منذ آلاف السنين، قام الناس بإداء رقصات المطر (نوع من الطقوس لجلب الأمطار) والدعاء من أجل طقس جيد. لكن مع حلول عام 1930 وحتى يومنا هذا تم تجربة العديد من الوسائل العلمية لتعديل الطقس رغم حظر الأمم المتحدة لهكذا تقنيات تهدف لتغيير الأحوال الجوية في الحرب، لكن العلم يبقى متنصلاً دائماً.
كان أول من قام بمحاولة جادة للسيطرة على الطقس هو المحلل النفسي النمساوي (Willhelm Reich) في عام 1951، حيث قام بتطوير جهاز عُرف بأسم مفجر الغيوم. وكان الجهاز مركباً من أشكال شبيهة بالأعواد اللامعة تم تصميمها لأمتصاص الأرغون (Orgone)، وهو مصطلح علمي زائف لوصف نوع من طاقات الحياة تفرض كون الارغون السبب في تشكل الغيوم والأمطار، لكن لسوء الحظ فالفكرة لم تنجح.
ومؤخراً، خلال عام 2008، في الأولومبيات الصيفية التي أقيمت في بكين الصين، قامت الحكومة الصينية بإجراء قياسات جدية جداً للتأكد من عدم وجود أمطار أثناء أستعراضهم في يوم الإفتتاحية، التي صادفت الثامن من آغسطس. وقد ورد في التقرير بأنه تم إطلاق 1100 صاروخ إلى السماء كلها مسلحة بمواد كيميائية خاصة لمنع هطول الأمطار في مدينة بكين.
في ذلك اليوم كانت نسبة هطول الامطار 50% لكن لم يحدث أي شئ في بكين، بينما تم تسجيل ما مقداره 100 ميليمتر (4 بوصة) من المطر في مدينة بودينغ المجاورة. إذن، هل أتت الصواريخ بفائدة ما؟ من المستحيل معرفة الإجابة، ولم يُقدم أحد حتى الآن أي توضيح مقنع حول لماذا تم إستحثاث المطر بالصواريخ عوضاً عن الطريقة الطبيعية.
من جهة أخرى، شكلت تقنية عُرفت بإسم إستبذار السحاب إستثماراً واعداً أكثر. وفي السنوات الأخيرة أنتقلت من مجرد علمٍ هامشي إلى وسط مقبول، وتم إستخدام مواد كيميائية في العملية شملت يوديد الفضة وثنائي أوكسيد كاربون مجمد، وذلك برش المواد فوق سطح الغيمة لزيادة نسبة هطول الأمطار.
لكن هذا لا يعني أنها طريقة فعالة، فمجلس الأبحاث الوطنية للولايات المتحدة قامت بنشر تقرير لعام 2004 نصت على عدم وجود دليل علمي يثبت إذا ما كانت التقنية تعمل أو لا.
وكذلك تم تجربة طرق عدة لمنع العواصف والأعاصير المدارية في كل بقاع العالم، في محاولةٍ لإضعافها. ففي عام 2007 تم إنتاج فيلم وثائقي (كيف توقف إعصاراً مدارياً)، تم فيها دراسة أكثر الطرق العلمية جنوناً في محاولات العلماء لإيقاف الكوارث الطبيعية. يقول (Robert Dickerson) في الفيلم وهو كبير باحثي الأسلحة في المركز الرئيسي القومي للأعاصير في الولايات المتحدة الواقعة في ميامي بأنه يعتقد بإمكانية إجراء تعديلات على الأعاصير المدارية بإستخدام ذبذبات ليزرية شديدة. وفي نفس السياق، يؤمن عالم الأرصاد الجوية (Wiliam Gray) بأن حرق النفط في زوارق مواجهة لطريق الأعاصير ستبطئ من سرعتها.
على الرغم من محاولة البشر السيطرة على حالة الطقس، فلازلنا غير قادرين على إتقان الطريقة الصحيحة، ويدعي بعض العلماء بأننا على حافة تحقيق الهدف، لكن واقعياً لا زالت هناك عقودٌ عديدة ليبدء البشر بلعب دور الإله. وحتى ذلك الوقت يجب أن نعتمد على قدرتنا في التنبؤ الصحيح بالطقس معظم الوقت.
المصدر : هنا