بقلم أبريل هولواي
…
قبل حوالي 3000 عام، وأبان العصر الحديدي، كان الآشوريون قوةً عظمى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وكانت قوتهم العسكرية تثير الرعب في المنطقة. والآن، كشفت تنقيباتٌ أثرية جديدة الكثير عن الإستراتيجيات الدفاعية لتلك الإمبراطورية القوية الغابرة.
فقد أعلن فريقٌ من جامعة تل أبيب يترأسه الدكتور ألكساندر فانتالكين عن إكتشاف واحدةٍ من أكبر مشاريع البناء في حوض البحر المتوسط بأكمله: وهو عبارة عن جدارٍ ضخم من الطين والحجارة يرجع بتاريخه للقرن الثامن قبل الميلاد، من الممكن أن يكون قد أستخدم في الدفاع عن الميناء الصناعي الواقع على بعد حوالي 3 أميال ممّا هو اليوم موقع مدينة أشدود الإسرائيلية.
قال الدكتور فانتالكين، “هذا هو الميناء القديم لمدينة أشدود الفلستية، حيثُ وجدنا هناك نظام تحصيناتٍ مثيرٍ للإعجاب يتألف من جدرانٍ من الطوب بإرتفاع 18 قدم. هذا الجدار المبني من الطوب هو قلب نظامٍ من الحواجز التي تمّ دمجها على شكل تحصين على هيئة حدوة حصان، بهدف حماية رصيف ميناء من صنع البشر.”
من المحتمل أن يكون هذا الجدار قد بُني في خضمّ صراعاتٍ عديدة بين الآشوريين والمملكتين الإسرائيليتين، فضلاً عن جيران إسرائيل من الفلستيين. فقد إندلعت معركة أسطورية بين الآشوريين من جهة وتمردٍ للفلستيين بقيادة ملكٍ إسمه ياماني. تكشف النقوش الآشورية بأنه في نهاية ذلك القرن، قاد ياماني، ملك أشدود المتمرّد، تمرداً ضد سرجون الثاني، ملك الإمبراطورية الآشورية. وقد رفضت مملكة يهوذا، في عهد الملك حزقيا، دعوات ياماني للإنضمام للتمرّد.
قال الدكتور فانتالكين، “بعد تمرّد الفلستيين، أرسل الآشوريون جيشاً عام 712 ق.م.، فهرب الملك المتمرّد إلى مصر. فطالب الآشوريون المصريين بتسليمه، وهو ما قام الأخيرون بتنفيذه. يُذكر بأن كامل القصة مذكورة في كلٍ من الكتاب المقدس والمصادر الآشورية. (فَإِنَّ غَزَّةَ تُصْبِحُ مَهْجُورَةً، وَأَشْقَلُونَ مُوْحِشَةً، وَأَهْلَ أَشْدُودَ يُطْرَدُونَ عِنْدَ الظَّهِيرَةِ، وَعَقْرُونَ تُسْتَأْصَلُ. صفنيا 2:4) وهكذا قضى الآشورين على التمرّد بالقوة وتم تدمير مدينة أشدود.”
يبدو أن هذه التحصينات ذات صلةٍ بتلك الأحداث، لكن ليس من الواضح حتّى الآن كيف سترتبط بها على وجه الدقّة. من الممكن أن تكون قد بُنيت قبل أو بعد القضاء على تمرد أشدود، إمّا بمبادرةٍ من السكان المحليين أو بأوامرٍ من الآشوريين. لكن، مع ذلك، فمن الواضح أن كمية لا تصدّق من الزمن والطاقة قد أستثمرت في بناء السور والحواجز، ولا بدّ أن ذلك كان قد تمّ لسببٍ وجيه.
المصدر: هنا