلك، لقد شهدنا أطول سلسلة خلق وظائف في القطاع الخاص في التاريخ. لقد دفعنا ناتجنا الإقتصادي إلى أعلى مستوياته على الإطلاق. بينما خفَّضنا تلويثنا الكاربوني إلى أدنى مستوياته لنحو عقدين من الزمن. ساعدت هذه الأنواع من الخطوات الملموسة بجلب المزيد من البلدان إلى الطاولة. مع الإعلان التاريخي المُشترك بيننا وبين الصين العام الماضي، أظهرنا أنه لمن المُمكن رأب الصدوع القديمة بين الدول المُتقدمة والنامية والتي وضعت التقدم العلمي في وضعٍ حرج لفترة طويلة جدًا. وهذا الإنجاز حفز العشرات والعشرات من الدول الأُخرى ليتبعوا قيادتنا ويضعوا أهدافًا مناخية طموحة من تلقاء أنفسهم.

المجلة: يتساءل البعض إذا ما سيحدُّ إتفاق باريس من تغيُّر المناخ فعليًا. هل تعتقد أنه فعَّالٌ بما يكفي؟
اوباما: لا يوجد إتفاقٌ مثالي. حتى هذا الإتفاق. ولكن إتفاق باريس هو الإطار الدائم الذي يحتاجهُ العالم. سيؤدي إلى تقليل تلويث الكاربون الذي يُهدد كوكبنا. والمزيد من الوظائف والنمو الإقتصادي المُقاد بالإستثمار قليل الكاربون. وسيُقلل أو يؤجل مُعظم التأثيرات المُدمرة لتغيُّر المناخ.قويًا كما هو عليه، هذا الإتفاق لن يمنع من تلقاء نفسه هذه التأثيرات مُطلقًا. وايضًا فإن نهاية مؤتمر باريس لا تمثل نهاية عملنا. في الواقع، علينا الآن أن نبدأ المرحلة المُقبلة: الإستثمار في التقنيات وإطلاق العنان للإبتكارات لنستمر على طريق تحقيق الأهداف التي وضعناها اليوم. وهذا يعني أنَّ حكوماتنا، وعلماؤنا، وأعمالنا، وعُمّالُنا، ومبتكرينا – الكُل يعملون معًا لبناء مُستقبل أقل إنبعاثًا لكاربون وللوظائف والصناعات التي سيولدها. ولإن الحكومات وافقت على العودة إلى الطاولة كل خمس سنوات. سنمتلك الفرصة لوضع أهدافًا أكثر طموحًا في السنوات القادمة.

المجلة: ما الذي تنظُر إليه كأعظم إنجار حققتهُ إدارتكم مُتعلَّقٌ بعلم المناخ؟
أوباما: قبل أن تحل مشكلة، عليك أن تفهمها. لهذا السبب كافحنا بصعوبة لتأمين تمويل برنامج بحث تغيُّر المناخ الخاص بالولايات المُتحدة، وهو جهد على مستوى الحكومة لمساعدتنا على رؤية ما الذي يحدُث في الوقت الحاضر لنتوقع المُستقبل بشكلٍ أفضل. وبفضل جهودهم، أقمارنا الصناعية، طائراتنا والسفن والعوامات ونظم الرصد الأرضية، وفرت رؤى لا غنى عنها وعززت النماذج التي تُخبرنا ما الذي علينا أن نتوقعه بالمضى قُدمًا.لم تكتفي إدراتي بالمساعدة على تقدُّم علوم المناخ وحسب – لقد حققنا فوائد كبيرة من النتائج. إستخدمنا مُعظم ما يصل من الرؤى عن علم المناخ كأساسٍ لخطتنا الوطنية للعمل من أجل المناخ. وبدأنا بتطوير قواعد بيانات متاحة وأدوات ستُساعد الحكومات، الأعمال والمواطنين على حماية أنفسهم من تأثيرات تغيُّر المناخ التي لا يُمكننا تجنُّبها.

