كان تصاعد نفوذ البرجوازيّين عاملا أساسيّا في تشكيل الفن في القرن التاسع عشر. وبالنتيجة تغيّرت موضوعات الفن، فلم تعد الصور تنتج من أجل الزبائن الكنسيّين أو العلمانيّين فحسب، بل أصبحت الآن تعرض لعامّة الناس أيضا. لاسيّما تحت تأثير الثورة الفرنسيّة في تمّوز وثورات عام 1848، حيث كانت المشاعر الوطنيّة تتنامى. فشكّل إنعتاق الفنّانين الطليعيّين من التقاليد المعقّدة للأكاديميّات سمة أخرى بلغت ذروتها مع نهاية هذا القرن لتساهم في تأسيس صالون المرفوضين Salon des refuses.
وقد كان هذا الإنقسام قد أصبح ملحوظا أصلا منذ بداية القرن التاسع عشر عندما تشكّلت الحركات المضادّة للفن الرسمي. وبهذه الطريقة تأسّست المدرسة الرومانتيكيّة بموازاة الكلاسيكيّة. وقد كان تأكيدها على الشاعريّة وتفضيلها للماضي الوطني بالإضافة إلى التركيز على اللون كتقنيّة في الرسم من السمات المميّزة لهذه الحركة. وبتحفيز من تحمّس الحركة للعصور الوسطى وتدعيم لذلك بسبب تطوّرات الثورة الصناعيّة، نشأت المدرسة التاريخانيّة Historicism في القرن التاسع عشر، لاسيّما في مجال العمارة. وفيما يخصّ الرسم، لم يعد الفنّانون يرسمون لوحاتهم في مشاغلهم الخاصّة، بل خارجها في الهواء الطلق.
ولم تكن لوحات الهواء الطلق Plein air الرائد الأساس في تأسيس المدرسة الإنطباعيّة فحسب، بل إنّها أثّرت في المدرسة الواقعيّة أيضا، والتي أظهرت في فرنسا العمل الشاق بدنيّا للطبقات الإجتماعيّة الدنيا لدرجة أنّه أطلق عليها إسم الواقعيّة النقديّة الإجتماعيّة. وكرد فعل مضاد على هذا التركيز على العالم الخارجي، إتّجهت المدرسة الرمزّية Symbolism أكثر نحو عالم المشاعر الداخلي والأحلام اللاواقعيّة.
ويمكن أن تفهم المدرسة الرمزيّة أيضا كرد فعل على الإنطباعيّة والتي تبحث عن إلتقاط الإنطباع العابر السريع الزوال. ومن المدرسة الأخيرة إنبثقت الحركات ما بعد الإنطباعيّة Post Impressionism والتنقيطيّة Pointillism في حدود نهاية القرن التاسع عشر. وبذلك تكون التعدديّة في الطرز الفنيّة سمة للفن في القرن التاسع عشر.
مجموعة من صور القرن التاسع عشر:
المصدر: من هنا