تعتبر هذه الصفات نوع من “الدفاعات الناضجة”، أو الصفات الرغيدة للصحة النفسية. في حين أن معظمنا يحمل بعض النزعات العصبية، غير الناضجة، أو النرجسية، لكن يمكننا التركيز على الصفات التالية لبناء حياة جيدة وأكثر صحة:
- الإيثار
- التوقّع
- الزهد
- روح الدعابة
- التسامي
- الكبح
فالأشخاص الذين لديهم قدراً من هذه الصفات يلبون المطالب والاحتياجات الشخصية الخاصة بهم. حيث لديهم قابلية للتكيف والمرونة، ويمكنهم تكوين علاقات متينة.
يكمن الأمل في تعزيز النفس أي (الحياة الداخلية) مما يولد حياة خارجية أفضل فتطوير “الدفاعات الناضجة” مفيد، سواءً أكان نفسياً أوعملياً.
هذه الخصائص تعزز بطريقة أكثر انسجاماً الحياة المعاشة. فاللحظات السعيدة و النتائج الإيجابية وحتى السلام الداخلي خصائص أكثر حضوراً عند الأشخاص المحصنين نفسياً.
مع هذه الصفات فان فرصة النجاح في العمل والحب تتحسن. قال فرويد: ” أن العمل الهادف والحب هي أساس الصحة النفسية”.
دعونا ننظر إلى هذه الصفات الستة عن كثب:
الإيثار:
التضحية بالنفس أمر صحي، إلّا إن كنت تعرّض نفسك للاستنزاف أو الاستياء. وهو ما يسمى “استسلام الإيثار”، حيث يمكن أن يكون خياراً ماسوشياً ويسبب الضرر أكثر من النفع.
النصيحة الأولى: يجب أن تعرف أين ترسم الخط الفاصل بين العطاء والاستسلام.
الترقب:
يعد التشاؤم السليم ذو نوعية إيجابية. فأخذنا بعين الاعتبار ما يمكن أن يكون خاطئاً يؤهلنا نفسياً وعملياً. فالضربات، والنكسات والعقبات والمنافسين لا يمكن لها أن تصدمك. على الرغم من أن التفاؤل يمكن أن يكون عاملاً محفزاً، ويدحض السلبية، لكن التفاؤل الأعمى يؤدي إلى إخفاقات كبيرة.
النصيحة الثانية : البقاء على المسار بحالة من الثقة، والوعي، والنظر إلى الواقع بصورة واقعية.
الزهد:
“الرضا مشتق من نبذ الإشباع”، فالتحكم الذاتي يمنحنا قدرات أكبر.
تمت دراسة القدرة على مقاومة الإغراء في اختبار ستانفورد الشهير. حيث تم إخبار الأطفال الصغار أنهم إذا لم تأكلوا حلوى الخطمي الموضوعة أمامهم فسوف يحصلون على قطعتين فيما بعد. وقد أشارت الدراسة أن أولئك الذين أخّروا الإشباع حققوا نجاحاً أكبر عندما أصبحوا أشخاصاً بالغين. كثيراً ما يرتبط الزهد مع الدين، ولكن من الناحية النفسية، فإن ضبط النفس يولد الشعور بالسعادة. لكن هذا لا يعني أن نزوات الإنغماس في بعض الأحيان ليست ضرورية، بل هي كذلك.
النصيحة الثالثة: خلاصة القول هو تحقيق التوازن بين مبدأ اللذة، ومبدأ الواقع.
روح الدعابة:
“تمنحنا روح الدعابة القدرة على التحمّل، ومن ثم التركيز على ما لا يمكن احتماله، وعلى النقيض من الفطنة، الذي تنضوي على الإلهاء أو التخلص من القضية الانفعالية”، فالمأساة والملهاة يمكن أن تنبع من نفس المصدر. فروح الدعابة هي وسيلة للتعامل مع المشكلة أثناء البقاء على اتصال مع مصدر الألم. في حين أن الذكاء يمكن أن يكون محاولة لعزل أو فصل الألم.
النصيحة الرابعة: ابق مع الشخص الذي يقوم بإضحاكك، لأن هذا من شأنه أن يمنحك القدرة على الإتصال والإلهاء. فقد تضطر إلى الركون للحزن لفترة من الوقت، وهذا أفضل بكثير من محاربته. فمن أجل أن تكون خالياً من الأحزان عليك أولاً أن تشعر به. فالإنكار يتداخل مع المضي قدماً حيث يتم استخدام طاقاتك من خلاله (دون جدوى) في المعركة الحقيقة بدلاً من تقبّله.
التسامي:
ينضوي التسامي على توجيه الغريزة الخام إلى حالة منتجة، حيث يتم توجيه الطاقات القوية التي قد تسبب الخلافات والفوضى أو الدمار إلى حالات إيجابية. فمحاولة قمع أو التخلص من التحركات المكثفة، يؤدي إلى حالات من التعذيب الداخلي وأعراض غير مريحة، مثل القلق.
النصيحة الخامسة: معرفة وقبول الأساسيات الخاصة بك واستخدامها بدلاً من الهروب منها أمر بالغ الأهمية، اتبع العاطفة، والرغبة، والجانب الجامح، ولكن قم بتوجيهها، بدلاً من السماح لها توجيهك.
الكبح:
في كثير من الأحيان يجب عليك وضع الأمور خلفك. فالكبح يختلف عن الكبت في هذا الأمر فهي أمور في متناول الوعي ولكن لم يتم التعامل معها على الفور تطفو في الجزء الخلفي من العقل. تعد القدرة على الكبح والتعايش مع الانزعاج الشديد مهارة حياتية، فالكبح يسمح للحل بالنضج. ففي بعض الأحيان لا يمكن التعامل مع بعض الأمور الآنيّة والأفضل ألّا تقوم ذلك.
النصيحة السادسة: انتظر حتى يأتي الحل إليك بدلاً من اتخاذ إجراءات سابقة لأوانها، والتي يمكن أن تتداخل مع المسار الطبيعي والنتيجة المرجوة. فتوقيت الأمورهام للغاية أيضاً، فإذا كان هناك أمراً مُلحاً للغاية، ربما يجب عليك الانتظار حتى تحصل على دعم كافٍ.
كل شخص لديه شيئاً للعمل عليه فيما يتعلق بالجانب النفسي. فجميعنا نحمل صفاتٌ صحية وأخرى أٌقل صحية. فإذا كان التغيير يثير اهتمامك، فها هي النصائح الستة عن التغيير النفسي.
المصدر: هنا