المجلة: ما الذي قد تقوله للعدد القليل من ناكري تغيُّر المناخ داخل الكونغرس وخارجه؟
اوباما: 15 من اصل 16 سنة الاشد سخونة قد حلَّت في أول 16 سنة من القرن الـ ٢١. ومع ذلك، كانت سنة 2015 هي السنة الأكثر سخونة. يُحذرُنا البنتاغون أن التغيُّر المناخي سيُهدد أمننا القومي عبر تدعيم إنعدام الأستقرار في الخارج. هُنا في الوطن، نحنُ نشهد مواسم حرق غابات أطول وأكثر خطورة، إلى جانب الجفاف المُدمر. زرتُ ولاية ألاسكا في العام الماضي، حيث تُبتلَع المُدن حرفيًا بسبب إرتفاع مناسيب مياه البحر. تفيض ميامي بشكلٍ روتيني عند إرتفاع المد. لذا إنتهى هذا الجدل. السؤال الآن هو ما نقوم به بشأن التغيُّر المناخي لإن هُناك من يقول بإنه قد فات الأوان. وأعتقدُ أنه وبغض النظر عن الحزب الذي ينتمون إليه، إذا أراد المرشحون للإنتخابات أن يتركوا أطفالك وأحفادك لعالمٍ مكسور ويتعذر إصلاحه، فإنهم بالتأكيد لا يستحقون صوتك.

المجلة: آخر سؤال عن المناخ: هل تظنُّ أنك فعلت ما يكفي؟
أوباما: حسنًا، إليكم ما قُمت به. خلال السنوات السبع الماضية، لقد حولنا أمريكا إلى قائد عالمي في محاربة التغيُّر المناخي. وقمنا بوضع معايير جديدة لوقود السيارات والشاحنات، وإستثمرنا أكثر من أي إدارةٍ في التاريخ في الصناعات النامية مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية، مُتخذين خطواتٍ غير مسبوقة لحماية مواردنا الطبيعية، ووضع قيود على كمية ملوثات الكاربون التي تُلقيها محطات الطاقة في الهواء. والأهم من ذلك، لقد أثبتنا أننا لا نحتاجُ إلى أن نختار ما بين الإقتصاد النامي وكوكبٍ آمن للأجيال المُقبلة، وإذ بإمكاننا الحصول على كليهما معًا.ولكن في النهاية، عندما أُفكر في جهودنا في مكافحة التغيُّر المناخي، أنا لا أُفكر فقط بمستويات إنبعاثات غاز ثنائي أوكسيد الكاربون أو درجات إرتفاع الحرارة العالمية. أنا اُفكر بشأن بنتيَّ الصغيرتين، والأحفاد الذين أتمنى أن أحظى بهم يومًا ما. أنا اتخيلُ نفسي أدفع فتىً صغير أو بنت على إرجوحة، في الهواء الطلق، أنظُر خلالها إلى الشمس. عند تلك الحظة، أودُّ أن أعرف إذا ما سيكون الكوكب بشكلٍ جيد. وأُريد أن أكون مُساهمًا في ذلك. لإن هذا هو هدفنا: أن نترك ورائنا عالم أفضل، أكثر امانًا وأكثر إزدهارًا لإطفالنا وأحفادنا. هذه هي أهمُّ مهمةٍ لدينا في الوقت الذي نملكُه على الارض. وبعد سبع سنوات كرئيس، لم أكن أكثر ثقة من الآن أن بإمكاننا النجاح معًا.

http://www.popsci.com/features/inte…

عن

شاهد أيضاً

العلاقة بين اللعب ونمو الطفل

ترجمة: ياسين إدوحموش تدقيق: ريام عيسى تصميم الصورة: امير محمد   اللعب هو شيء يفعله …

كيف أصبحت الحياة كلها تنافسًا شديدًا ودائمًا؟

من مجلة (ذي أتلانتك) تنشر في عدد أيلول/سبتمبر 2019 ترجمة: ابراهيم العيسى تدقيق: عمر اكرم …