بقلم: جيسون بورك
التاريخ: ٣٠ كانون الثاني ٢٠٢٠
ترجمة: حيدر الهاشم
تدقيق: ريام عيسى
تصميم الصورة: أسماء عبد محمد
الجماعة الإرهابية تستمر بانتهاز الفرص لتضرب في الغرب حسب تقرير مجلس الامن
ترجمة الصورة: جنود عراقيون يحملون علماً لداعش تم الاستحواذ عليه في قرية قرب الموصل في عام ٢٠١٦. الجماعة الإرهابية صارت تنفذ هجمات جسورة ومتزايدة في العراق وسوريا. الصورة: هادي مزبان.
الدولة الإسلامية قد بدأت تنظيم صفوفها في مناطقها المركزية في الشرق الاوسط وتستمر بانتهاز الفرص لتضرب في الغرب، حسب تصريح الامم المتحدة.
وفقاً لتقرير مجلس أمن الامم المتحدة، المبني على تقارير استخباراتية حديثة من الدول الأعضاء، التنظيم يقوم بهجمات جسورة متمردة وبشكل متزايد في العراق وسوريا، داعين ومخططين إلى إطلاق سراح مقاتليهم بالقوة من المعتقلات مستغلين بذلك ضعف السلطات الأمنية المحلية.
وصف التقرير داعش كمنظمة عانت نكسات بليغة ولكنها متماسكة، ذات دعم مالي جيّد ولا زالت تشكل خطراّ كبيراّ على الصعيدين المحلي والعالمي.
بالرغم من قول دونالد ترامب أن داعش “هزمت هزيمة نكراء،” إلا أن ادعاءه هذا مشكوكً فيه من قبل محللين وحلفاء وبعض المسؤولين الاميركيين الكبار. حذر احد تقارير البنتاغون من ولادة داعش مجدداً في شهر اب/اغسطس، قبل مقتل أبو بكر البغدادي، الخليفة المُعلِن لنفسه وقائد داعش السابق، في شهر تشرين الاول/أكتوبر من قبل القوات الخاصة الاميركية.
يُعتقد أن قائد داعش الجديد هو أمير محمد عبد الرحمن المولى الصلبي، الذي يعرف بابو إبراهيم الهاشمي القريشي. هو أحد الأعضاء المؤسسين وقاد عملية استعباد اقلية الايزيديين العراقيين وأشرفَ على عمليات في أنحاء العالم.
يقول تقرير الامم المتحدة أنه من غير المحتمل أن تتغير اهداف داعش الاستراتيجية العامة ولكن عرق القائد الجديد التركماني يوحي بكونه قد يكون قائداً مؤقتاً فقط حتى تجد الجماعة اميراً أكثر شرعية، ربما أحد المنحدرين مباشرةً من قبيلة بني هاشم القريشية، شخصً باستطاعته الحصول على الدعم الكامل من مناطق وأنصار بعيدين.
احدى التحديات التي تواجه داعش هي جمع المناصرين خلف قائدها الجديد حيث أن مخاوفهم الأمنية تمنعهم بالقيام بأي اتصال مباشر.
وفقاً للتقرير، فإن الجماعة لا تفتقر إلى الاموال. في العراق، تستمر الجماعة بتمويل عملياتها عن طريق الاستثمار في مشاريع قانونية وجبهات تجارية، وفي سوريا استأنفت فرض الاتاوات في وضح النهار. مساعيهم هذه تؤمن لهم موارد كافية لإدارة جماعتهم ودفع معاشات لأرامل وايتام مقاتليهم.
صرحت الامم المتحدة أن معضلة المقاتلين الأجانب تبقى عصيبة حيث أن نصف إلى ثلثي هؤلاء الذين انضموا لدولة الخلافة من انحاء العالم ما زالوا احياء.
هنالك قلق كبير بخصوص مراكز احتجاز ومخيمات في سوريا نُصبت لإيواء مقاتلي الجماعة وعوائلهم الذين فروا من اخر معاقلها. مخيم الحول، المُسيطر عليه من قبل الاكراد السوريين، يحتوي على أكثر من ٧٠ الف شخص في ظروف مروّعة.
“الترتيبات الحالية المُرتجلة لاحتجازهم ستؤدي للتطرف واليأس، خصوصاً عندما يتعلق الامر بالقاصرين. إعادة هؤلاء الأشخاص إلى مواطن أصلهم او جنسيتهم سيكون امراً صعباً على المدى القصير ولكنه يحمل الكثير من الامل في الحد من الخطر على المدى البعيد،” وفقاً للتقرير.
يتوقع الكثير من المحللين أن داعش ستعود على شكل تمرد واهن بعد خسارة ارجاء واسعة مما يسمى بدولة الخلافة في ٢٠١٧، وستصور هزيمتها النكراء ككبوة مؤقتة.
في السنة الماضية، داعش عانت من نكسات أخرى في أفغانستان، حيث قُتل الالاف من مقاتليها على يد طالبان، وفي ليبيا، حيث بقي بضع مئات فقط من مسلحيها المخلصين.
الجماعة ضعيفة جداً لتشكّل خطراً مباشراً على اوروبا، حيث تبقى الجماعة معتمدةً على هجمات تُنفذ من إرهابيين محليين هناك. يميل هؤلاء إلى أن يكونوا واهنين ولا يُعوّلُ عليهم، وفقاً للتقرير.
المصدر: هنا